صفحة الكاتب : خالد محمد الجنابي

في ذكرى ولادة ألأمام الحسن العسكري عليه السلام
خالد محمد الجنابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الأمام الحسن بن علي العسكري هو الإمام الحادي عشر وإسمه الكامل هو الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام) ، اسمه الحسن ولقبه العسكري ( نسبة إلى مدينة العسكر بالقرب من بغداد حيث اقام بها اغلب عمره ) ومن أشهر القابه ايضا الزكي كنيته أبو محمد ولد في 8 ربيع الثاني 232هـ واستشهد في 8 ربيع الأول 260هـ ، إنتقل الحسن العسكري مع أبيه الإمام علي الهادي( عليهما السلام ) إلى سامراء بعد أن استدعاه المتوكل العباسي إليها ، 

وعاش مع أبيه في سامراء 20 سنة حيث استلم بعدها الفعلية وله من العمر 22 سنة ، وذلك بعد وفاة أبيه سنة 254هـ ، ووفقاً للروايات استمرت إمامته إلى سنة 260 هـ ، أي ست سنوات ، عايش خلالها ضعف السلطة العباسية وسيطرة الأتراك على مقاليد الحكم ، وهذا الأمر لم يمنع من تزايد سياسة الضغط العباسي بحقه حيث تردد إلى سجونهم عدّة مرات وخضع للرقابة المشدّدة وأخيراً محاولة البطش به بعيداً عن أعين الناس والتي باءت بالفشل وبالرغم من كل ذلك فإن الحسن العسكري إستطاع أن يجهض كل تلك المحاولات مما أكسبه إحتراماً خاصاً لدى أتباع السلطة بحيث كانوا يتحولون من خلال قربهم له إلى أناس ثقات ومؤمنين وحرصاء على سلامته ، بل استطاع أن يفرض إحترامه على الجميع مثل عبيد الله بن يحيى بن خاقان الوزير العباسي الذي ينسب إليه أنه قال بحقه: "لو زالت الخلافة عن بني العباس ما استحقها أحد من بني هاشم غيره لفضله وعفافه وهديه وصيانة نفسه وزهده وعبادته وجميل أخلاقه وصلاحه" ، أراد الحسن العسكري من خلال مواقفه  الحذرة المحترسة في علاقته بالحكم أن يفوّت على الحكم العباسي مخططه القاضي بدمج أئمة أهل البيت وصهرهم في بوتقة الجهاز الحاكم وإخضاعهم للمراقبة الدائمة والإقامة الجبرية التي تهدف إلى عزلهم عن قواعدهم ومواليهم ، فكان العسكري كوالده مكرهاً على مواصلة السلطة من خلال الحضور إلى بلاط الخليفة كل يوم اثنين وخميس ، وقد استغل الحسن العسكري هذه السياسة لإيهام السلطة بعدم الخروج على سياستها ، ليدفع عن أصحابه الضغط والملاحقات التي كانوا يتعرضون لها من قبل الدولة العباسية ، ولكن من دون أن يعطي السلطة الغطاء الشرعي الذي يكرّس شرعيتها ويبرّر سياستها، كما يظهر ذلك واضحاً من خلال موقفه من ثورة الزنج التي اندلعت نتيجة ظلم السلطة وانغماسها في حياة الترف ، وبفعل الفقر الشديد في أوساط الطبقات المستضعفة ، وكانت بزعامة رجل ينتسب إلى أهل البيت ، وقد أربكت تلك الثورة السلطة وكلفتها الكثير من الجهد للقضاء عليها ، فكان موقف تجاه هذه الثورة موقف الرفض ولكنه اثر السكوت وعدم إدانة تصرفاتها لكي لا تعتبر الإدانة تأييداً ضمنياً للدولة ، وفعلاً انشغلت السلطة عن مراقبته بإخماد ثورة الزنج ، مما سمح له أن يمارس دوره الرسالي التوجيهي والإرشادي ، فكان يشجع أصحابه على إصدار الكتب والرسائل بالموضوعات الدينية الحيوية ، وكان يطلّع عليها وينقحها. كما تصدى للرد على كتب المشككين وإبطالها ، ويُروى أنه اتصل بالفيلسوف الكندي الذي شرع بكتابة كتاب حول متناقضات القرآن ، فأقنعه بخطئه ، مما جعل الكندي يحرق الكتاب ويتوب ، وعمل على إمداد وتدعيم قواعده ومواليه بكل مقومات 
الصمود والوعي فكان يمدّهم بالمال اللازم لحل مشاكلهم ، ويتتبع أخبارهم وأحوالهم النفسية والاجتماعية ، ويزودهم بالتوجيهات والإرشادات الضرورية مما أدّى إلى تماسكهم والتفافهم حول نهج أهل البيت والتماسهم كافة الطرق للإتصال به رغم الرقابة الصارمة التي أحاطت به من قبل السلطة ، ويُروى أن محمد بن علي السمري كان يحمل الرسائل والأسئلة والأموال في جرّة السمن بصفته بائعاً ويدخل بها على الحسن ليرجع بالأجوبة والتوجيهات وبذلك استطاع الحسن أن يكسر الطوق العباسي من حوله ويوصل أطروحة الإسلام الأصيل إلى قواعده الشعبية ويجهض محاولات السلطة ويسقط أهدافها ، أن الامام الحسن العسكري يتم أخذ الحديث عنه عن الرسول صلى الله عليه و سلم وإن كان بدون إسناد متصل وذلك لعصمته وصدقه فيما يقول ، كما أن فقه الامام الحسن العسكري وتعاليمه التي تثبت عنه ويتم ثبوت صحتها عنه فلا يجوز تجاوزها أو الإعتراض عليها ، « فالحديث عند الشيعة الإثناعشرية هو كلامٌ يحكي قول المعصوم أو فعله أو تقريره ، و بهذا الاعتبار ينقسم إلى الصحيح و مقابله ، و بهذا عُلم أن مالا ينتهي إلى المعصوم ليس حديثاً .
  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خالد محمد الجنابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/03/13



كتابة تعليق لموضوع : في ذكرى ولادة ألأمام الحسن العسكري عليه السلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net