صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

خاصم المالكي ولاتخاصم العراق
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نعرف الدولة إنها تكوين جغرافي وبشري ومؤسسات وحضارة وتاريخ ، ولها وجود مستقل وسيادة يجب أن تحترم من الداخل والخارج وتصان أبدا ودون تردد ، وتستلزم التضحية وتقديم الغالي والنفيس لحمايتها من التهديدات الخارجية ، وفي السياسة تختلف الدول وتتصارع وتدخل في حروب تغير كل شئ وتنسف وجود دولة ، وترفع من شأن منافستها ، ومايحدث في ظروف الصراع الداخلي بين الأفرقاء يشير الى نوع مختلف من الحرب قد يغير معالم الخارطة السياسية ويؤدي بالأمور لتأخذ مجريات أكثر قسوة .ولايمكن القبول بفكرة إختزال الدولة بشخص ، فقد مارست كل شعوب الأرض مكرهة في مراحل بناء الدول تجربة الإختزال عبر تاريخ طويل ، وتكون الدولة رهن إسم الحاكم ، وفشلت في تجاربها تلك ، وغادرتها، ومايزال البعض يحذر منها خشية أن تعود ،بعد أن ذاقت أمم ويلات ذلك في العراق وفي غير العراق .

يتهم بعض الفرقاء رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بالتفرد في إتخاذ القرار ، ومواجهة الخصوم بقسوة وإقصاء غير مسبوق لمن يخالفه لكن النعت الذي يؤشره هولاء عبر وسائل إعلام تدعمهم يتمثل في التأكيد على توصيف القوات الأمنية والشخصيات السياسية القريبة منه بالتابعية له فيقول مذيع الأخبار في عديد القنوات الفضائية التي تدعم نهجا مخالفا في حديثها عن وزير الدفاع العراقي ( قال وزير دفاع المالكي ) وفي الحديث عن معركة معينة ،أو عمل عسكري ( قوات المالكي ) وتورد وسائل إعلام أخرى توصيفات مشابهة للإشارة والتعريض والتركيز على موضوعة إن القوات والأشخاص إنما يمثلون المالكي وليس الدولة العراقية ،وقد حصل هذا في مناسبات لاتكاد تحصى خلال السنوات الماضية ، ويركز على ذلك المخالفون بالطبع ، بينما لاتلحق القوات والأشخاص المسؤولين بالدولة ، فلاتتحدث وسائل الإعلام تلك عن ( وزير دفاع العراق ) و( قوات الجيش العراقي) مايوحي بقسوة الصراع وطبيعة المواجهة بين الخصوم ،وفي جبهات مختلفة ،وعلى مستويات عدة ،ولاتوفر الخصومة في ذلك أي أداة يمكن أن تتوفر لقهر المنافس والخصم ،بل العدو في أحيان أخرى كما يمكن لنا أن نلحظ وبسهولة من خلال متابعة الأحداث المتعاقبة في الدولة الفتية.

في الغالب هذا ليس صحيحا ، ولايمثل موافقة على المضي قدما في مشروع بناء الدولة المتعثر في الأصل مع كم الخلافات التي تعصف بالوطن وتحيله الى نوايا وإجتهادات لاتلتقي في الغالب،  وتجعل من الدولة مجرد ممتلكات بعد أن تنفي عنها وصفها المعتاد عند كل العالم ولايعود الناس يثقون بمن يقودهم لأنه منشغل عنهم بقضايا ثانوية ويرونه مستسلما لطموحاته الفردية او الفئوية ، فلابد إذن من الغتفاق على إن المسؤول يعمل في الدولة والجيش يتحرك كتشكيل وطني ولابد من الترو في إطلاق التوصيفات الموهنة للعزائم ، ففي كل الأرض نجد الشعوب والسياسيين يلتقون عند نية واحدة تركز على دعم المؤسسة الأمنية لحفظ هيبة وكيان الوطن  ،ومن المعيب أن يكون العراق بهذا المستوى من الشذوذ .

Pdciraq19@gmail.com

هادي جلو مرعي رئيس مركز القرار السياسي للدراسات 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/03



كتابة تعليق لموضوع : خاصم المالكي ولاتخاصم العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net