صفحة الكاتب : سراب المعموري

خميس الخنجر ..و( المجارية ) و( حمير الحساوي) !!
سراب المعموري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قبل ان تعرفوا شيئا عن ( حمير الحساوي) ، أود أن أضع بين أيديكم ، مدى ماكان يعنيه الخنجر في ذاكرة العرب وطباعهم، ومن تنكر لهذا الإسم الذي يمكن ان يكون سلاحا ذا حدين، فيمكن ان يحمله صاحبه للدفاع عن الأرض والعرض، ومنهم من يتخذ منه وسيلة للغدر والإيقاع بالآخرين ، وهو ما سنسعى الى تكريسه في مقالنا هذا عن قصة ( خميس الخنجر ) مع ( الحمير الحساوي ) أوما يطلق عليهم في الستينات لقب (المجارية ) للدلالة على ( كراء الحمير ) ومن ثم صعود نجمهم فيما بعد مع صالونات السياسة هذه الأيام..
قديما .. كان العرب يتفاخرون بالخنجر على إنه سلاحهم ، الذي يذودون به عن حماهم ، ويدافعون به عن أنفسهم ومالهم وعرضهم، وكان محل تقدير الرجال ، وهو يقابل عندهم السيف في الأهمية ، ان لم يتفوق عليه في حجم التأثير، وكان أغلب سكان عرب الجزيرة العربية وبادية العراق ورجالها الأشاوس ، يضعونه في أحزمتهم، للدلالة على انهم جاهزون للمواجهة مع من يريد ان يتربص بهم الدوائر.
أما أن يتحول الخنجر العربي الى أن يضعه حامله في خاصرة أخيه العربي ، ليمعن في تمزيق جسده وجسد بلده، فهذا مالا يمكن تحمله، إذ تدخل هذه السمة غير الحميدة في دائرة ( الغدر ) وقد إشتكى العرب من اهل الغدر، ومن يغدرون بجماعتهم وأهلهم وبني جلدتهم، ويظهر من يحمل إسم ( الخنجر ) ليضع خنجره في خاصرة العراق، بعد ان راح ( الخنجر ) هذا ، يتجول ببن دول خليجية، رهنت امكاناتها بإرادة اعداء الامة من أجل تقسيمها وشرذمتها، لمجرد ان دولة مثل قطر أرادت أن تتبوأ ( مكانة)لتكون هي ( شرطي المنطقة ) وهي من تريد تسليم راية العرب الى أعدائهم ومنهم (إسرائيل ) اللقيطة، فوجدت في بعض ممن ركبوا موجة السياسة وحب المال والسعي الى الثروة والجاه المزيف، لتضع إمكانتها تحت تصرفهم وتغدق عليهم بالإستثمارات ولكن تحت ( أغطية التخريب ) ، إذ يتخذون من تلك الشخصية او ذاك السياسي ( مطية ) لتحقيق مآربهم في الحاق الدمار ببني جلدتهم.
وخميس الخنجر واحد ممن إعتاش على أموال العراق التي هرب بها الى عمان، وراح يتجول بها بين قطر والسعودية والامارات ليضع ثروته التي إستولى عليها من بقايا ثروات العراق المنهوبة بعد السقوط ، ليجد نفسه بين ليلة وضحاها انه الممول الكبير لكتل سياسية، يتحكم بمقدراتها، وهو الذي يديرها من خلف حجاب، وياليت لو يديرها لصالح بلده، لهان علينا الأمر، لكن ان يضع الرجل جيبه في حضن الاخرين من دول الخليج ليسوق بضاعتهم السياسية والتجارية برؤوس العراقيين ويجني منها ارباحا فاحشة أوصلته الى مرحلة المياردير ، فهذا ما يدخل في دائرة التساؤل، عن تلك (الامبراطوية ) التي يقودها الخنجر انطلاقا من العاصمة الاردنية عمان وقطر .
ويقول أحد أهالي الرمادي الذين يعرفون تاريخ الخنجر ، ان ( خميس الخنجر) لم يكن يملك في السبعينات سوى مجموعة حمير تسمى ( الحساوي ) ، وهي حمير بيضاء ، تضاهي أفخر السيارات الحديثة التي يتداولها الشارع العراقي هذه الأيام، وكان يطلق عليهم( المجارية ) أي ( مالكي الحمير ) ممن يتخذونها لاغراض نقل البضائع التي كانت صغيرة في سالف الأيام ..كان (الخنجر)يؤجرها ليحمل أغراض التجار ويستفيد من عملية النقل ما بين الشام والعراق والعراق ومع السعودية ، يوم لم يكن الا الحمار ( الحساوي ) من لديه القدرة على حمل الأسفار الثقيلة البعيدة، وجنى ( المجاري خميس الخنجر ) من ثروة الحمير ونقل الاسفار أموالا أهلته فيما بعد لأن يكون تاجرا كبيرا، بعدها وجد في دخول صالونات السياسة ، فرصة ان ينفس عن كرباته في الفقر والحالة البائسة ، التي كان يعيشها نهاية الستينات وبداية السبعينات، لينطلق الى حيث رجالات الاعمال الكبار، وراح يمول هذه الجهة السياسية أو تلك لمجرد انها تمرر صفقاته في العراق، وراح يجني من وراء تلك الصفقات اموالا هائلة، والرجل لم ينس حتى الان، انه بفضل ( حمير الحساوي ) قد وصل الى مراحل متقدمة، وقد حسب على رجالات الاعمال الذين يديرون المؤامرات من أبوابها الخلفية، كما انه لم ينكر في أحاديه الخاصة انه لم يكن يجيد ركوبها في البداية، الى ان كلف والده أحد أبناء المنطقة لركوب هذه الحمير، بعدها جنت عائلة الخنجر عددا من الحمير ، تحولت بعدها ( حمير الحساوي ) الى سيارات حمل كبيرة ( لوريات ) وجنى من تجارة نقل الحصى والرمل والحجر ومقاولاته أموالا طائلة، بفضل ذلك الحمار الذي دخل عليه دورة لمدة إسبوع ليتعلم ركوبه نهاية الستينات، وأجاد هذه الصنعة في نقل الأحمال ، رغم انه سقط من على ظهره في أحد الأيام وأخذوه الى ( المجبرجي ) لتطبيبه من سقطته التي كادت أن تؤدي بحياته، وكان أبناء منطقتهم يطلقون على عائلة الخنجر لقب ( الحمارة).
وما ان تقلد الرجل أعمال التجارة ، بعد إن ( كلب بالدخل ) كما يقال في المثل العراقي بأموال العراق ، وبعد ان وجدت قطر ضالتها في ان الخنجر يمكن ان يحقق لها آمالها في إضعاف العراق وتقسيمه الى أقاليم وكانتونات طائفية، حى دعمته بكل وسائل الدعم والمساندة، وراح الخنجر يمعن في صفقاته السياسية مع قطر، لتكون الإمارة التي تنطلق منها كل بواكير التآمر ضد العراق، وقطر بالمناسبة لاتتآمر على العراق فحسب بل على كل دول المنطقة ومنها السعودية نفسها التي ترى انها سرقت منها أضواء الزعامة ، فوجدت قطر في الخنجر انه الاداة الطيعة لتنفيذ مطامعها في تخريب العراق وتشجيع الاقتتال الطائفي بين ابنائه، وتنفيذ سياسات بايدن ومساعيه لتقسيم العراق الى ثلاث كيانات ، ووضع خارطة لدى كبار صناع القرار في الولايات المتحدة لتنفيذ صفحاتها على أرض العراق ، ومن ثم بإتجاه دول المنطقة، ومنها مصر وسوريا . 
وآخر ما أشارت اليه المصادر السياسية ان خميس الخنجر تعهد لقطر وتركيا بتنفيذ مخطط بايدن الساعي الى تقسيم العراق واقامة فدراليات على أساس طائفي، كما انه إتفق مع الدوائر الاستعمارية والإسرائيلية برعاية قطرية على تدمير العراق وأحداث الفوضى الأمنية مقابل صفقات مالية رخيصة..ويرى سياسيون مقربون منه أن خميس الخنجر يتنقل بين الدوحة وأنقرة وتل أبيب للحصول على الأموال لغرض تنفيذ مخططه الخبيث لتحويل العراق الى ساحة إقتتال.
هذا غيض من فيض مما يمكن ان يقال عن تأريخ خميس الخنجر، و ( الحمار الحساوي) وما خفي من هذا التاريخ الذي لايسر، يبدو انه كان أعظم!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سراب المعموري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/19



كتابة تعليق لموضوع : خميس الخنجر ..و( المجارية ) و( حمير الحساوي) !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net