إمشي جنب الحيط .. عاد (الشقاوات)
بشرى الهلالي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بشرى الهلالي

محمد بديوي الشمري.. محمد عباس.. يقال ان ستة مدنيين قتلوا في نفس المكان الذي قتل فيه الدكتور الشمري.. بينما نفى ذلك الناطق باسم عمليات بغداد؟؟ فهل كان يجب أن يقتل إعلامي كي يتدخل رئيس الوزراء وتزحف الدبابات والمدرعات للقبض على القاتل الذي إعتصم بحماية الفوج الرئاسي؟ ومن للبقية.. من يطالب بدمهم ومن يبحث عن قاتليهم؟
عشنا زمنا طويلا نخشى اللون الخاكي رغم انه لم يكن متعدد الاصناف.. نشأنا ونحن لانعرف الا جيشا وشرطة والجيش الشعبي، والآن.. نحتاج الى قاموس وعرض أزياء ودليل هاتف لنتعرف على انواع الجيوش والحمايات وقوات الامن والشرطة. هذه تتبع رئيس الوزراء وتلك تخص رئيس الجمهورية وأخرى لرئيس البرلمان، ناهيك عن حمايات الاحزاب التي امتلكت بعض الاماكن، فالجادرية ملك لفلان والكرادة ملك لفلان آخر والكاظمية ومدينة الصدر والشعلة ..ووو.. لربما سيأتي يوما يطالبوننا ب(خاوة) لندخل منطقة ما أو نسكن في أخرى، فمرحى لعودة (الشقاوات) في زمن الديمقراطية ودولة القانون. وكما قتل محمد عباس بدم بارد بيد أحد أقارب رئيس الوزراء، قتل اليوم الدكتور الشمري بيد أحد ضباط البيشمركة، فهل سينتهي مسلسل القتل الذي يتزعمه من يفترض بهم أن يكونوا حماة الوطن والمواطنين؟؟
كان محمد عباس مدربا هولندي الجنسية.. والدكتور محمد الشمري استاذا جامعيا واعلاميا.. فقامت الدنيا وفاحت رائحة الجريمة، لكن هنالك جرائم مشابهه كل يوم، فقبل أيام اعترض جماعة أحد رجال الدين والذي يسيطر على احد أحياء محافظة كربلاء بقوة السلاح، اعترض أحدهم طريق مواطن عائد الى بيته ولولا تدخل آخرين لقتل الرجل وبدم بارد أيضا ولتفرق دمه بين القبائل.. فمن ذا الذي يستطيع مواجهة عصبة رجل دين؟ وأين دولة القانون والحكومة مما يحدث في كربلاء أمام أعين حكومتها التي يتزعمها دولة القانون.
ان الموقف الذي تعرض له الدكتور الشمري والذي دفع حياته ثمنا له.. نتعرض له جميعا كل يوم ومنذ سنوات.. فقبل مدة سلكت الطريق الخطأ (الرونك سايد) في مفرزة حي الجهاد وكان يرافقني زميلا وزميلة في مهمة لجامعة اخرى.. فصرخ احد الجنود في المفرزة.. كنت احاول ان اشرح له انها المرة الاولى التي أزور فيها هذه المنطقة واني احتاج مساعدته.. فاستعرض عضلاته وهو يصرخ (ارجعي منين مااجيتي ولا تردي علي والا اعتقلتك مع السيارة).. فصرخت به (ان كنت رجلا اعتقلني).. وضع يده على سلاحه وأنهى زميله الموقف بأن تقدم معتذرا عن عصبية زميله الذي يشعر بضغط وتعب؟؟ ومن منا لا يشعر بتعب وضغط نفسي في شوارع العاصمة.. كلنا يخرج الى عمله صباحا وقد حمل كفنه على يده ولا يعلم ان كان سيعود لبيته وأهله، فهل سنقتل كل من يقابلنا؟
من يشاهد مواكب المسؤولين وهي تمر مسعورة في الشوارع لتعبر الارصفة وتخترق المفارز وتطير فوق رؤوس المارة وسيارات المواطنين وكأنهم ملوك الشارع لايستغرب أن (ينفش) افراد الامن والجيش ريشهم، فهو زمنهم وبلدهم ومانحن الا متطفلين.. عصبة يميزها ماتحمل من (باجات) ذهبية وحمراء وسوداء وخضراء، ووو.. وماتمتطي من سيارات مصفحة وماتجره وراءها من (سيت) شباب لماعين بعضلات تبرزها أسلحتهم التي تتدلى من كل مكان وهو تخويل كافي لسحق كل من يعترض طريقهم.. فأي مهانة وذل هذا الذي نعيشه بينما ينعم المسؤول وأولاده وزوجته بكرامة ثمنها دماؤنا؟؟
Alhelali_bu@yahoo.com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat