صفحة الكاتب : محمد الحسن

تشيّعوا ولو لمرة..!
محمد الحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لا يمكن الحديث طائفياً في بلد إختار نظامه السياسي وأنتهى الأمر؛ سيما إن الدستور حدّد شكل الدولة ومعادلة المواطنة التي لا تأخذ بعين الإعتبار الإنتماءات الثانوية, جاعلة معيار المساواة بالوطن العنوان العريض لعراق ما بعد الديكتاتورية..
لكلِ قاعدة شواذ, أو لكل شاذ قاعدة؛ لا ندري, فهل شذ العراق عن القاعدة, أم إن الشذوذ مفتعل لما يساويه من قيمة إنتخابية؟!..سواء هذا أو ذاك, أو ما خفيّ, فالنتيجة واحدة؛ وهي عدم قدرة الأصوات العاقلة على لفت إنتباه المسرح والجمهور على حدٍ سواء..لنركب الموجة قليلاً, ونحاكي عواطفنا؛ مطبقين الدستور ولو إلى حين؛ فأين التشيع من حكم السنوات الثمان؟ وما هو الثقل الشيعي بعد كل صولات وجولات القائد؟
بالمقارنة نحصل على الإجابة, فموقعنا بين عدوين مفترسين -حسب منطقنا الجديد- هما السنة والكرد, السنة لملموا الشتات وأجتمعوا تحت مظلة واحدة, إجتماعهم ليس رغبة ذاتية؛ إنما هو مصداقاً للقول المأثور (العدو يوحدنا), سياسات الحكومة (الشيعية) إستطاعت تقديم البراهين التي أقنعت السنة جميعهم على ضرورة التكاتف بوجه الغول الشيعي, النتيجة: قوة سنية متعصبة مستعدة للتنافس الإنتخابي ويقف وارءها جمهور عريض لم يجد بديل غير المتشنجين, وليس مهماً البحث عن الكفوء أو النزيه؛ فالمعيار هو (التعصب)..!
في الجهة الأخرى يقف (العدو) الذي خبر العمل السياسي والعسكري طيلة عقود القرن المنصرم؛ فواجه الحكومات, ملكيّها, جمهوريّها, قوميّها, وبعثيّها؛ وله من الأمكانات والظروف التي تجعله قوة مؤثرة في العراق. الفارس الشيعي, لا تقرّ له عين إلا بإرعاب المخالف والمختلف, حتى لو كان هذا المختلف يوصف كحليف شيعي..تقطعت خيوط الحلف تحت شفرات شيعية, جرحت نفسها دون شعور, وصار الكرد يفكرون بشيء آخر..قد يكون ضد نوعي, للتشابه في المظلومية..!
هل الشيعة جهزوا أنفسهم للمواجهة؟..نفسها اليد التي طالت مصالح الشيعة مع الكرد, ومصالح الشيعة في إسقرار الوضع العراقي, أمتدت إلى المساحة الشيعية لتعبث بها؛ وكان لها ما أرادت.. عصائب الشيعة بقتالٍ مفتوح مع جيشهم الصدري, وقوائم الشيعة مرمى لسهام تلك اليد التي يبدو إنها سترمي نفسها إن لم تجد العدو المناسب..
لكل شيء قمة؛ إن وصلها الأذى فهي العلامة على الإنهيار؛ المرجعية الشيعية بكل ما تحمله من ثقل وجذور تاريخية تجاوز عمرها الألف سنة, هي المستهدف مع قرب حلول الموسم الإنتخابي, ليست المحاولة الأولى, والبحث جارٍ عن مرجع جديد, فأبواق النفخ جاهزة..!
لا ضير إن يتنازل السياسي, سيما في مناطق الأزمات, بيد إنّ تنازله يجب إن يحقق مكتسبات للصالح العام.. سمعنا عن أزمة (بغداد-أربيل) الفائتة؛ ولم نسمع عن كيفية علاجها؛ فلماذا التجديد طالما إن الحلول ذات ثمن؟!
وفي سياق الأزمات؛ قالوا (لنا مطالب) وأجابهم بإنها "فقاعة"؛ وسار الجيش لحربٍ لم يحسب للربح والخسارة بها حساب, يصح تسميتها بحرب ( ها خوتي النشامة)!..وبينما تزف جثامين شهداء الجيش إلى النجف؛ يرتقي المنصة ويقول: "أستمعت إلى المطالب وكلها مشروعة"!.
تحدثت تقارير بريطانية عن الثمن اليومي لحرب الأنبار مقدّرة الرقم بـ(7) مليون دولار, وكلها من ثروات الشعية, والدماء شيعية, وبغداد لم تزل تنزف, القتال وصل أسوارها..فهل هو شيعي, أم أحمق ربط التشيع بغرائزه؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/04



كتابة تعليق لموضوع : تشيّعوا ولو لمرة..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net