في وسط بيت متواضع ، ليس، فيه أدنى مظاهر الزينة والبهرجة ، حيث تفترش أرضه بعض من قطع السجاد البالي ، كان أحد مراجع الدين ، بانتظار حضور " مرتضى " ذاك الطالب المجتهد ، الذي قد مضى على غربته ودراسته للعلوم الدينية ، عام ونصف ، قطعها بتفوق منقطع النظير. في دراسة المقدّمات ابتداءً من الرسالة العملية ، والعقائد ، والبلاغة ، والنحو ، فقد كان وقّاد الذهن ، متقدما على أقرانه ، بتلك الهمة العالية ، والشغف والإجتهاد في طلب العلم .
علت أصوات الحاضرين بالصلاة على النبي وآله ، حينما حضر " مرتضى" مع بعض مدرّسيه ، مرتديا للثوب الأبيض ، والصاية البيضاء ، كان متوترا ، فرحا ، قلبه يخفق بشدّة ، تقدّم بضع خطوات ، وجلس أمام المرجع ، وشرد ذهنه ، وانفصل فكره عن الموجودين ، وغاب مع صوته الخفي الذي أبى إلا أن يُسيطر على مجريات هذا الحدث ؛ يا إلهي !! نبضات قلبي تسابق عقارب الساعة ، هذا هو يوم العمر ، أجمل وأهم يوم في حياتي .
لكم كنت أنتظره ، وأنتظر هذه الساعة التي تُزف إلي العمامة ، وأصبح فيها متميزا عن غيري ، وأحظى بالإحترام والتبجيل ، أينك أيتها العمامة? ! لا أكاد أراك! !
فتح المرجع صندوقا صغيرا بجانبه ، تناول عمامة بيضاء ، أشبه بلؤلؤة جذابة تتوسط صدفة خلاّبة ، فتراقص قلبه ، وارتبكت أحاسيسه ، وكانت أشبه بأحاسيس فتاة يافعة تنتظر زفافها لفارس أحلامها ، وبالدعاء بالبركة وطلب التوفيق ، تُوج " مرتضى " بالعمامة البيضاء .
جميل ، ان يتميز الإنسان عن غيره بالعلم ، فقد حثّ الإسلام على العلم والتعلم ، وجعلهما فريضة على كل مسلم ومسلمة ، فبالعلم يسمو الإنسان ، ويرتقي ، ويبني إنجازات عظيمة ، وحضارات عملاقة ، لكن الأجمل منه ، أن لايقتصر الطموح ويكون جُلّ الهم في " العمامة والعمامة فقط " ، وإلا سينصرف المتعلم عن الهدف الحقيقي والأسمى للعلم ، وهو معرفة الله حقّ المعرفة ، ومعرفة الهدف الذي خُلق لأجله الإنسان وهو خلافة الله وعمارة الأرض ، وتهذيب النفس وتطهير الذات وغيرها من المقاصد ، والتي لا تتم إلا بالعلم ، وإلا تحول العلم إلى وبال ، وبدل أن يكون سبيل نجاة وطريقا للجنة ، سينقلب إلى تهلكة وجسر للنار ، ولايخفى على عاقل ، أن أكثر الألوان تعلوها الأوساخ والأدران بسرعة فائقة ، هو اللون الأبيض ، فرفقا ، رفقا بالعمائم البيضاء !!
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
في وسط بيت متواضع ، ليس، فيه أدنى مظاهر الزينة والبهرجة ، حيث تفترش أرضه بعض من قطع السجاد البالي ، كان أحد مراجع الدين ، بانتظار حضور " مرتضى " ذاك الطالب المجتهد ، الذي قد مضى على غربته ودراسته للعلوم الدينية ، عام ونصف ، قطعها بتفوق منقطع النظير. في دراسة المقدّمات ابتداءً من الرسالة العملية ، والعقائد ، والبلاغة ، والنحو ، فقد كان وقّاد الذهن ، متقدما على أقرانه ، بتلك الهمة العالية ، والشغف والإجتهاد في طلب العلم .
علت أصوات الحاضرين بالصلاة على النبي وآله ، حينما حضر " مرتضى" مع بعض مدرّسيه ، مرتديا للثوب الأبيض ، والصاية البيضاء ، كان متوترا ، فرحا ، قلبه يخفق بشدّة ، تقدّم بضع خطوات ، وجلس أمام المرجع ، وشرد ذهنه ، وانفصل فكره عن الموجودين ، وغاب مع صوته الخفي الذي أبى إلا أن يُسيطر على مجريات هذا الحدث ؛ يا إلهي !! نبضات قلبي تسابق عقارب الساعة ، هذا هو يوم العمر ، أجمل وأهم يوم في حياتي .
لكم كنت أنتظره ، وأنتظر هذه الساعة التي تُزف إلي العمامة ، وأصبح فيها متميزا عن غيري ، وأحظى بالإحترام والتبجيل ، أينك أيتها العمامة? ! لا أكاد أراك! !
فتح المرجع صندوقا صغيرا بجانبه ، تناول عمامة بيضاء ، أشبه بلؤلؤة جذابة تتوسط صدفة خلاّبة ، فتراقص قلبه ، وارتبكت أحاسيسه ، وكانت أشبه بأحاسيس فتاة يافعة تنتظر زفافها لفارس أحلامها ، وبالدعاء بالبركة وطلب التوفيق ، تُوج " مرتضى " بالعمامة البيضاء .
جميل ، ان يتميز الإنسان عن غيره بالعلم ، فقد حثّ الإسلام على العلم والتعلم ، وجعلهما فريضة على كل مسلم ومسلمة ، فبالعلم يسمو الإنسان ، ويرتقي ، ويبني إنجازات عظيمة ، وحضارات عملاقة ، لكن الأجمل منه ، أن لايقتصر الطموح ويكون جُلّ الهم في " العمامة والعمامة فقط " ، وإلا سينصرف المتعلم عن الهدف الحقيقي والأسمى للعلم ، وهو معرفة الله حقّ المعرفة ، ومعرفة الهدف الذي خُلق لأجله الإنسان وهو خلافة الله وعمارة الأرض ، وتهذيب النفس وتطهير الذات وغيرها من المقاصد ، والتي لا تتم إلا بالعلم ، وإلا تحول العلم إلى وبال ، وبدل أن يكون سبيل نجاة وطريقا للجنة ، سينقلب إلى تهلكة وجسر للنار ، ولايخفى على عاقل ، أن أكثر الألوان تعلوها الأوساخ والأدران بسرعة فائقة ، هو اللون الأبيض ، فرفقا ، رفقا بالعمائم البيضاء !!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat