حضورٌ في مشهديّةٍ مختلفة
عماد يونس فغالي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم تكفِ حالة الذهول لتعبّر عمّا أصابنا يوم أُبلِغنا رحيلك! بل كانت صرخةٌ من الأعماق مدوّية، رافضةً تصديق الخبر!
كيف لا، وكنتَ رفيق كلّ واحدٍ في أفراحه، وإلى جانبه في مناسباته الخاصّة! وما القولُ في لقاءات الأحبّة التي تزيّنها لا بالحضور وحسب، بل بمشاركةٍ تزرع المحبّة وتوزّع البسمات!
رافقناكَ في مرحلةِ الصليب، وكنّا ننتظر بعدها القيامة. جميعُنا رجَوْنا أن "تقوم بالسلامة"، وتعود إلى سابق عهدكَ من الحياة، تمور صحّةً وتبثّ الفرح!
صلّينا كثيرًا وقدّمْنا النذورات، وبانَ فينا الرجاءُ فاعلاً. زرناكَ فما بدا فيكَ تغيُّرٌ في النفس ولا في اللقاء! التقيناكَ في الواجبات، فعجِبْنا لمعنويّاتكَ وتمسّككَ بالأصول واللياقات.
وبعد،
ها نحن اليوم في ارتحالكَ لم نقبل الواقع! وكيف؟ ذلك أنّ تعلُّقًا بشخصكَ يغلب! وما عشناه معكَ نادرٌ في التواصل والعلاقات!
عرفناكَ زوجًا لزميلةٍ تتعانقان في وحدة الحال، فكأنّما لم يكن وقتٌ لم تكونا معًا! فاختيار واحدكما للآخر يبدو طبيعيًّا، حدّ البديهيّة، لِما فيكما من توأمة روحٍ كاملة. عرفناكَ زوجًا لمارغو يحلو لقاؤكما. فلا نذكر أنّها زميلتُنا من دونك. نشعرُ أنّكَ واحدٌ منّا، نعرفكَ منذ البداية، ونحبُّكَ! مارغو وزياد! هكذا نعرفكما. هكذا اعتدْنا أن تكونا بيننا، وهذه ميزتُكما الفارقة! بهذه الصورة أحببْناكما وأكبرناكما، وتصوّرتما في أذهاننا مثالاً!
وكنتما معًا في ارتقاء الجلجلة! لم تعِنْكَ مارغو في حمل الصليب، لأنّه ارتفع على كتفيكما معًا! وفي الدرب القاسية رجاؤكما واحد بالخلاص والقيامة، ظاهرٌ أكيد.
وإن قيل: "لا شيءَ يفرّق بينكما إلاّه، فبِئسَ ذكراه! لكنّه لم يفعلْ. ذاك المفرِّق وإن نال من الجسد، فقوّة الحضور فيك زياد غالبة! حضوركَ في الغياب لا يخبو وهجه! أنتَ باقٍ في مارغو لِما طبعت ثنائيّتكما فيها من تجلّيات! حاضرٌ في البيت الذي أقمتما أساساته في الحبّ ومداميكه من الوحدة، عاصية على العواصف والنكبات! حضورُكَ في المناسبات سيبقى مضيئًا ولو على صمتٍ لرهبة الواقع. وأنتَ في أشيائكَ الصغيرة ومواقفكَ الكبيرة لأعجزُ من أن تغيب!
سنفتقدُكَ زياد الحبيب رغم ذلك. سنشتاق إلى رؤيتكَ الحسيّة وملقاكَ الطيّب! ستمتلكنا الغصّة عندما نحيي ذكراكَ أو نثيره!
رغم إيمانٍ أكيد أنّكَ قائمٌ اليوم في الحياة التي تستمرّ بسعادةٍ لا يشوبها ألم، ولا يعكّر صفوَها همّ! رغم إيمانٍ أنّكَ هائمٌ فوقَنا، ترانا وترعانا من حيث نستطيع أن نكلَ إليكَ حالنا وأمورنا. ونحن على يقين أنّكَ تستمطر علينا بركاتٍ من علُ!
حسبُنا نستحضرُكَ في لقاءاتنا، وأنتَ هنا! نستحضرُكَ في صلاتنا وأنتَ تشاركنا! نستحضركَ في كلّ مرّةٍ اعتدنا أن تكون بيننا، وأنتَ تهرع إلينا!
تتغيّر صورة حضوركَ، صحيح! لكنّه حضورٌ واقعيّ في مشهديّةٍ مختلفة يأبى أن يتوارى! في حضوركَ اليوم حيث أنت، تواصلٌ دائم يهدينا العزاء!
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
عماد يونس فغالي

لم تكفِ حالة الذهول لتعبّر عمّا أصابنا يوم أُبلِغنا رحيلك! بل كانت صرخةٌ من الأعماق مدوّية، رافضةً تصديق الخبر!
كيف لا، وكنتَ رفيق كلّ واحدٍ في أفراحه، وإلى جانبه في مناسباته الخاصّة! وما القولُ في لقاءات الأحبّة التي تزيّنها لا بالحضور وحسب، بل بمشاركةٍ تزرع المحبّة وتوزّع البسمات!
رافقناكَ في مرحلةِ الصليب، وكنّا ننتظر بعدها القيامة. جميعُنا رجَوْنا أن "تقوم بالسلامة"، وتعود إلى سابق عهدكَ من الحياة، تمور صحّةً وتبثّ الفرح!
صلّينا كثيرًا وقدّمْنا النذورات، وبانَ فينا الرجاءُ فاعلاً. زرناكَ فما بدا فيكَ تغيُّرٌ في النفس ولا في اللقاء! التقيناكَ في الواجبات، فعجِبْنا لمعنويّاتكَ وتمسّككَ بالأصول واللياقات.
وبعد،
ها نحن اليوم في ارتحالكَ لم نقبل الواقع! وكيف؟ ذلك أنّ تعلُّقًا بشخصكَ يغلب! وما عشناه معكَ نادرٌ في التواصل والعلاقات!
عرفناكَ زوجًا لزميلةٍ تتعانقان في وحدة الحال، فكأنّما لم يكن وقتٌ لم تكونا معًا! فاختيار واحدكما للآخر يبدو طبيعيًّا، حدّ البديهيّة، لِما فيكما من توأمة روحٍ كاملة. عرفناكَ زوجًا لمارغو يحلو لقاؤكما. فلا نذكر أنّها زميلتُنا من دونك. نشعرُ أنّكَ واحدٌ منّا، نعرفكَ منذ البداية، ونحبُّكَ! مارغو وزياد! هكذا نعرفكما. هكذا اعتدْنا أن تكونا بيننا، وهذه ميزتُكما الفارقة! بهذه الصورة أحببْناكما وأكبرناكما، وتصوّرتما في أذهاننا مثالاً!
وكنتما معًا في ارتقاء الجلجلة! لم تعِنْكَ مارغو في حمل الصليب، لأنّه ارتفع على كتفيكما معًا! وفي الدرب القاسية رجاؤكما واحد بالخلاص والقيامة، ظاهرٌ أكيد.
وإن قيل: "لا شيءَ يفرّق بينكما إلاّه، فبِئسَ ذكراه! لكنّه لم يفعلْ. ذاك المفرِّق وإن نال من الجسد، فقوّة الحضور فيك زياد غالبة! حضوركَ في الغياب لا يخبو وهجه! أنتَ باقٍ في مارغو لِما طبعت ثنائيّتكما فيها من تجلّيات! حاضرٌ في البيت الذي أقمتما أساساته في الحبّ ومداميكه من الوحدة، عاصية على العواصف والنكبات! حضورُكَ في المناسبات سيبقى مضيئًا ولو على صمتٍ لرهبة الواقع. وأنتَ في أشيائكَ الصغيرة ومواقفكَ الكبيرة لأعجزُ من أن تغيب!
سنفتقدُكَ زياد الحبيب رغم ذلك. سنشتاق إلى رؤيتكَ الحسيّة وملقاكَ الطيّب! ستمتلكنا الغصّة عندما نحيي ذكراكَ أو نثيره!
رغم إيمانٍ أكيد أنّكَ قائمٌ اليوم في الحياة التي تستمرّ بسعادةٍ لا يشوبها ألم، ولا يعكّر صفوَها همّ! رغم إيمانٍ أنّكَ هائمٌ فوقَنا، ترانا وترعانا من حيث نستطيع أن نكلَ إليكَ حالنا وأمورنا. ونحن على يقين أنّكَ تستمطر علينا بركاتٍ من علُ!
حسبُنا نستحضرُكَ في لقاءاتنا، وأنتَ هنا! نستحضرُكَ في صلاتنا وأنتَ تشاركنا! نستحضركَ في كلّ مرّةٍ اعتدنا أن تكون بيننا، وأنتَ تهرع إلينا!
تتغيّر صورة حضوركَ، صحيح! لكنّه حضورٌ واقعيّ في مشهديّةٍ مختلفة يأبى أن يتوارى! في حضوركَ اليوم حيث أنت، تواصلٌ دائم يهدينا العزاء!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat