صفحة الكاتب : ا . د . حسين حامد

ديمقراطية السيد مسعود برزاني ... يطالب الاكثرية ان تتبع الاقلية في عدم اعتماد قانون الانتخابات القديم !!! يالشراكة مهينة ...
ا . د . حسين حامد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في الكثير من مقالاتنا النقدية ، كتبنا عن طغيان السيد مسعود برزاني ، كان البعض منها حادا وكما يستحقه سلوكه المفرط بالانانية والتعجرف ضد شعبنا، والاخر حاولنا أن نضيف عليها نوعا من دبلوماسية ، مع ان الدبلوماسية ليست من طباعنا ضد من يبتز شعبنا. وفي كل تلك الكتابات ، لم يكن سعينا لتحطيم سمعة هذا الرجل (النقمة) التي حلت على شعبنا بعد سقوط النظام البعثي في 2003، إذ لم يقدم الاقليم ولارئيسه ولااحزابه لشعبنا سوى ألاحتقار والازدراء والابتزاز والخديعة والتأمرعليه واستغلال ضعف الحكومة وتخاذلها، لنخرج بنتيجة ان شعبنا يتمنى مخلصا ، لو ان القيادات الكردية تتصرف بجرأة كجرأتها مع الحكومة الاتحادية ، فتعلن الانفصال ، فتريح وتستريح . 
كان تصرف (الاخوة) الاكراد مع شعبنا ولا يزال، وكأن الاربع ملايين من شعبهم ، هم وحدهم النخب التي انعم الله بهم على البشرية ، فكان لها الفضل في كل ما تعيشه الانسانية اليوم من تقدم وتقنية واختراعات كبرى واكتشافات للفضاء ومجاهله ، ولولاهم لكانت هذه الانسانية (والعراق بالذات) الى الان تركب الحمير وتعيش على الرعي والارض والارض الزاهية صحراءا يبابا. وان الثلاثين مليون من العرب العراقيين الاخرين، هم ليسوا بشرا ولاوجود لهم ، وأنهم في افضل احوالهم ، مجرد اميون ورعاع وأفاكون وسلبيون وتوافه وسقط المتاع .!!... وهنا نريد التحري عن حقيقة هذه النخب وما (تفضلوا ) به علينا ، وعلى الانسانية ، حتى نستحق اضطهادهم هذا لنا، او نظل جبناء خانعين هكذا كما يريدوننا ان نبقى عليه!
 ما كتبنا من مقالات عن شخصية السيد مسعود كان تعبيرا عن اضطرارنا لفضح سلوك بدائي تعامل به مع شعبنا السيد رئيس الاقليم واحزابه ، محاولا سلخ انسانيتنا كعراقين عرب، فاقتضى علينا الرد على ذلك السلوك غير المتحضر ضد شعبنا ، كما وكان علينا أن نظهر بعضا من الحقائق لفضح (عراقيته) الزائفة وانتمائه الكاره للعراق وولائه العنصري الاناني والمطلق لقوميته، عساه أن يدرك يوما ان طغيان عرشه وثرائه وعشيرته وبشمركته وادعائه لما يسمي (بالمناطق المتنازع عليها) وسرقته لنفط شعبنا وتوقيعه على عقود غير شرعية وابتزازه لحكومة المركز، وغير ذلك الكثير، انما هو باطل في باطل. وان كان ذلك مما يؤسف له كثيرا، فان الشيئ المؤسف أكثر، هو التعنصر الذي تبديه قيادات الاقليم عندما تكون هناك مشكلة مع الحكومة الاتحادية تثيرها نزعة المصالح من اجل القومية الكردية، فنجد السيد رئيس الاقليم يسارع للتحشيد والتهديد والصريحات (المخيفة) بالويل والثبور لحكومة المركزوشعبنا ، والانكى من ذلك ، أن حتى بعض الساسة العقلاء من الاكراد، وممن نعتقد أن لهم نضجا سياسيا وتفهما وعقلانية ، نجدهم لا يبالون في الدوس على هذه الاخوة الكاذبة التي يدعونها تجاه شعبنا العراقي العربي ، تضامنا مع السيد مسعود. 
