شيطان القانون وأثرهُ على المعتقل البريء
‏القاضي جعفر الموسوي‏

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ضابط التحقيق هو الحلقة الأولى لحلقات العدالة , وأكادُ أجزم بأن تقرير مصير أي إنسان متهم بقضية, يتحدد من خلال إجراءات هذا الضابط وفي الأيام الثلاثة الأولى لتوقيف المتهم.

 

كانَ ولايزال يُطلَقُ على الضابط المحقق غير النزيه ب (شيطان القانون) لأنهُ إذا أرادَ أن يبرءَ مجرم يستطيعُ ذلك من خلال تدوين أقوالهِ وبالكيفية التي يريدها (هذا الشيطان ).

وإذا أراد أن يُجرم بريء فَلديهِ الوسائل الكَفيلة بإنتزاع إعترف أي إنسان بأنه مجرم وأرتكب كل جرائم الكرة الارضية ! ,مقابل ان ينهي هذا الضابط المحقق (الشيطان) الضغط والتعذيب الذي يمارسهُ ضد هذا الإنسان ,

ويهددهُ بإعادة التعذيب متى ما غيرَ اقواله أمام قاضي التحقيق .

وللأسف هناكَ بعض من قضاة التحقيق يرى آثار التعذيب واضحة على المتهم المسير أمامهُ ويتجاهل ذلك !.

 

فمره رويَ لي من (ثقاة) بأن أحد المتهمين المسيرين أمام قاضي التحقيق كانَ يرتدي (دشداشة بيضاء) (وكأنما بقدرةِ قادِر إنقلبَ لونها الى الاحمر)! وآثار التعذيب كانت واضحة على وجه وبقية جسد المتهم ,والغريب في ذلك يسأله القاضي بعد تدوين أقوالهِ بالأعتراف : هل تعرضت الى الضغط والتعذيب ؟؟؟!!! فيجيب المتهم وهو ينظر الى معذبهِ وجلادهِ (الضابط المحقق) ب (لا سيدي ) .

ولو تمعنا قليلآ لماذا يتصرف هذا الشيطان بهذا الاسلوب مع المعتقل .

الاجابة: هناك عدة اسباب اهمها:

 

_ان كل ضابط تحقيق لديهِ مجموعة من القضايا التي يحققُ بها حيث توزع القضايا على ضباط التحقيق وكل ضابط يُسأل عن حسم القضايا الخاصة بهِ خلال مدة وإلا يُحاسب كونهِ مُقصرآ أو أنهُ ضابط تحقيق غير فاعل ويترتب على ذلك نقله أو عدم ترقيته .

وهناك أسباب أُخرى يطول شرحها .

 

وفي هذا الصدد علينا أن نتذكر ونقتدي بمقولة أمير المؤمنين علي أبنَ أبي طالب (عليه السلام)

(إذا دَعتكَ قُدرَتك على ظلمِ الناس فَتَذكَر قُدرَةُ الله عَلَيكَ)

 

الموضوع السابق مع سماحة السيد كمال الحيدري في مشروعه ـ" من اسلام الحديث الى اسلام القرآن "( 5 )

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat