صفحة الكاتب : ايفان علي عثمان

نحن في حالة يرثى لها – حول النقد
ايفان علي عثمان


لماذا لا نتقبل الرأي والرأي الاخر لماذا يحمل الانسان مضادات حيوية ضد تعدد الاراء فلقد اصبح اليوم الشعراء والكتاب والمثقفين في عداد المفقودين ضمن حلقة دائرية تدور حول نفسها وكل هذا بسبب ان الانسان المعاصر والمتمدن كما يطلق على نفسه يحاول وبكل الطرق والوسائل اضعاف هيبة عالم الابداع فهل اصبح الرأي الحر والقلم الحر حجر عثرة في حنجرة من يسمي نفسه الانسان المعاصر والمتمدن فمن خلال عالم الابداع يتواصل المبدع مع الحروف والكلمات لكي يشكل انحناءات وتموجات غائبة عن الواقع الحاضر الذي تعيشه الحضارة الانسانية لكي يكمل ذاته وفكره وفلسفته ولكن بات اليوم كل ما يدونه المبدع على الورق الابيض من خلال قلمه الباحث عن الحرية يواجه بأقسى درجات النقد اللابناء الذي يحطم مجمل العملية الابداعية بجرة قلم مليئة بالسطحية والفوقية والتعالي فالحوار والتواصل مع المبدع يطرح كافة المعطيات من كل الجوانب الفكرية والفلسفية الى ان تصل الى مرحلة النقد وهذه ظاهرة صحية ومتزامنة مع شكل ومضمون النص الابداعي ولكن ان تتحول هذه المعطيات الى انتقادات لاذعة وغير بناءة وتصل الى مرحلة التجريح والاهانة لذات المبدع والنص فهذا معناه ان لا يوجد لمفهوم الانسان المعاصر والمتمدن وجود في مضمار الابداع ولا يقف النقد اللابناء الى هذه النقطة بل يتعدى الى تغير فحوى ومضمون النص كفكر وفلسفة ورأي والى الغاء شخصية المبدع شاعرا اوكاتبا او قاصا او فنانا تشكيليا بفرض مجموعة من الاراء الذاتية على عقلية المبدع ومضمون النص ويمكن تحليل هذا بهذه المعادلة في صيغة كلمات  ؟
 
المبدع + النص = رأي
 
المبدع + النص = رأي + النقد البناء والهادف = تطور عقلية المبدع اضافة الى استيعاب كم من المعلومات لكي يستمد منها ملاحظات لتطوير النص الابداعي وهذه عملية صحية 100% لكلا الجانبين
 
 
ولكن الانسان المعاصر او المتمدن كما يحلو ان يسمي نفسه يقوم بما يلي لكي يهدم عقلية المبدع ومضمون النص
 
 
المبدع + النص = رأي + النقد اللابناء والغير هادف + التجريح والاهانة لذات المبدع والنص + فرض رأي مخالف لرأي المبدع بصيغة الفوقية والتعالي = تجريد المبدع من صفة الابداع وتحويل النص من خانة الفكر والفلسفة الى خانة اللاوجود الفكري والعقلاني والفلسفي وبالتالي هدم كل معطيات ذات المبدع والنص
وبمفهوم اخر يمكن تحليل ما ورد اعلاه بمعادلة رقمية .....؟
 
المبدع 1 النص 2 رأي 3 النقد البناء الهادف 4 تطور عقلية المبدع والنص 5 وبالتالي نشوء عملية التخطيط والتنظيم التي تؤدي الى عملية التغذية العكسية التي من خلالها سيتم ترتيب الارقام بصيغة اكثر دقة وكفاءة
 
 
ولكن لو عكسنا المعادلة .....؟
 
المبدع 1 النص 2 رأي 3 النقد اللابناء والغير هادف 4 التجريح والاهانة 5 فرض رأي مخالف 6 المحصلة النهائية هي صفر وعملية التغذية العكسية هنا لا وجود لها في ظل التأثير على المبدع ونصه بالتغير في الشكل والمضمون
 
 
لذا دائما اقول اننا في حالة يرثى لها لما وصلت اليه الحضارة البشرية من وضع مأساوي يفوق الخيال بدءا بالمبدع والنص انتهاءا بالانسان المعاصر والمتمدن الذي يحاول وبشتى الوسائل تحطيم الابداع والمبدعين .
 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ايفان علي عثمان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/11



كتابة تعليق لموضوع : نحن في حالة يرثى لها – حول النقد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net