فخلال العشر سنوات الماضية ، عانى شعبنا معاناة كبرى بصمت ومرارة وحزن وظلام وهو يواجه أكبرخطرين يهددان وجوده ، هما الارهاب القاعدي البعثي ، وارهاب سياسات اقليم كردستان ضد شعبنا والحكومة الاتحادية. وان كنا ندرك أن الارهابان لا يزالان يشكلان فداحة وفتكا كبيرا بشعبنا ، يبقى خطر الاقليم بكل المقاييس، هو ألاقسى والاشد والاكثر فتكا بكثير من الارهاب الاخر، بسبب أنه يشكل ارهابا صامتا ، يتسلل الى عمق الوجود العراقي من خلال التأمرالمتواصل ليل نهار، ولكن هذا الارهاب الكردي يبقى دائما بعيدا عن اللوم وناج من كل مسؤولية قانونية او اخلاقية ، بسبب مسارعتهم لتكرار التباكي على نفس الاسطوانة المشروخة ، وهي مطالبتهم ب(حقوق الاكراد) !! . وكأن حقوق الاكراد هذه مهدورة ! أوكأن الاكراد ليسوا هم من يبنون ويعمرون مدنهم على حساب بؤس الملايين من شعبنا، من خلال سرقتهم لنفط شعبنا وتوقيعهم على عقود غير شرعية وابتزازه لحكومة المركزفي استحصال نسبة 17% من خلال تزوير الواقع الديموغرافي الكردي . وهذا جانبا من ارهابهم المخفي والموجه ضد الشعب العراقي العربي والحكومة الفدرالية وتحت دجل سياسة الشعارات التي لا يزال يرفعها الاقليم ورئيسه وحزبه ويبثها في اعلامه المفتري باسم (الحقوق التأريخية) للاكراد ، وتسانده في ذلك بعض الاقلام الخاسئة لبعض اليساريين الفاشلين ممن اصبح اليسار يشمئزحتى من ذكر اسمائهم ، فامتهنوا قلب الحقائق والافتراء باجر مدفوع . وكان لهذا الارهاب الصامت تأثيرأعظم على استشراء الفساد وجرح الديمقراطية في الصميم . هذه الديمقراطية التي لا تزال يتم ذبحها كل يوم على محراب وطن مدمى وملقى عارا على شواربنا جميعا، إذ لم يعرف شعبنا طعم الاستقراروالامان لعقود طويلة ، ولا تزال الحياة فيه قابضا على خناقها ابتزاز الاقليم واستمرارلانهاية له في نهب ثرواته من قبلهم. 
. فالسيد مسعود برزاني باعتقادنا لا يتغير وسوف لن يتغير، وأن الاستمرار في التعامل مع الاقليم بهذه (الاريحية والكرم الحاتمي) هي خسارة كبرى لشعبنا بل وعارا كبيرا على الحكومة .  ورحم الله المثل العراقي الذي قال، (العادة بالبدن ما يغيرها غير الجفن) . وعليه ، فبرأينا ان على مجلس النواب ان يقترح مشروعا (مع اننا ندرك انه سوف لن يفعل ذلك) ، ولكننا نطرح هنا مقترحا ، يفضي ان من سيتم انتخابه لرئاسة الحكومة الجديدة ، عليه ان يتعهد لتحقيق شرط انهاء كل علاقة مع الاقليم ، حتى وان اضطرت الحكومة الى اللجوء الى المحكمة الدولية للاحتكام . 
