إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث ح28
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلائق أجمعين محمد وآله الطاهرين..
" معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن الحديث "
الحلقة : الثامنة والعشرون
( إمتناع تنقيح الحديث إلا بالثقلين "الكتاب والحديث" )
_________________________________
امتناع تنقيح تراث الحديث إلا بالثقلين.. والبرهان على ذلك هو أن اﻻدلة القائمة على ضرورة
النبوة واﻻمامة اي ضرورة الحاجة لهداية الوحي وأن
عقل البشر المحدود سواء في القرون السابقة او المعاصرة
او الﻼحقة مهما تكامل وتطور ﻻيستغني عن هداية
الوحي بدليل ان مسيرة البحث والتنقيب والفحص لعلمي
في كل العلوم لن وﻻ تقف يوما الى اﻻبد وهذه حقيقة
يقر بها كل البشر مما يعني ان الحقيقة ﻻ تتناهى البشر
ﻻيمكنهم في يوم ما ان يحيطوا بها ابدا، اي انهم
محتاجون على الدوام الى هداية سماوية وحيانية
ترشدهم الى منظومة وقوانين الحقيقة الﻼمتناهية
الخفية عنهم .
وعلى ذلك فان الدين اي هو الحقيقة الﻼمتناهية التي
ﻻتصاب بالعقول البشرية المحدودة مهما تمادى الزمان
تقدم وتﻼحق .
واذا كان الحال كذلك فالحديث الذي ينطوي على لوحي
اجماﻻ وهو هداية السماء ﻻيمكن للعقل البشري نفراده
ان يصيب كل اعماقه ويحيط بكل اغواره .
اذ لو استطاع العقل بمفرده اﻻحاطة بكل محيطات
الحديث ﻻستلزم ذلك إستغناء العقل عن الوحي في
الوصول الى الحقيقة والحقايق والمفروض كما تقدم في
ادلة وبراهين ضرورة هداية الوحي وضرورة النبوة
واﻻمامة – هو عجز العقل البشري بانفراده عن التوصل
والوصول الى اﻻحاطة والمحيط للحقيقة والحقايق
الﻼمتناهية
فاذا كان عاجزا بمفرده فكيف له بمفرده ان يميز
الصحيح و القويم من الحديث بدون التعلم و اﻻستعانة
واﻻستمداد بمحكمات الحديث نفسه الذي هو وحي
منضما الى محكمات الكتاب فتبين امتناع وزن وتقويم
وتنقيح متشابه الحديث اﻻ بالوحي اﻻلهي نفسه من
الثقلين معا .
ومن ثم كانت اكبر واعظم واخطر ضابطة وردت في راث
الفريقين لتمييز صحة و سﻼمة الحديث هو عرض
الحديث على الكتاب والسنة نفسها اي محكمات الثقلين
بالموافقة لهما او المخالفة .
والراد بالموافقة ليس بمعنى المطابقة التفصيلية واﻻ
ﻻستغني بمحكمات الثقلين عن الخبر الواحد المتشابه
بالقياس للمحكم بل المراد تطابق اجمالي وتﻼئم مع
الخطوط العامة لمنظومة المحكمات نظير مايقال مثﻼ
التﻼئم و التوافق بين القانون والتشريع النيابي
البرلماني او الوزاري وبين القانون الدستوري فان التوافق
ليس بمعنى التطابق التفصيلي بل رجوع اﻻول الى ائيا
الى التشريع الثاني ، وكذلك معنى المخالفة .
وهذا اﻻستعﻼم للمطابقة والموافقة كما ﻻيخفى تطلب
اﻻحاطة بمجموع المحكمات والمراس ومع ذلك فهو في
جملة ان لم اكثر الموارد من اﻻجتهاد النظري ﻻ
البديهي الذي يقتصر على موارد اقل .
ثم ان ضرورة الحاجة الى الى التراث الحديث نفسه في
تنقيح الحديث وقصور العقل البشري بمفرده عن لقيام
بذلك ﻻ يعني اقصاء العقل بحال بل يعني في ما يعنيه
هو عدم استبداد وعدم انفراد العقل المحدود البشري
بذلك بينما تراث الحديث يضم خﻼله مادة الوحي
الﻼمتناهي فالعقل دوره المخاطب اﻻول والوزير المعتمد
في عملية الفهم ودوره القيام بعملية الفهم والرؤية
واﻻبصار بينما دور الوحي هو النور واﻹنارة والتنوير
واﻹضاءة فلكل دور خطير وهام فالمعلم والمتكلم والذي
يقوم باﻻلقاء هو الوحي والتلميذ والمتلقي والواعي لما
يلقى هو العقل البشري .
وهذه معادلة بالغة الخطورة والدقة وحساسة في
التقدير والقدر و المقادير واي ارباك في ترسيمها تضيع
المعادلة وينقلب الميزان وينعدم القسط المنهجي في
المعرفة .
ثم انه على ضوء ذلك ومامر في الحلقات اﻻخيرة من ان
امومة المحكمات في الثقلين ﻻيصل الى شموخها تعاليها
وتعاظمها العقل البشري مهما اراد التحريف والتﻼعب ي
الوحي مادام اصل مادة الوحي محفوظة لم يطرء عليها
اﻻبادة والزوال فان التزويقات والتحريفات ليس بمستوى
تنال من زلزلة اعمدة امومة محكمات الوحي .
و إﻻ لكان العقل البشري على قادرا على اﻻحاطة
بدرجات امومة محكمات الوحي لما كان العقل البشري
محتاجا ومضطرا الى الوحي في اﻻصل كما انه لو كان
العقل البشري المحدود قادرا على الوصول الى كل عماق
واسرار الوحي يوما ما ووقتا ما لما احتاج الى الوحي في
اﻻصل .
فظهر ان العقل البشري محتاج الى محكمات وامومة وحي
في تنقيح وفهم متشابه الحديث وﻻيمكنه اﻻستغناء
عن نفس تراث الحديث نفسه في تنقيح الحديث ورفع
متشابهه .
والعمدة والعماد هو السعي الحثيث العلمي لفهم اكتشاف
منظومة محكمات الثقلين والتمرس والتضلع في ايجاد
الوعي العلمي والوعاء المتسع باستمرار لتلقي تلك
المنظومة الﻼمتناهية، ﻻ اﻻنقباص واﻻنكماش اﻻنطواء
بعيدا عن الحبل المدود الوحياني والسبب المتصل بين
اﻻرض والسماء . فان اﻻبتعاد واقصاء العقل البشري عن
مادة الوحي من تراث الحديث هو انطوائية للعقل وسجن
مظلم لتيه عقلي.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat