كيف نبدأ التغيير العربي"الربيع العربي" الصحيح؟
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الفشل الذريع الذي واجهته امتنا العربية عند محاولة بعض شعوبها تغيير واقعها عبر ما يسمى بالربيع العربي هو فشل حتمي الوقوع لسبب معروف سلفا وهو" إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ" ,فالزعيم العربي المستبد هو نتاج ثقافة مجتمعية استبدادية لاتقبل الراي الاخر ,هذه الثقافة قادرة على ان تنتج لنا زعيم مستبد جديد حتى ولو بذلت شعوبنا الغالي والنفيس من اجل اسقاط سلفه.. فكما تكونوا يولى عليكم "الا بالتدخل الهي مباشر".
مقاتلة الحكام وتخريب الاوطان حلان سيئان غير مجديان ابدا ,فمناصحة الحكام خير من مناطحتهم حفاظا على حاضر الأمة ومستقبلها..اقول هذا مع يقيني بان اغلب حكام هذه الامة هم اكثر عقلانية وانفتاحا واقل تعصبا من معارضيهم..وهنا اصبح لزاما علي ان اطرح السؤال التالي كي اصل الى فكرة مفيدة ناضجة وواضحة عسى تساهم هذه الفكرة في وصول امتي الى مرحلة ماقبل التغيير الحقيقي من مقومات ..لاننا مازلنا بعيدين جدا عن مقومات التغيير الحقيقي"هذا البعد هو بعد ثقافي وليس زمني".
السؤال هو..كيف يمكن لنا ان نناصح حكام هم اكثر عقلانية وانفتاحا واقل تعصبا من معارضيهم "اي الحكام العرب" ؟
الجواب الوحيد الممكن في هذه الحالة هو..نعم يمكننا فعل ذلك ولكن بعد تاهيل المجتمع للتغيير, اي بعد ان يبدا التغيير بالفرد اولا ,ومن ثم يتطور ليشمل كل افراد العائلة وتفرعاتها ,ومن ثم سيصل التغيير بالتدريج الى المجتمع عموما, وبالتالي سيشمل التغييركل مناحي الحياة في امتنا "لانه سيصبح حالة مجتمعية عامة" .
ويمكن تحقيق ذلك بعد ان نتعلم ونؤمن بان " المسلم من سلم الناس من لسانه و يده", وبعد ان نتعلم كيف نعطي كل ذي حق حقه بدا من افراد العائلة الواحدة وصولا الى كل مناحي الحياة ,وان نتعلم احترام الفكر المختلف او حتى المخالف بدا من داخل البيت وانطلاقا الى المجتمع.
وان نتعلم ونعلم ابنائنا "كيف نفكر قبل ان نقرر؟!" ,وكيف لانسير كلبهائم خلف كل من ادعى الدين واطال لحيته وخاصة عندما يفتي لنا بكراهية الاخرين.
واهم ما يمكننا ان نتعلمه من اجل التغيير الحقيقي هو ان نتعلم كيف نحب الاخرين"وننافسهم بشرف" على الرغم من اختلافنا معهم ..وان نتعلم حقوق الانسان الحقيقية وخاصة حقوق المرأة والطفل.
فالمرأة هي نصف المجتمع ان اعطيناها حقوقها وحريتها تقدم المجتمع خطوات الى الامام دفعة واحدة.
اما الاطفال فهم بلا شك مستقبل الامة ,ان حفظنا لهم كرامتهم خلقنا منهم جيلا عزيزا لايمكن ان يقبل الدكتاتورية والذل ..وان علمناهم محبة الناس وحب عمل الخير وحسن الاخلاق وقوة الشخصية "مع الاهتمام البالغ بتعليمهم" خلقنا منهم جيلا قادرا على بناء الوطن باحدث وافضل مايمكن , وبالتالي سنحصل على امة عزيرة كريمة لايمكن ان تقبل بمكانه متاخرة بين الامم.
باختصار..علينا ان نغير انفسنا قبل ان نطالب حكامنا بالتغيير,فما فائدة محاولة تغييراو تجديد راس الهرم بينما نترك السوسة تنخر في قاعدته .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat