صفحة الكاتب : مهدي الصافي

مشروعنا في الانتخابات القادمة
مهدي الصافي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الانهيار الشخصي او السياسي او الاجتماعي وغيره, لايعني نهاية الطريق,ولايعتبر حجة وعذر  وسبب لاعلان الاستسلام,,
,فطريق الامل طويل مادام النفس باق,وحركة التطور البشري والاجتماعي مستمرة,
صحيح ان الوضع خطير,والفساد الاداري والمالي والاخلاقي غائر في عمق الدولة والمجتمع,
والتركة ثقيلة, ولكن ليست تركة النظام البائد فقط,وانما تركة الدولة الحالية الفاشلة بإمتياز ,والا كيف تهدر كل تلك السنين والموازانات الهائلة والبلاد تفيض عند اول زخات المطر
(يسمونه فيضانات للتغطية على فشل مشاريع المواصفات العالمية,ولكنه مطر عادي) ,وماذا تسمي حالة شوارع المدن الرئسية التي تجلس لها مجالس المحافظات,وتعلن تخصيصات مالية كبيرة لها,فتعود بعد صبغها بالحصى الاسود تراب, كما فعل بالمقرنص لتعبيد الارصفة,
وماذا يمكن ان تقول عن من يدعي الخبرة في عالم السياسة (قيادي كبير على طريقة شبكة الاعلام العراقي),وفي اي اختلاف مع كتلته او عندما يتم رفع اسمه من قائمة الانتخابات القادمة,او يفكر ان يصبح نائبا مستقلا,ينبري السيد والعبد الهارب من القفص في مشاحنات ومناكفات ومناوشات لسانية غريبة(تشبه عركات الحرامية,وعركات النساء الشريكات في البيت-تسمى عاميا شرايج),وقائمة الفضائح السياسية طويلة,تخرجها الى العلن تفاهة وضحالة الثقافة الاجتماعية البسيطة,
ففي الوطن العربي كما في العراق,يبحث الانسان العربي المسكين عن ذاته في دورات التكبر والتعالي على الناس,واول ضحاياه هم المحيطين به,بل ويمكن حتى اهل بيته يعانون من مرضه(كما كان يحصل مع حكومة قرية العوجة البائدة),ولهذا اول شيئ يعبئ هذا النقص,وبحثت عنه الكتل السياسية في العراق بقوة, بعد سقوط الطاغية المقبور,الامتيازات والمنافع الاجتماعية(وخادمة الحجية,في حين يمنعون العراقيين من جلب خادمات من البلدان الاسلامية الفقرة لمساعدة ربات البيوت,تتمتع نساءهم بهذه الخدمة,حتى لقمة الشعوب الفقيرة قطعوها,بينما لبنان البلد الفقير يخدم هذه الشرائح),
نحن في ورطة ومشكلة كبيرة جدا,لان اغلب المتصدين للعملية السياسية والحكم في العراق,لايعملون من اجل بناء البلد بشكل او بطريقة مقبولة,ولايقبلون ان ينزعوا عباءة بريمر الامريكية (والايرانية والخليجية والتركية) ليتزحزوا عن كراسي السيادة(مع ان البعض يقال انه بات يعاني من مرض البواسير او البروستات من كثرة الجلوس لاكثر من دورة برلمانية او وزارية),ولايسمحون للخبرات والكفاءات والطاقات الوطنية ان تأ خذ مجالها في اعادة بناء البنية التحتية للبلاد
(وهذه ميزة استغلها البعث سابقا فنجح في ادامة حكمه وبناء دولة حديدية مهمة في المنطقة),مع ان اهمية تثبيت قواعد التأسيس المتينة
لاي مجال او حقل او بناء يكون في مقدمة الاهتمامات التصميمية,بينما نجد ان الدولة العراقية بعد عام 2003
شتت الموارد والاموال في مشاريع بنى تحتية استهلاكية,يعني بطريقة اخرى ان مشاريع الخدمات البلدية والطرق اصبحت مشاريع استهلاكية, يستهلكها المواطن او عجلاته او استخداماته بأسرع مما كان متوقع,هناك شوارع  ومشاريع خدمية في اوربا وفرنسا تحديدا منذ عقود طويلة وهي تحافظ على قوة ادائها ورونقها وجمالها التاريخي (بل زقورة السومريين تشهد على فساد احفادهم),
فهل يعقل ان تكون الخدمات مشاريع استهلاكية بهذه الطريقة القذرة.
مشروعنا الانتخابي القادم,مشروع لايتعلق بالدورة القادمة,وانما مشروع دائم للاصلاح,
مشروع اخلاقي  اجتماعي اقتصادي سياسي وطني,الغاية منه توعية المجتمع وفتح اعينه جيدا لما يدور حوله,فكل دولار يسرق او يهدر او يعاد غسيله بطريقة او اخرى ,هو ملك المجتمع ككل,هذه العبارات والايثارات لايراد منها دغدغة مشاعر المواطنين ,بل هي حقائق,وكما قلت سابقا ان الدول المتحضرة والمتقدمة في شتى المجالات,لاتؤمن ببيع الوطنية لمجتمعاتها,لاتوجد في تلك البلدان اغان او شعارات او مواد تدريسية وطنية,لانها ستكون مادة للسخرية,
ماذا يعني انك تدعوني ان احب ام الدنيا وطني,ولهذا يشعر الانسان العراقي بألم وحرقة عندما يسمع ان عبوة ناسفة اخذت عائلة بأكملها فتركت صبيا او بنتا يتيمة,بل نجد ان الاسر تشعر بالذهول والجنون عندما يردها خبر وفاة رب الاسرة,لانهم لايشعرون بأمومة الوطن,ولايتأملون في من سقط في اول اختبار  انساني ,مرض في حب ذاته مرضا مزمنا   حد الاشباع
(يسرفون في اموال الشعب في نزهات ورحلات استجمامية,بينما لايخجلون من انفسهم وهم يرون الاطفال يعملون لاعالة اخوانهم او اهلهم او انفسهم,وينظرون نظرة استعلا#ية لنساء في عقدهن السادس والسابع وهن يبحثن قماماتهم) ,وبيوت الناس منكوبة في كل شيء,بينما الديمقراطيات الحديثة تبنت امومة الوطن لجميع افراد المجتمع,مع انها ليست انظمة مثالية, بل طبيقية مقيتة,ولكن في عدالتها المعلنة او المطبقة هي تعد مثالية لدول تدعي انها تحمل رسالة خاتم الانبياء محمد ص,
والا فالذي يفهم من ثورة الامام الحسين بن علي ع الاصلاحية مجرد غطس جسده ورأسه في الطين,او السير على الاقدام الاف الكليومترات,فهذه كارثة حقيقية وجهل كبير بمبادئ تلك الثورة,اي بمعنى ان الثورة الحسينية لم تحقق شيئا في اتباع مدرسة الاسلام المحمدي,فهي اول ثورة في التاريخ الاسلامي قامت ضد توريث الحكم في الاسلام,
في حين يعتبر ان اول خليفة في الاسلام امن بالنظام الديمقراطي  هو الامام علي ع
(علما ان هذا التعريف او التوصيف يعتبر اول تعريف اسلامي يطرح  شخصيا للرد على المتحيرين في توصيف الديمقراطية,لان اغلب الاسلاميين المندفعين للتصدي للعمل الاسلامي هم قليلي وعي وكفاءة(وليس المقصود المفكرين المبعدين عن المجتمع), ولايملكون فكر استنطاق النص او التاريخ,لانهم يقولون نحن نرفض نظرية النظام الديمقراطي, لانه مفهوم علماني,واعتبار النص الشرعي ثابت لايقبل التغيير والاختيار,لكنهم يتناسون ان القبول بالنظام الديمقراطي في المجتمعات الاسلامية,يعني بداهة انها لاتتعارض مع الاسلام,ولهذا عندما قبل او ابتعد الامام علي ع عن الاصطدام مع الخلافة الراشدة,بقي هو صاحب رأي فقهي وشرعي,وبقيت سنة الرسول محمد ص تنفذ بطريقتين,بطريقة النظام الاسلامي الرسمي,وطريقة الاسلام العلوي المقابل,اذن لاخوف من النظام الديمقراطي في البلدان الاسلامية لانها مجتمعات ضمنا مسلمة).
مشروعنا الانتخابي هو مشروع اي مواطن يريد تحسين وضعه المعاشي,واصلاح بيته ومدرسة ابنائه,وخدمات مدينته وبلده,وتطوير قدرات جيشه ,واجهزة بلده الامنية,يريد تحسين اقتصاد وصناعة وزراعة بلده,تشغيل العاطلين عن العمل,تطوير اداء دوائر الدولة, الخ.
جميل جدا ان تجد حالة بعض الشباب الذين يقومون بمبادرات تطوعية لتنظيف المدن او مساعدة المحتاجين,هذه الحالة هي التي تعيد العراق والمجتمع الى وضعه الطبيعي,
قليل من الهدوء والتفكر والصفاء النفسي,يمكن ان يخرج الجميع من مستنقع الركود الوطني,بمساهمة  الجميع في ايصال الطاقات والخبرات والكفاءات الوطنيةالى مراكز المسؤولية ,سواء في قبة البرلمان او في سدة الحكم.
كفى عنفا ,وفسادا, وحسابات قبلية وعشائرية وفئوية وحزبية فاشلة,ليتجه الجميع لبناء بلده دون تردد او او خوف او كسل,والا فلبننة الوضع العراقي يعني مزيدا من الدمار والخراب والموت........

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي الصافي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/12



كتابة تعليق لموضوع : مشروعنا في الانتخابات القادمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net