يرى شوبنهاور أن المرأة ظل للرجل ، فالحسن ما استحسنه الرجل والقبح ما استقبحه ، فالرجل يتفرد في سن القوانين و تأسيس المعايير الأخلاقية والعقد الاجتماعي ، بل يذهب بعيدا بحضوره القوي في عالم المرأة الخاص ، فكبير الطهاة ومبدع الأطباق الشهية رجل ، ومبتكر الأزياء رجل ، والمتفنن في تصفيف الشعر رجل ، وتبقى المرأة في حكم المقلد !! .
لما أراد الرجل أن يجعل من عمل المرأة منكرا كان ذلك ، و لما أراد ان يجعل منها سلعة إعلامية في عملية التسويق كان ذلك ، ولم تتحرج في الكشف عن مفاتنها و التعري بلا حياء !!.
هل كان شوبنهاور قاسيا و متطرفا بحق المرأة ، فكانت نظرته بعيدة عن الحقيقة ؟؟، وهذا يجعلنا بالقياس كذلك نخطئ الملائكة لما حكموا على الإنسان بالإفساد وسفك الدماء ، هل جانفت الملائكة الحقيقة ؟ ، كلا فالملائكة ما أخطأت ، بل أصابت مرتبية من مراتب الحقيقة ولم تدرك مرتبية الإنسان الكامل ، و الحقيقة واحدة ليست متعددة بل لها مراتب متعددة فهي وحدة مشككة
فمرتبية الإنسان الكامل تجسدها فاطمة عليها السلام ، إذ تجعل من فاطمة (ع ) عين الطهر والعفة وميزان الأخلاق ففاطمة (ع ) قبس من الجنة ، و المرتبية التي تعكس رؤية شوبنهاور في المرأة هي مثيلات آكلات الأكباد إيماء فاوست الذي صاحب الشيطان ، وسلم له روحه .
فكيف لنا أن نفسر ظاهرة جهاد المناكحة ! ! ؟، امرأة منقبة تدعي الطهر و العفة و لا تتحرج في ممارسة الدعارة ، فإبطال العجب يكمن أن الرجل الوهابي سن لها جمع النقيضين ، فكان الانغماس في الدنس تقرب إلى الله تعالى و سلوك في طريق الحق !! .
لا تعجب لقطع الإرهابيين لشجرة البلوط التي ناهز عمرها 150 عاما بحجة المساس بالتوحيد الوهابي و تصنيفها في قائمة الشركيات !! ، فالخليفة الثاني قطع شجرة بيعة الرضوان لنفس السبب فالشجرتان جرمهم واحد !! ، لا تعجب لقطع الإرهابيين لرؤوس الأبرياء فخالد بن الوليد قطع رأس مالك بن نويرة ونصب عليه قدرا ، واليزيد اللعين جعل رأس سيد الشهداء (ع ) و سليل النبوة في طست وتلاعب بشفتيه الشريفتين ، لا تعجب من انتهاكهم للحرمات فخالد بن الوليد ضاجع زوجة مالك في ليلة استشهاده ، وجيش اللعين في واقعة الحرة أحلوا النساء فحملت ألف امرأة دون أن يعرف لأولادهم نسبا ، لا تعجب من أكلهم القلوب و شقهم للصدور فجدتهم آكلة الأكباد ، لا تعجب من حرقهم للمنازل و المساجد و الكنائس بعد السلب و النهب فقدوتهم وسيدهم سلب أمير المؤمنين (ع ) حقه وعزم على حرق دار بضعة رسول الله ـ عليهم الصلاة والسلام ـ ، لا تعجب و لا تعجب ؟؟ فبعد يحى (ع ) هانت الرؤوس فما بالك بعد رأس الحسين (ع ) ، فالتكفيريون يقومون بمحاكاة أفعال السلف الصالح التي وجدوها مدونة في الموروث ، فالموروث هو الكتاب المقدس الذي لا يعتريه الباطل وإن خالف القرآن ، فالطاعة للموروث ثم للقرآن إن لم يعترض الموروث ذلك هو الدين الأموي ودين كل وهابي متعطش للدماء وتنهدات ما ملكت اليمين ، فلا تعجب !!فعلى سبيل المثال لا الحصر فالموروث يحرم الزوجة إن قال لها الزوج : طالق بالثلاث ، وهذا يتعارض مع الصريح القرآني !! ، الموروث يبيد الآخر ، أين هذا في القرآن ؟! .
فلسفة شوبنهاور ترى أن الدنيا عالم الشر المطلق ، ما ان يأتي الانسان إلى الدنيا حتى تبدأ معه رحلة الألم والشقاء ، والسعادة في حقيقتها ما هي إلا لحظة تخفيف الالم ، ثم يعود إلى صيرورته ، و عالم الوهابية انهار من الدماء ، رؤوس متطايرة ، أشلاء متناثرة ، حرمات منتهكة ، أطفال تصرخ من هول ما ترى ، أليس هذا عالم الشر المطلق !!؟ .
كتب محمود محمد شاكر في مقدمة كتاب الظاهرة القرآنية ( 1 ) عن جعد بن درهم :"وكان شيطانا خبيث المذهب ، تلقى مذهبه عن رجل من ابناء اليهود....فضحى به خالد بن عبدالله القسري في عيد الضحى " ، و نتساءل أين حرية الاعتقاد و الرأي ؟؟ ، و لماذا يغض الطرف عن كعب الأحبار مستشار الخليفة الثاني وملقن ابو هريرة الاسرائيليات ، وموسى بن ميمون مستشار السلطان الايوبي و أول مستقدم اليهود إلى القدس الشريف ، للأسف الجمل لا يرى سنامه ! ، ولماذا التغني بذبح جعد بن درهم كالخراف في يوم عيد الأضحى ؟؟!! ، هذا ديدنهم فقطع الرؤوس ليس بمستحدث في الفلكلور الوهابي ،ولوكان الوهابي في بذلة إفرنجية !! ، وهل بقي حديث عن مشكلات الحضارة ؟؟ !! .
ـــــــــــــــــــ
( 1 ) طبعة دار الفكر ، ترجمة عبد الصبور شاهين .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat