بيان سماحة الشيخ محمد مهدي الآصفي حول الانتخابات العراقیة المقبلة

بسم الله الرحمن الرحيم

1- انتخاب الانسان قطعة من دينه وعقله وإحساسه بالمسؤولية الشرعية والاجتماعيّة . وبقدر ماُ تؤَمَّنُ له الانتخابات حريتّه في تقرير مصيره السياسي والثقافي والحضاري والاقتصادي, تُحَملُّهُ مسؤولية صعبة بين يدي الله تعالى, عندما يقف الانسان بين يديه تعالى في موقف السؤال: (وقفوهم أنهم مسؤولون)

2- إن العراقيين يواجهون اليوم المسؤوليّة الشرعيّة التاريخيّة الصعبة, وجهاً لوجه, فهم يُقَررَّون مصيرهم السياسي ومصير أبناءهم وأحفادهم الى ما شاء الله في هذه الانتخابات.
وهذه الانتخابات ــ بالذات ــ حاسمة في تاريخ العراق السياسي والثقافي المعاصر, فاذا سجل العراقيون حضوراً فاعلاً قويّاً واسعاً وواعياً في هذه الانتخابات أمنو مستقبلهم وحاضرهم ومستقبل ابناءهم واحفادهم الى ما شاء الله, وأورثوهم حياة العزة والكرامة والأمن, واذا كان العكس يعودون ــ لا سمح الله ــ الى الفترة السوداء الحاكمة, التي عاشها العراقيون أيام تسلّط عصابة البعث الفاسدة على العراق.
وكل الأحداث المرّة التي نعيشها كل يوم تقريباً تؤكد هذه الحقيقة, وكلّ الأيدي العابثة الفاسدة التي تعبث بأمن العراق واستقراره, وتفتك بالناس, وتثير الشغب والفوضى السياسية من خلال وسائل الأعلام, وفي الساحات السياسيّة شاهدة على هذه الحقيقة.
إنّّهم يعملون جميعاً ويخططون لأرهاق الناس وإحباطهم, وبعث روح اليأس في نفوسهم, وتعطيل إرادتهم السياسيّة, لتنفذ مقاومة الجمهور, فتعود العصابات الفاسدة مرة أخرى الى مواقع القرار والقيادة, من خلال إحباط الجمهور وتغييبهم عن الساحة وإتعابهم, وهبوط المعنويات والوعي السياسي.

3- إن المشاركة الفعالة الواسعة الواعية في الانتخابات كفيل بإحباط كل المشاريع التآمريّة التي يخطط لها أعداء العراق, وتَسُدّ الطريق على العصابات الفاسدة للعودة الى مواقع القرار والقيادة في العراق, وتُؤمَّن لكم ولأولادكم حياة كريمة آمنه, وتُؤمَّن لكم حرية القرار, واختيار المصير, والكرامة في العيش.

وهذا خطاب شامل لكل العراقيون المؤمنين من الشيعة والسُنة والعرب والاكراد والتركمان.


4- ابحثوا وتحروا كثيراً عن الذين تنتخبونهم وتأمنونهم على بلدكم ومصيركم ومستقبل اولادكم, حتى تطمئنوا الى ماضيهم وحاضرهم وتاريخهم واعمالهم وشجاعتهم. وفي مقدمة هذه الشروط التي لا يجوز التهاون فيها الإيمان والألتزام الديني بفرائض الله وحدوده وحلاله وحرامه ومخافة الله وتقوى الله والنزاهة والكفاءة, ولا تكتفوا بالوعود والخطابات الاعلاميّة التي تقرأونها في الاعلاميات الانتخابية, او تسمعونها منهم, ولديكم زمن كافي للتحري والتحقيق.

5- ولن يعذر الله تعالى أحداً يتهاون في حضور ساحات الانتخابات في الظروف المصيرية الحرجة التي يمر فيها العراق, وفي الأيام الحاسمة التي يستقبلها العراق. ولن يعذر الله أحداً يتهاون في التحقيق والتحري لإنتقاء العنصر الصالح المؤمن النزيه الكفوء.
6- ولن يجوز لأصحاب أيّ من القوائم المرشحة أن يمارسوا اي لون من ألوان الضغط على إرادة المواطن وحريته في الانتخاب بالاغراء والتغرير والايهام والوسائل المعروفة الاخرى في هذا المجال.

(وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْ

مُؤْمِنُونَ) التوبة/105.



النجف الأشرف

محمد مهدي الآصفي

في 12/ ج2/ 1435هـ

12/4/2014م


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/04/13



كتابة تعليق لموضوع : بيان سماحة الشيخ محمد مهدي الآصفي حول الانتخابات العراقیة المقبلة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net