منهج التربية الإسلامية للسادس الإعدادي في العراق
د . حسين علي عوض

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من إصدارات المديرية العامة للمناهج في وزارة التربية العراقية , كتاب التربية الإسلامية للصف السادس أعدادي المطبوع سنة 2012 حيث قامت لجنة تأليف في الوزارة بتأليفه. ما يميز هذا المنهج من بين مناهج التربية الإسلامية لبقية الصفوف هو حرص الطالب في السنة السادسة من مرحلة الإعدادية على حفظ الكتاب من أوله إلى آخره رغبة بمعدل يؤهله في المنافسة على القبول. وذلك يوفر ترسيخ جيد وإجباري لمفاهيم التربية الإسلامية في ذهن الطالب. مما تقدم فان النهج المشار إليه له بالغ الأثر والخطورة في ذهنية الطالب الشاب المسلم.
بعد مراجعتي السريعة للكتاب وقفت على بعض الإشارات التي تعطي انطباع الجهد التوفيقي والتقريبي ان صح التعبير والمضمون الذي بذلته لجنة التأليف في الوزارة, وقد استعرضت بصددها بعض الإشكالات دون الخوض في جوهر المادة العلمية ولكن حسبي ان قارئ هذه السطور سيقف عند منهجية الكتاب إذا أراد التصحيح مثلما يقف عند تلك الإشكالات:
• إحلال الصلاة التوفيقية (وهذه تسمية ابتدعتها لبدعة) عند ورود ذكر النبي وهي (صلى الله عليه وآله وصحبه) فعمت صلاتنا حتى على من امتنعوا عن أداء الزكاة للخليفة الأول (كما ذكر في الكتاب) فحاربهم وقتلهم, وبالتالي كانت صلاتنا على القاتل والمقتول. ولا أدري ان كان ذلك توفيق جائز بدلا من الصلاة البتراء التي كانت تعج بها الكتب المدرسية تجاوزا على سنة المسلمين في صلواتهم اليومية التي تؤدي بتاركها عمدا بطلان صلاته وهي (اللهم صل على محمد وآل محمد).
• حرصت لجنة التأليف على الإشارة إلى كثير من الأحاديث النبوية الشريفة وأحاديث وشواهد من فعل وتقرير للخلفاء ولمراعاة التوفيق فان الاستشهاد بالصحابة كان موزعا بشكل رئيس بين الخليفة عمر والخليفة علي (على حد تعبير الكتاب) ولكن يبدو ان التوزيع كان حسب ما متوفر من تراث كلا الخليفتين لدى خلفيات لجنة التأليف فقد أحصيت ما ذكر عن الخليفة عمر 12 مرة مقابل ما ذكر عن الخليفة علي 3 مرات. ربما يتهمني البعض بالحس الطائفي المتصاعد ولكن الفارق بين الإشارات أشعرني بان هناك رغبة عالية بالتنكير والتنكر وربما التقصير والقصور بل ولكي نكون بعيدين عن الرواية والدراية لم أجد تفسيرا مقبولا لهذه القسمة الضيزى فالخليفة علي عاصر الخلفاء الثلاثة معاصرة ايجابية صائنا لبيضة الإسلام ضد كيد الكفار وأعداء الدين فضلا عن خلافته وتراثه الذي قال فيه أحدهم بما معناه (ماذا أقول بمن أخفا أعداؤه فضائله بغضا وأخفاها محبوه تقية وقد ملأت فضائله ما بين الخافقين)وهو تراث واضح في أدبيات جميع المسلمين.
• يضم الكتاب في الفصل الثاني منه (نظرة عامة للنظام الاقتصادي في الإسلام) حيث دونت لجنة التأليف في نهاية الفصل مصدره بينما لم تتطرق لمصادر بقية الفصول.كان مصدر ذلك الفصل كتاب اقتصادنا لمؤلفه السيد الشهيد محمد باقر الصدر وخروجا عن عرف الإشارة للمصادر فقد أفردت اللجنة صفحة كاملة عن حياة السيد الشهيد وأخته العلوية وطريقة استشهاده على يد النظام البائد (كما وردت في الكتاب وهي صفة لا تدينه بجرم وإنما تصف مرحلة حكمه المنقضية).
في الفترة السابقة للتغيير وإبان حكم النظام المجرم الظالم كنا مرغمين على دراسة مناهج تستقي من طروحات المدرسة الأموية التي استهدفت دفن تراث أهل البيت وإجراء سنة سب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام, على المنابر لعشرات السنين والمدرسة العباسية التي انتهجت نفس المنهج بمكائد تصفية وتقتيل وطمس لمعالم مدرسة أئمة أهل البيت ولا شك ان الخروج من تأثير ذلك يستوجب مع الحرص على التقريب والتوفيق تحفظا ودقة والاتفاق على القواسم المشتركة التي يقرها جميع المسلمين دون تغليب أي استثمار سياسي على حساب الحقائق التاريخية.