صفحة الكاتب : ايفان علي عثمان

انا وفيروز وطقوس الانتحار الحمراء
ايفان علي عثمان

(1)

اليوم سأكتب تاريخي على فتافيت دواوين العشاق اليوم

انتظرت بزوغ الفجر لكي اتحرر من قيود الحب ومن سلاسل

مملكة الشعر فهذه هي اللحظة المناسبة لكي التقي مع

بغداد و بيروت ودمشق في مكان واحد قبل ان اطلق رصاصة

الرحمة على سطور قصائدي وقبل ان ابكي بعمق واصرخ بجنون

سأكتب ما اشاء ولن اتوقف عن الكتابة فهذه هي اعترافاتي

التي ورثتها عن جدي الثائر الذي امضى حياته وهو تعيس

يائس يركل رفات الشعر في حديقة بيتنا الجميل

(2)

اليوم استيقظت ولكن سأنتحر اقسمت ان افعلها لانني تعبت

من الشعر ومن الحب ومن حبيبتي الضائعة بين شناشيل تاريخي

المبعثر هنا وهناك لا ادري رصاصة الرحمة تحاول الهروب

مني انها تقاوم دقات كلمات قصيدتي الحزينة المليئة

بهلوسات اللاوعي واللاشعور قد تكون نسمات وهمسات فيروز

هي السبب نعم اعتقد ذلك انها فيروز انها تغني اه واه

وثالثا اه لو تعرفين يا فيروز كم اعشق صوتك واعشق شوارع

بغداد والقدس وبيروت ودمشق وانا في ذلك المسرح القديم

جالس على المقعد الرمادي وبجانبي مقعد اخر انتظر حبيبتي

الان ولكن يبدو ان قطرات المطر ترقص معها امام بوابة تلك

القلعة الناعمة ولكن المقعد خالي

(3)

اليوم سانتحر ولن يمنعني احد ولن انتحر خلسة بل ساعلن

موت الشعر قبل ان اطلق رصاصة الرحمة بقرون لكي التفت

وانظر الى الشارع المقابل لمدرستي القديمة حينها ساعترف

بانني ادون مذكراتي قرير العين

كل من في المسرح يصفق لفيروز ولكن سيدتي الجميلة لا تصفق

لا ادري عاشق بيروت ودمشق واقف امامها تريد ان تصرخ

وتغني اغنية الحنان لتقول لي 

( احبك يا عاشق بيروت ودمشق)

ولكن من هي انها بغداد وهي فاقدة الوعي وانا ايضا فاقد

الوعي بينما امضي في مساحات الحب اليوم ساطلق رصاصة

الرحمة وساعلن هزيمتي امام محكمة الاقلام البنفسجية ولكن

بعد ان تنتهي الحفلة ففيروز ما زالت تغني

(4)

 

اليوم سالتحق بصفوف الثوار وهذه المرة ساقاتل بكلتا يدي

اليد الاولى ساحمل رصاصة الرحمة واليد الاخرى ساحمل قبلة

الحياة لاهديها لبيروت الحبيبة فلقد امضينا الكثير

والكثير من النضال والكفاح بين انغام صوت بغداد الجريحة

وحان الوقت

لكي انتحر قبل كل شيء

ولن يمنعني احد فانا الامبراطور وسابقى الامبراطور

وسانتحر وانا امبراطور

ولن يمنعني مارسيل خليفة ولا نزار قباني ولا محمود درويش

ولا ادونيس

سانتحر فوق عود مارسيل وستتبعثر قطرات دماء قصيدتي

الحمراء فوق قصاصات نزار

وسادفن بقايا حروفي بين سطور محمود درويش

وسانتحر ثانية فوق امبراطورية اللاوعي واللاشعور التي

صنعها ادونيس

بينما اكتب تاريخي شعرت بحرقة في طلاسم القصيدة الجريحة

التي انتصرت وهي على خشبة المسرح القديم لانها تتغزل في

بغداد وبيروت ودمشق

فكل من تغزل ببغداد وبيروت ودمشق

انتحر وانا سانتحر الان

انتحر نزار قباني

وانتحر ادونيس

وانتحر محمود درويش

وانتحر الجواهري

وانتحر البياتي

وانتحرت سعاد الصباح

وانتحرت احلام مستغانمي

وانتحر بيتهوفن

وانتحر ليوناردو دافنشي

وانتحرت شاكيرا

وانتحرت سيلين ديون

وانتحرت صوفيا لورين

وانتحرت بغداد

وانتحرت بيروت

وانتحرت دمشق

وانا سانتحر

بعدان تغني فيروز


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ايفان علي عثمان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/10



كتابة تعليق لموضوع : انا وفيروز وطقوس الانتحار الحمراء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net