صفحة الكاتب : عامر محمد هلال العبادي

كيف تحدد الكتل السياسية خطابها ؟؟
عامر محمد هلال العبادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

        طالما تجد صعوبة في الاجابة على هذا السؤال فقبيل كل انتخابات تلاحظ ان هناك من الاحزاب من تبحث عن صوره لخطابها السياسي مؤثرة او تبحث عن شعار ....اوخطاب يحفزعقلية الناخب فيدفعه لانتخاب هذه القائمة او تلك ...وحينها يحصل تسابق كبير بين المختصين لدراسة ما يناسب هذه الكتلة الحزبية او تلك 
وايضا تجد المختصين في هذا الملف داخل الكتلة السياسية يبحثون عن من يرشدهم او يساعدهم في تحديد صورة الظهور في الانتخابات وبما يتناسب وجمع الحشود من حولهم 
ولكي نقف قليلا عند هذه الحالة نقول   ..ان الشعب العراقي ومنذ ان دخل الامريكان الى العراق عام 2003 هو في اشد حالات الاضطراب في الفكر السياسي وذلك لاسباب عديدة منها:
تاثير ايدلوجيات الدول المجاورة والاقليمية على شرائح مختلفة من مجتمعنا 
الضغط الفكري للاحزاب ذات البعد الطائفي والعرقي
دخول عراقيون مغتربون ومغربون مثقفون  سياسيا ومدعومون من شخصيات وجهات بعينها من الخارج
تراكمات الحقبة السابقة والتي ابعدت المواطن كثيرا عن الحس الوطني 
طبيعة المجتمع العراقي العشائرية والقبلية
الجهل الذي انتشر كثيرا في العقود الثلاثة الاخيرة وما صاحبه من تخلف وضيق في الرؤية 
 كل ذلك وغيره ساهم ويساهم كثيرا في تشكيل الصورة الحقيقية للاضطراب الحاصل في توجه الفكر السياسي للناخب العراقي 
هذا الاضطراب كان سببا في قيام الفتنة الطائفية التي حصدت مئات الالاف بعيد انفجار قبة الامامين عام 2006 وهو نفسه كان سببا في قيام المناطق الغربية بالنزول الى الشارع معتصمين مطالبين بحقوق انسانية ووطنية معتقدين ان اسباب الصراع الطائفي هو السبب فيما وصلوا اليه 
ونتج عن هذا الاضطراب في الرؤيا السياسية للمجتمع ان انتشر الفساد بكل انواعه (الاداري والمالي والاخلاقي والوظيفي ....)
ونتج عنه تردي الخدمات (البلدية والصحية والتعليمية وغيرها ....)
ونتج عنه صور تفسخ النسيج المجتمعي العراقي ....
في ضل هكذا اضطراب وتشتت في توجهات العقلية الجمعية للمجتمع العراقي .. كيف تتمكن الكتلة السياسية ان تصيغ لنفسها خطابا سياسيا او تصنع شعارا مؤثرا لتدفع جمعا كبيرا لانتخابها ؟؟؟
الجواب على هذا السؤال صار سهلا جدا في ضل ما ذكرنا اعلاه...وعلى من يريد ان يصيغ خطابه السياسي ان يتبع الخطوات التالية:
تحديد المناطق ذات التاثيرحسب كثافة مؤيدي تلك الكتلة الباحثة عن صياغة رسالتها الانتخابية وتقسيمها الى مناطق حمراء وخضراء وصفراء وحسب كثافة التاييد
اجراء استبانات حقيقية ميدانية تعتمد على ملأ استمارات الاستبيان من قبل العاملين على الاستبانة انفسم ..ويكون التاكيد على الاسئلة الخاصة بهموم وتطلعات الناخب ويتم تسلسلها حسب الاولوية وتشمل ذلك جميع المناطق ذات الاهتمام (يمكن الاستعانة بمؤسسات متخصصة)
يتم جمع نتائج الاستبانات الدقيقة ثم تصنف تصنيفا نهائيا وحسب الاولويات من الاعلى اهمية الى الاقل اهمية 
تصنف النتائج لتشمل (هموم المواطن ومعاناته واحتياجاته وتطلعاته واحلامه القريبة والبعيدة والحلول التي يحملها في ذهنه وما الذي يريده من الدورة القادمة....وغيرها)                                                                                     
عند ذلك تتضح مجموعة من الاهتمامات والضرورات لدا الناخب يمكن اجمالها وفق توجهها فالاهتمامات الخدمية والبلدية تصنف كصنف والاحتياجات الامنية بجميعها صنف اخر والانسانية صنف ثالث وهكذا .....
عند ذلك ستتوضح للجهة المستفيدة التالي:-
1. الملامح الرئيسية للرسالة الانتخابية التي تمثل حقيقة ما يختزنه العقل الجمعي وتوجهاته .
2. مفاتيح تحريك هذا العقل باتجاه معين دون اخر
3. الادوات المؤثرة في استخدام هذه المفاتيح 
4. مدى طول ذاكرته التي عادة ما تكون قصيرة (لان لكل مجتمع خصوصية في هذا)
عند ذلك ستتمكن الجهة المستفيدة وهي الكتلة الباحثة عن صياغة الخطاب السياسي ومضمون الرسالة والشعار (اللوكو) المستخدم كشعار للحملة من الحصول على كل ذلك بالاستفادة من ترتيب البيانات المذكورة
 
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عامر محمد هلال العبادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/03



كتابة تعليق لموضوع : كيف تحدد الكتل السياسية خطابها ؟؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net