صفحة الكاتب : علي الغزي

نصب الحرية يبحث عن الحرية
علي الغزي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لم يكن في خلد جواد سليم إن الحرية  تبقى مسلوبة  دائما عند العراقيين  وفي احد  مفردات نصبه  واضعا الجندي في الوسط كي يفتح  ويشرع أبواب السجن لحياة جديدة ولما وضع  هذا النصب الجميل في وسط بغداد  وساحة التحرير  التي أصبحت  رمزا  لكل الثائرين وفي كل العهود   وقبلها  كان شامخا تمثال عبد المحسن السعد ون والذي لا يبعد  عن نصب الحرية سوى أمتار لا تتجاوز أل 75  مترا   حيث  كان المكان  منطلقا لكل التجمعات ألثوريه  آنذاك  وتناوبت  شعارات وهتافات كثيرة في ساحة التحرير  

منذ  الستينات من القرن الماضي  ومن هذه الهتافات.  عاش الزعيم الزود العانة فلس..  وماكو مؤامرة تصير والحبال موجودة. وماكو زعيم الاكريم.. وبعدها  يا سوريه  ثوري  ثوري  خلي حافظ يلحك نوري.. ويا عمان ثوري  ثوري  خلي حسين يلحك نوري  ومن ثم   نفط  العرب للعرب    والله واكبر يا عرب  بس  بالبكر بالمعركة  موتوا يرجعيه..  وشعب  البيه صدام حسين منين يشوف الضيم منين .. هكذا ساحة التحرير  سايرت  جميع   الحكومات  ألوطنيه والرجعية  التي مرت  .في العراق.
كانت هنالك تحركات من جميع شرائح المجتمع  للخروج في تظاهره سلميه  فقرروا قبل ألتظاهره الاعتصام في ساحة التحرير  وتحت نصب الحرية فاجتمع هنالك في الاعتصام  الفنان والأديب  والكاتب والكاسب  والموظف  وكثير من العاطلين عن العمل ومن كلا الجنسين  فكان أيضا حضورا رائعا للمراه  وكنا قد اتفقنا أنا وا لزميل جواد كاظم إسماعيل وقد سبقني في يوم إلى بغداد  لالتحق بزملائي وزميلاتي من مؤسسة النور  سافرت يوم الأربعاء عصرا  وكنت في ضيافة الزميل  الأستاذ محمود داود برغل لأنني أوعدته قبل السفر أن أكون  في ضيافته  وبعد أن قضينا ليلتنا الجميلة  مع زميلنا أستاذ محمود غادرت   فجرا  العزيزيه متجها إلى بغداد  وحال وصولي اتصلت بجميع الزملاء  في ساحة التحرير  وقد  حضروا في نهاية حديقة ألامه  كي نتناول  طعام الفطور الصباحي أنا والزملاء  جواد كاظم  وعلي العبودي  وفراس الحربي  وبعد ذالك التحقنا في  ساحة التحرير  مع بقية زملائنا  الأستاذ  يعقوب والأستاذ علي الزاغيني والست فرات مدني   واصلنا الاعتصام  وبعد ذالك  استدعتنا الزميلة حذام الطاهر للحضور في ندوه ثقافيه في قاعة التكرلي  وكان يوما حافلا في العمل  وعند العصر  كنت مدعوا للمبيت  في  بيت احد الزملاء في منطقة الدوره .
في صباح يوم 25 شباط خرجت من ألدوره ومن حي الشرطة سيرا على الأقدام إلى ساحة التحرير متحديا  منع التجوال الذي فرض على بغداد  قسرا  ومن اجل  إفشال ألتظاهره ومنع وصول المتظاهرين إلا إن عزيمة المواطنين كانت أقوى من حظر التجوال  وقد وصلت ساحة التحريرالعاشره  صباحا  وكان  حضورا  للمواطنين  اول الصباح  لا يتجاوز الالف مواطن   وبعد ساعه  التقيت الاستاذ علي الزاغيني  والاستاذ حيدر الباوي  وكانت  صورا  ملزقه على جدران الحديقه  للزميل طارق الاغا  فبحثت عنه  بين الجموع  فلن اجده   وكنت مشغولا بتسجيل صوتي  ولقاءات  مع  النخب النسويه المتواجده في الساحه  حيث كان حضورا  للمنظمات النسويه  والتي تطالب بحقوق المراه  وكا  ن على راس المنظمات  الاخت  ينار  محمد وهي اصلا من الحزب الشيوعي العمالي  والاخت  سهام الزبيدي  رئيسة منظمه نسويه  وتنتمي للحزب الشيوعي العراقي  كذالك التقيت ببعض الشخصيات والكتاب ومنهم  الزميل  كاصد حسين وله  اربع مؤلفات  وكان يطالب  بتغيير  
الدستور  واصلاح  المؤسسات ومحاكمة المفسدين . هذا وقد ازداد عدد المتظاهرين واصبح اكثر من 6000 الاف مواطن عند الظهر ويزاداد العدد  كل ما تمر ساعة كونهم ياتون سيرا على الاقدام .
كانت الشعارات المرفوعة  مطلب جماهيري غير مسيس لجهه معينه  بل تواجد  عفوي  والكل تنادي  نفط الشعب للشعب  مو للحراميه والكل تطالب بالإصلاح المؤسساتي  والبطاقة التموينية  والتقاعد وحقوق المراه وتشغيل العاطلين  استمر ضغط المواطنين  في التظاهر  وقد حضر صباح ألساعدي من اجل التهدئة  والسماع للصوت المدوي من حناجر  المتظاهرين الا انه جوبه بالرفض وطرد من  ساحة التحرير وبعد الساعه الواحده بدات الاستفزازات من قبل السلطه بعد ان  قلع المتظاهرين قطعتين كونكريتيه كبيره من وسط جسر الجمهورية والعبور لمسافة50 مترا على الجسر  جوبهنا بقوة كبيره للجيش  ومكافحة الشغب وحصل تماس على الجسر  مع المتظاهرين  مما انسحب جميع المتظاهرين خلف  القطع الكونكريتيه وتواجد حمايات مكثفه في بناية المطعم التركي  يقال ان اعضاء برلمان  ووزراء متواجدين  فيها  ونحن نرى في الطوابق العليا مدنيين   يرتدون  قاط ورباط  وعسكر  محاط بهم  وهم في اعلى الطوابق وفي تمام الساعه الرابعه كانت  طائرة هيلكوبتر تزل لاقل ارتفاع  كي تحدث  تيارا  قويا للهواء ويثير التراب على المتظاهرين  وبعدها نزلت  سيارات  الماء لترش المتظاهرين مصحوبه بقنابل  صوتيه  وقنابل دخان  ومسيله للدموع بعدها بدا  الرمي  من الاسلحه الخفيفه علينا   وقد انسحبنا باتجاه  ساحة الطيران  وكانت هنالك قوه ايضا طاردتنا  فدخلنا في ازقة البتاوين  وقد تفرقت المظاهره  بالقوه  وقسرا  وتحت  ضغط السلاح  ورغم ذالك  المتظاهرون ينادون  سلميه  سلميه    واستمر الحال  للمغيب الشمس  فتفرقنا  نهائيا من منطقة البتاوين بعدها دخلت احد الفنادق للمبيت ليلا  وبدون  طعام  فقط اشرب الماء وعند الصباح  خرجت وحملت حقيبتي متهيء للسفر الى الناصريه وعند خروجي من احد الفروع  في البتاوين متجها لشارع السعد ون  وعند دخولي  اول ساحة التحرير  كان الجيش متواجد بكثافه فطلبوا مني تفتيش  حقيبتي  وعند فتح الحقيبه  عثر على اجهزتي في التسجيل  والاوراق  وبعض المناشير التي وزعت في التظاهره  واقراص  سيدي  عدد اثنين فامر الضابط برتبة رائد  بتعصيب عيوني  ووضعي  بسيارة الهمر وعندما وضعوني بسيارة الهمر فقط كان السائق جالس فيها  اتصلت فورا  بالاستاذ يعقوب فلن افلح  اتصلت  بالزميل الاستاذ ناصر علال زاير  كوني اعمل معه  في جريدة الشاهد  وكان ولده  على الموبايل  فقط قلت له بلغ والدك  اعتقلت في بغداد  وللتاكيد اتصلت بزميلتي  الكاتبه والمترجمه فاطمه  حافظ  حيث اتصلت فورا  بالأستاذ احمد الصائغ مما  عرف اغلب أصدقائنا  وقد تحركوا جمعيا من الناصريه  الزملاء  عباس ساجت  وجواد كاظم اسماعيل وفراس الحربي  وحسين باجي الغزي  حيث قدموا  المساعدات في الاتصال مع المسؤولين في بغداد.
بعد ذالك  جاء احد الجنود وقال انزل الامر حضر  في الساحه  قابلني الامر  وقال  لي ما هذه الاقراص  والمنشورات  والصور فقلت له انا  اعلامي  ومن حقي  ان  اكتب ما تشاهده عيني فقال انتم  كذابون وتبيعون الصور وتشوهون الحقائق فامرهم  فوراه  بتعصيب عيوني مره اخرى واخذي معه  في سيارة همر  فاستمرت السياره تسير  ما يقارب 40  دقيقه من ثم  انزلوني ولا اعرف انا في أي مكان او اتجاه  استفسروا مني  اين اعمل  ولاي صحيفه فقلت لهم  اعمل محرر في مؤسسة النور  ومحرر في جريدة الشاهد ومسؤولا  عن الجريدة  الاستاذ عزيز كاظم علوان عضو البرلمان العراقي  فبقيت لبعد الغذاء  اقتادوني مرة اخرى في سيارة الهمر  ومعصوبه عيوني وبعد مسير طويل توقفت السياره  واقتادوني  جنود  اثنين  فقالوا لي  اجلس على ركبتك جلست  وتكلم معي شخص  فقال  اخذ  السيم كارت  فوضعه في يدي واترك هذا العمل  انت رجل كبير  ويبدو عليك  كبير  اخوتك  ارجع لبيتك اشرف لك  من  هذه  الاعمال التافهه ومن ثم اوقفوني  واجلسوني على 
حديده  ورفعوا ارجلي للجهه الثانيه  وقالوا لا تلفت للخلف ابقى جالس  فبقيت حوالي دقيقتين  واذا بسياره  تزمر  بالهورهن وينادي ارفع العصابه من عينك رفعت العصابه  وجدت امامي سكراب  كثير لسيارات  فقال لي السائق  تعال  اصعد بالعجل  فعبرت  قاطع الحديد  وركبت السياره  فقلت له انا في أي منطقه لاني كنت في وضع نفسي جدا تعبان  قال  عمي انت على جسر السريع  وهذه  منطقة  النهضه خلفك  فاوصلني للنهضه  ولن ياخذ مني اجره  
هذا  وقد  صادروا  اجهزتي  وكافة  الاوراق والمنشورات  وا قراص ألسيدي  حمدت الله  على  هذه  الحريه  في  بلد  ناضل وقدم دماء كثيره  على مذبح الحرية  دون  ان  ينعم  فيها يوما  وكثرت  الغربان  كثرت  وصبح  مذبوح الحمام  ويبقى نصب جواد سليم شامخا  يبحث  عن الحريه ويبقى النصب منطلقا ومنارا لكل الثائرين

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الغزي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/03/03



كتابة تعليق لموضوع : نصب الحرية يبحث عن الحرية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net