وللحقيقة ، طالما طرحت على نفسي سؤالا : هل ان السيد مسعود برزاني مواطنا عراقيا يشعر بمسؤولية انتمائه ؟ وهل يعتبر نفسه كذلك؟ وهل ان أباه المرحوم ملا مصطفى كان يعتبر نفسه هو الاخر مواطنا عراقيا أيضا، ان جوابي كان دائما كان ...لا أعتقد ذلك؟ فلقد اثبتت المواقف السياسية والقانونية والاخلاقية ، أن رئيس الاقليم هو في حقيقته واحدا من اكثر (العراقيين) خيانة لشعبنا والوطن من خلال لاأمانته ولا صدقه و لانزاهته في هذه المأساة العراقية التي يعيشها شعبنا حتى هذه اللحظة . ففي كل مرة كنت أحاول تحاشي اضطهاد نفسي لي ، فاحاول ان اكون اكثر انصافا امام الحقائق حتى وان كانت تتسم بالمرارة ، فاضطر العودة الى ابجديات الطفولة والمفاهيم والقيم والمشاعرالتي تتنامى في ذات الانسان لاحقا، وشعورالانسان بفخر انتمائه لوطنه الذي نشأ وترعرع فيه ، من خلال مواقفه التي جسدت حقيقة هذا الوجود واحترامه لمسؤولياته كمعيار لذلك الانتماء . فالانسان الذي يفتح عينيه على حب وطنه منذ طفولته ، باعتقادنا ، فحبه ذاك سوف يتعاظم ويحول الى شجرة ضخمة في ذاته ، حينما يستوي عوده ويدرك معاني وجوده جيدا. فهو على عكس الانسان الذي فتح عينيه على كراهيته للاخرين، كما هو الحال مع السيد رئيس الاقليم . فالكراهية وعدم الثقة بالاخرين ، هما اول ما واجه طفولته تلك، حيث تجلت تلك الكراهية نحو العراق الذي كان "يحاول حكامه" فناءه مع عائلته وابناء جلدته. وهكذا ، وعند استواء عود السيد مسعود، كانت الكراهية في ذاته ، هي مبرره الوحيد لابتزازه (الحكومة العراقية) والتي مثلت ذاك التهديد القديم له ولعائلته. إذ لو لم يكن السيد مسعود قائدا ، لهان الامر . ولكان امر كراهيته لشعبنا لا يعدو سوى سلوكا ضد السلطات العراقية، شأنه ، شأن الخونة الاخرين أمثال (طارق الشركسي ورافع العيساوي واحمد العلواني وغيرهم) ، لا يضر ولاينفع ، ويضل كواحد منهم مطاردا ومطلوبا للدولة العراقية. ولكن ، بما ان السيد برزاني قائدا ، فان يده تصل كل قرار من شأنه ان يؤذي العراق ، وكما هو فاعل الان. وهكذا ، كانت علاقة الاقليم مع حكومة المركز، في حقيقتها مبنية على عدم الثقة بأحد، حتى بالقادة من شعبه الكردي. وهكذا أيضا تغلب سلوكه ألاناني من اجل قوميته ، ولكن بشرط (ان هذه القومية وبكل قياداتها المؤهلة ، يجب أن تخضع لسطوته ). وهذا ما يفسر لنا استنجاده بصدام لمساعدته في القضاء على خصومه من القادة الاكراد الاخرين المرحوم (مام جلال وحزبه) . 
وتجربة شعبنا في العلاقة بين الحكومة الاتحادية والسيد رئيس الاقليم ، كانت قد أثبتت أنه زعيم طاغ لا يختلف كثيرا عن ربيبه وسيده المقبورصدام. بل ويعتبرنفسه أكثر ترفعا من ان "ينتمي" الى سجلات الاحوال المدنية العراقية كمواطن ، حتى ولو اسما. ولكن الحال في طريقه للتغييران شاء الله. فهذا الزعيم الدكتاتوري الكردي ، والذي يريد استمرار ابتزاز شعبنا وتحدي الحكومة الى الابد، من أجل ادامة تعنصره لقوميته ، لا غرابة ان نجده اليوم يطالب برفض النظام الانتخابي القديم ! ولكنه ينسى، أو ربما يتناسى ، أنه كزعيم طاغية كردي، مهما امتلك في الماضي من قدرة وتسلط في جعل الحكومة الاتحادية تنصاع لمطالب وفوده القادمة من الاقليم ، حيث تهرع لهم مستجيبة لكل المطالب مهما كانت ظالمة ، ثم عودة الوفود الى الاقليم محملين (بالغنائم وفرض الجزية) ، فأن استمرار هيمنة الاكراد على الحكومة الاتحادية وتحديها وابتزازها واخضاعها وكما يحلو لهم ، أمرا لم يعد ممكنا أمام من يطمح لرئاسة الحكومة الجديدة . فشروط شعبنا تلزمه بعدم الرضوخ لابتزاز الاقليم ، ولا الخضوع لهيمنة برزاني ، وعليه الالتزام بشرط ، (فك الارتباط) مع الاقليم .
وختاما ، فباعتقادنا اليوم ان على البرزاني ان يصحوا من رقدته الطويله وحلمه البليل، وننصحه باعادة ترتيب اوضاعه الداخلية اولا ، ويدرك ان ممارسة (الدبكة) الكردية والرقص بسعادة على حساب نزيف شعبنا العراقي العربي ووجوده ، أمرا يجب حسابه من ماضي لن يعود. وعلى السيد رئيس الاقليم أن ينظر من حوله ليدرك ، ماذا عملت سياسته الفردية واستئثاره مع حزبه في حكم الاقليم ، وما خلق لنفسه من مشاكل كثيرة جدا مع خصومه واعدائه السياسيين من زعماء الكرد . ولينظر ماذا حل بحليفه المرحوم الطالباني وحزبه الاتحاد الوطني ،بعد ان عاثت يد السيد مسعود في تشظية الحقوق وشراء الذمم . وكيف تنامت شعبية حزب التغيير بهذه السرعة المذهلة ، وكان هذا الحزب ولوقت قريب اقلية بسيطة تتوجس حتى من النهوض ضد رئاسة الاقليم ، لكنها تنامت شعبيتها بعد ان أدرك الشعب الكردي أيضا ، ألاهداف والمرامي الانانية لرئيس الاقليم من اجل زيادة ثرائه وتكريس وجود عشيرته في حكومة الاقليم .  
كما وينبغي على السيد مسعود أن يدرك ، أنه في الوقت الذي يتبؤ حزب التغيير المعارض اليوم مكانه الطبيعي بين الجماهيروالسياسة الكردية ، فأن حزب الاتحاد الوطني العريق في نضاله ، سوف لن يرضى ان يصبح ذيلا أو تابعا لمسعود بارزاني وحزبه الديمقراطي، بعد ان خسر حزب الاتحاد الوطني شعبيته ، نتيجة الممارسات نفسها لرئيس الاقليم واستغلال وفاة مام جلال واستحواذه على حالة التشوش والاضطراب التي حصلت لعدم تواجد زعيمه طالباتي . من اجل هذا كله ، نجد مسعود برزاني يسعى باستماتة من اجل القائمة الواحدة بأمل انه يستطيع الحصول على مقاعد أكثر في الانتخابات القادمة لكي يطمأن على استمرار وجوده كرئيس للاقليم ، وكذلك ، استمرار حاجة الإتلاف الوطني لقبوله التحالف معهم ، وهذا امرا لن يتحقق مع صورة الواقع وتوقعات المستقبل . فجميع الدلائل تشير ، ان السيد مسعود البرزاني والذي كان قد انتخى بصدام ليساعده على ذبح أخيه الكردي في الماضي من اجل واردات الكمارك للبضائع المارة من خلال جسر ابراهيم الخليل في دهوك على سبيل المثال...!!! سيجد أن مبررات التوازنات السياسية التي يطالب بها شركائه الجدد في الاقليم سوف تسمح ، لقتال اكثر عنفا وشراسة ودموية هذه المرة . 
كما وأن فوزمن ينتخبه شعبنا لرئاسة الحكومة الاتحادية الجديدة ، نأمل ان تكون فيه الجسارة الكافية لرد الضيم عن شعبنا ، ومنحه حقوقه .
 
2013- 24- 10 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ا . د . حسين حامد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/25



كتابة تعليق لموضوع : ديمقراطية السيد مسعود برزاني ... يطالب الاكثرية ان تتبع الاقلية في عدم اعتماد قانون الانتخابات القديم !!! يالشراكة مهينة ...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net