اعتزالات سياسية محكومة بالعودة والتراجع
حميد العبيدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حميد العبيدي

يبدو ان السياق العام للتعامل مع الخارطة السياسية العراقية محكوم عليه بالتوترات والتشنجات التي تحصل كل حين بين الفرقاء أنفسهم او بسبب العامل الخارجي واكثر ما يمزق الوحدة العراقية هو ذلك التشرذم المحموم بين الكتل السياسية ومصلحة الانا والذات التي تحكم الكثيرين من الذين تسلقوا عالم السياسية اليوم في العراق .
المسألة التي نقف عندها هي موقف السيد مقتدى الصدر وتياره السياسي على ضوء ما صرح به البارحة وفق بيان له ندرج منه هذه الفقرة لنعرف ان الاعتزالات السياسية قائمة على أساس الزعل والاندفاع الغير مدروس ويأتي نتيجة الاحباط الكبير لتصرفات بعض اعضاء كتلته النيابية وتعاملهم مع القوانين امتدادا الى تعاملهم مع الكتل السياسية الاخرى والقائمة على التثوير وديمومة الخلافات والتجاوزات يقول السيد الصدر ((من المنطلق الشرعي وحفاظا على سمعة آل الصدر ومن منطلق انهاء كل المفاسد التي وقعت او التي من المحتمل ان تقع تحت عنوانها وعنوان مكتب السيد الشهيد في داخل العراق وخارجه ومن باب انهاء معاناة الشعب كافة والخروج من افكاك السياسة والسياسيين أعلن اغلاق جميع المكاتب وملحقاتها وعلى كافة الاصعدة الدينية والاجتماعية والسياسية وغيرها)) هذه النبرة في البيان اعلاه ربما تكون مختلفة قليلا عن سابقاتها التي تراجع عنها السيد الصدر وقد تعطينا هذه المرة حالة من الاحباط المتراكم لديه بأن النواب الذين تسلقوا على أكتافه واسم عائلته لم يكونوا أهلا لتلك السمعة وغير مبالين فيما لو ظهرت عليهم ملفات الفساد التي ستخرج تباعا عنهم بعد هذا البيان وقد يكون السيد مقتدى استبق الحدث ليبرئ سمعة الخط الصدري من تلك الملفات فلا تخلوا الواقعة من سوء ولكن مع هذا كله لا أعتقد انه سيمنع السيد الصدر من العودة خصوصا وقد تحشمت لذلك بعض القيادات السياسية والعامة وكذلك بعض القنوات الفضائية التي تبحث بين السطور عن خلط الاوراق من اجل المطالبة بعودته الى الحياة السياسية حيث سمعنا الى حديث وبيان السيد علاوي الذي قال اتصلت بقيادات عراقية وسوف اتصل بقيادات عربية من المنطقة من اجل ثني السيد الصدر عن هذا القرار والعودة عنه ولا أعلم لماذا قيادات عربية والرجل قال لا علاقة لي بمن موجود بالعملية السياسية ولا يمثلني ولا اسمح لهم باستخدام اسم عائلتي وهذا يدل على ان هؤلاء الذين تخلى عنهم يوجد فيهم من الفاسدين ليبتعد عنهم فلماذا انت تريد ابقاء الغطاء لهم خصوصا ونحن نقرأ في بيانك الصحفي "ان خروج سماحة السيد مقتدى الصدر وتياره تيار الاحرار يتكون بجله من مناضلين حقيقيين سيترك فراغا كبيرا وخطيرا في العملية السياسية " مناضلين حقيقيين !!!!!! كيف ذلك ياسيد علاوي وهو القائل عنهم حفاظا على سمعة آل الصدر وانهاء كل المفاسد التي حصلت والتي سوف تحصل ، من المعيب ان ننحدر الى هذا المستوى في التوصيف سيادة الدكتور وانت سياسي مخضرم .
أنا اعتقد انها مسألة أيام او اسبوعين الى ثلاثة وسيتم التراجع عن هذا الاعتزال ليظهر لنا ما يخفي خلفه والايام كفيلة بذلك .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat