الجنس في كل مكان , من ينشره !؟
بلال الحكيم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بلال الحكيم

لا مناص لا مفر , الشوارع والاسواق , الشركات , القنوات والانترنت , ما هي حلولكم يا سادة , من سيغض البصر حتى آخر المشوار .
هل هناك حل آخر عدا الشعور بالقرف ,
المعركة حقيقة واطرافها موجودة بيننا , الجميع يشتغل بكل قواه الحسية والمادية والفكرية لانجاح معركته طويلة النفس .
الاطراف احدهم تاجر والاخر ضحية .
البعض لم يصبح تاجرا بعد , ولكنه يكن في نفسه رغبة خفية وصامته تشجع الاخرين للاستمرار في الترويج للعهر , لديه استعداد و قابلية لان يصبح طرف فاعل في المعادلة ( المعركة ) .
يوجد آخرين كثر , يجدون مبررات اخرى كثيره , يقولون , ان هذه طبيعة العصر وان ما علينا سوى القبول به كما هو , يجب علينا التأقلم معه ومجاراته والتسليم بشروطه حتى لا يقال عنا متآخرون او رجعيون .
عصر وسخ ,
خرجت للعلن نتائج هذه النشاطات المكثفة ولم تعد تقدر على انتظار تواتي ضروف المكان اوالسترة او النصيب , فتيان لم يصلوا سن البلوغ بعد , يتجولون في الشوارع , بقصات شعر غريبة , يبحثون عن فتيات , كل ما له علاقة بالانوثة يصبح مجالا للاستهداف ,
رجال كبار في السن يتحولون الى مراهقين ويبحثون ايضا عن فتيات , التحرش , كلمة العصر .
ردود افعال غير مبررة
السلفية الغليظة والمتوحشة : لعبت دور في تنفير الناس وتخويفهم من المحاولات الجادة لمعالجة القضايا الاجتماعية بتعقل وموضوعية , من خلال خطاب التهديد والتحريض , بأسم الاخلاقيات والعفة , ظلموا النساء ايما ظلم , وقتلوا كل امكانية تحولها الى كائن انثوي فعال ومتحضر .
توازوا في اجرامهم واثمهم مع المروجين للتفسخ , جميعهم ظالم لنفسه ولمحيطه .
المجتمعات ضحية لمنظمات دولية ممنهجة , هذا ليس وهم
ما يحدث في شوارعنا ليس نتيجة بحتة لغرائز طبيعية هايجة خرجت عن السيطرة , ويكون هذا فقط هو التفسير النهائي , الامرلم يعد في احيان كثيرة قرارا مدركا بالنسبة للضحية المخدوعة , ولكنها مدركة لمن لقنها بوسائل متعددة افكار ونسق عيش تحولي وغريب عن العرف والمعقول .
ادوات تقنية جديدة : يمرر من خلالها ثقافة تحللية متكاملة ترتكز في محورها على الجنس , مسلسلات اجنبية واخرى عربية , تكثف في مضمونها كل الايحاءات الجنسية اللفظية والصورية والعملية , تغطيها في احيان قليلة بمظاهر التحضر والتمدن والرقي والحرية وفي احيان اخرى كثيرة تقدمها كما هي بدون اي رتوش او شعارات وعناوين , بل هكذا مباشرة ( جنس خالص ) .
ماذا سيبقى بعدها , انها اسهل الطرق للتدمير والتخريب , انهاك للفكر والوقت , كل ما يمكن التحصن به لبناء الامم يصبح مجالا بعيدا عن الاستحضار , الاغراء كله منصب على الاجساد والمظاهر واللباس والتزين , اغراء جسدي على حساب الاغراء الحضاري الحقيقي .
بناء الفكر والقيم , الثورة ضد التخلف وضد الجهل , مواجهة المشاكل السيادية الكبيرة والخطيرة , الحفاظ على الموروث الحضاري والقيمي والاخلاقي والجمالي للشعوب يصبح ايضا مجالا للاختراق والتفريط .
* كاتب يمني
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat