صفحة الكاتب : احمد شرار

الديمقراطية: من المنبر الحسيني الى بريطانيا
احمد شرار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


(الهايد بارك -Hyde Park)، هي واحدة من أكبر الحدائق الموجودة في العاصمة البريطانية، وتشتهر بوجود ما يسمى محلياً (سبيكرز كورنر -Speakers Corner) والتي تعني زاوية المتحدثين، المكان الذي يجتمع فيه المتحدثون كل يوم أحد، لإلقاء كلمة أو محاورة حول موضوع ما بكل حرية، حتى وأن كان ضد الملكة أو الحكومة من أعلى مسؤول فيها حتى أصغرهم، ولم يخشى أحد من الاعتقال أو التنكيل أو الاضطهاد، فقد هضم الشعب والحكومة البريطانية، من قبلها معنى الديمقراطية الحقيقية.

وهنا أستشهد بقصة ظريفة، حين أقترب أحد رجال الشرطة البريطانية، من إحدى السيارات التي ركنها مستمع جالس فيها، بالقرب من منصة الخطيب، الذي أخذ يسب ويشتم الحكومة بأسلوب جارح، وطالبه بإطفاء محركها، كي يستمع المجتمعين الى خطبة بوضوح.

هذه هي الحرية والديمقراطية التي نطمح أن نراها اليوم في العراق، ولست أشير الى الأساليب الرخيصة في السباب والشتم والانتقاص من الاخر، او تسقيط أي طرف لا تتوافق رؤياه مع الأسلوب الذي تتبعه الحكومة.

وهي ليست بالمطلب الصعب، لكل من أدلى بدلوه برأي أو قرار سياسي، فالمشتركات والقضية واحدة، فليس هناك خلاف فيما أعتقد، على مطالب الشعب العراقي بكافة طوائفه وفئاته، ببناء عراق موحد ديمقراطي، خال من الإرهاب أمن للجميع من ناحية، وتطور شامل بكل ما تحمل هذه الجملة من تفاصيل، تكتمل برؤية العراق في مقدمة الدول المتطورة أو على الأقل بمصاف دول لها جزء بسيط، من تاريخ وثروات طبيعية التي أنعم الباري بها على العراق.

مطلب بسيط أن هضم سياسينا ومن هم على رأس السلطة مفهوم الديمقراطية والاستماع لصوت العقل والمنطق، ولا يغيب عن بال أي سياسي أن معظم الشعب العراقي يستمع الى أراء مرجعيته بشكل أسبوعي على الأقل، من على المنابر وفي خطب الجمعة، والتي تمثل ساحة التعبير الحر عن الواقع البائس الذي يعيشه الشعب العراقي اليوم، لذا طالبتهم بالتغيير، عن طريق المشاركة في الانتخابات واختيار الاصلح، مطلب لا غبار عليه.

 لكن المواطن البسيط يفاجأ، بالتسقيط السياسي والتشويش الفكري الذي أزدت حدته قبيل القرار الحاسم بالتغيير، من قبل الساسة من مدعي الحرية والديمقراطية، ولا أعلم هل أن مفهوم الديمقراطية في بلدي أختلف عن البلاد الأخرى، أم أن ساستنا أصبحوا بائعي شعارات فاشلين؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد شرار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/31



كتابة تعليق لموضوع : الديمقراطية: من المنبر الحسيني الى بريطانيا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net