الوجه الاخر للتقليد الاعمى (الموديل و الموظة )
عبد الزهره حسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد الزهره حسين

يواجه الناس في حياتهم و في كل ارجاء المعمورة عدة اخطار و تحديات في عيشهم اليومي و من هذه الاخطار ما هو منظور و محسوس و يستشعر به الانسان لانه ظاهراً و واضح و مكشوف كالحروب التي تنشب بين دول العالم و تستخدم فيها الاسحلة بكافة انواعها كالحرب العالمية الاولى و الثانية او مخطار الكوارث الطبيعة كالفيضانات او الحرائق هذه الاخطار معلومة و ظاهرة و لها اسبابها التي تكاد تكون واضحة لكن مع تطور الحياة و العالم و خاصة التطور التكنلوجي و المعلوماتي و الاعلامي الذي صور العالم و كما يقولون : ( قرية واحدة ) .
ظهرت هناك اخطار و امراض اجتماعية و اعداء كثيرون و ربما كانت هذه الامراض سارية في جسد شعب ما او بلد ما دون الالتفات لها او تشخيصها مبكرا الا ان تفتك بالمجتمع و تجعله خاوي عاري عن كل لباس الوقار الذي البسته له قيمهُ و دينه و عاداته و تقاليده و الكلام يطول في التقديم في هذا الموضوع و للاختصار نقول ان هذا العدو الجديد هو (التقليد الاعمى للغرب) تحت مسمى الموديل و الموظة و بحجة التقدم و التطور الحضاري و مجاراة الدول المتقدمة .
و اقول ان لكل شيء جانبين جانب ايجابي و اخر سلبي فأذا كان تقليدنا لامر معين كأن يكون تصرف او سلوك او ملبس او كلام تقليد للجانب الايجابي في الموضوع فهو امر لا باس به و امر ممدوح .ففي علم السلوك و علم النفس ان من اساليب تعديل السلوك هو اختيار ( الموديل الجيد ) او يسمى (النمذجة) و قد قال قبلها القران الكريم ]]لَقد كْانَ لَكُم في رسول الله اسوة حسنة [[ لذا ان ما يعصف بشبابنا و فتياتنا في العالم العربي و الاسلامي من موجة تقليد اعمى للغرب بل حتى من الداخل لسلوكيات من قبيل لبس ملابس كملابس البنات القصيرة و الشفافة غير المستورة و سراويل الشباب الضيقة جدا و ذات الخصر المنخفض الى اسفل الوسط (موضة نزلني ) و قصات الشعر و التسريحات العجيبة و التفنن في قصات اللحية الشاذة و دق الوشم و ارتداء الاكسسوارات الغريبة و حتى المكياج للشباب و لبس الاقراط و حتى الميوعة و الرقص في الشوارع و الحدائق و المراكز التجارية بحيث اصبحت هذه السلوكيات مخدشة للحياء العام و خارجة عن اطار الاداب العامة للمجتمع و اصبح ارتداء البنطلون للفتيات امرا طبيعيا و الادهى منه تلبسه مع الحجاب حتى يقال انها محجبة و اذا عدنا الى تعاليم ديننا و رسائل علمائنا نجد حرمة تزين النساء بزي الرجال و بالعكس .
اضف الى ذلك ان الكثير من شبابنا اصبح من حيث يعلم او لا يعلم دعاية مجانية لجهات اجنبية منها تجارية و منها تبث الفساد و الالحاد و منها سياسية من خلال لبس ملابس اجنبية مكتوب عليها كتابات و رسوم اجنبية لا يعرف معناها و ترجمتها ممكن ان تكون اساءة لديننا و قيمنا او فيها خدش للحياء .
و انا اسال هل رأينا شابا او فتاة غريبة تلبس قميص عليه كتابات عربية او اسلامية او يلبسون زيا عربيا فلماذا لا نحترم ثقافتنا و هويتنا ؟ لماذا نطمسها و نضيعها بأنفسنا ؟ لماذا لا نقلدهم في العلم و التطور التكنلوجي و المعماري ؟ لماذا نبحث على الظاهر و القشور فقط ؟ اصبحت اسواقنا تصريف لمنتوجاتهم السلبية .
لماذا نستخدم الانترنيت و الموبايل و التلفاز من جانبه السلبي فقط ؟
هم انفسهم الغرب صنفوا بعض المجاميع و الفئات بصفات متدنية و استهجنوهم و ذموهم قبلنا امثال (الايمو – الغجر – الهيبز – بريكي دانسر...) اشارة الى جماعات معينة من مشاهير الرقص و الغناء او الغجر او السرك لغرض عزلهم عن باقي فئات المجتمع .
هل وجدنا عندهم رئيس او قائد يلبس لباس عادي ام يلبس الزي الرسمي . الكل منا يحافظ او يحاول الحفاظ على صحة جسده بكل ما تتوفر لديه من وسائل . على سبيل المثال نجد غالبية مجتمعنا الان لا يشرب الماء من النهر بل لا يشربه من الاسالة يسأل عنه هل هو مفلتر (آرو) خوفا من الجراثيم و حفاظا على صحه جسده بالمقابل لماذا نحاول ان نفلتر ما نتناوله من افكار و معلومات عن طريق وسائل الاعلام او الانترنيت او غيره و نبعد السموم فيه و ان نختار ما هو جيد و مفيد و نترك ما هو سلبي و ضار و الفلتر هنا جاهز لدينا و هو تعاليم ديننا الحنيف و القران الكريم و عاداتنا و تقالدنا و هويتنا العربية المميزة حيث ان ديننا هو دين الوسطية و هو لا يدعو الى التقيد بالموروث و الماضي فقط هو متطور يواكب كل زمان و هو متجدد و ليس رجعي لكن معايير و موازين و اهداف جلها الارتقاء و السمو لخليفة الله في الارض ذلك هو الانسان .
لذا فمواجهة هذا التحدي و هذا المرض الفتاك (السرطان الاجتماعي) من مسوؤلية الجميع ( كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته ) بدأ من البيت و المدرسة و الشارع و رجل الدين و رجل الدولة و جميع المؤسسات و منظمات المجتمع المدني . لاعطاء اللقاح المضاد لهذا الفايروس الذي سَرىْ بسرعة غير طبيعية في جسد مجتمعنا و خاصة في عروقه و هم الشباب .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat