اسمعت لو ناديت ... لكنها شقشقة
محمد الظاهر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد الظاهر

كيف يكون حالك عندما يكون خصمك هو الحكم فعندها لمن ستبث شكواك إلا الى الله الواحد الاحد لان حال هذه الدنيا في العراق انقلب راسا على عقب فالكذب اصبح مرادفا لمن يدعي الصدق والظلم اصبح مرادفا لمن يدعي العدالة والسرقة مرادفة لميزانية المليارات التي تبتلعها المافيات كما يبتلع الخليج ماء دجلة والفرات العذب منذ الاف السنين وقد غاب عنا حديث النبي الذي يؤمن به هؤلاء (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) .
كثيرا ما نشعر ان هذا المسؤول غير عادل بل ربما قد تمادى بظلمه لنفسه وللاخرين فمن سيجروء على قول كلمة الحق امامه ، ثم هب ان احدهم قالها فما هي الفائدة ان ذهبت كلمته ادراج الرياح وما اكثرهم في بلدي ومن اقسام الظلم هو حرب الارزاق واعطاء قوم ومنع قوم منها بحسب المزاج والمحبة والكراهة انا مطلع على معناة الكثيرا من تقسيم الارزاق الذي يتحكم به البعض فالبعض يتخم والبعض تبقى عيناه ترنوا نحو التفاتة السيد المسؤول في شموله بالايفاد الخارجي او الداخلي مع ما على هذا الايفاد من ملاحظات كثيرة .
ما يؤلمهم اكثر هو عندما توزع المكافئات على الجميع ويحرمون منها ولا يعرفون السبب الكامن وراء عدم شمولهم بذلك فقد دخلنا في شهر ذي الحجة وايام عيد الاضحى المبارك الذي تنحر فيه الاضاحي بمئات الالاف دفعة واحدة عن الاموات الذي ملئت قبورهم الرحب لاسيما بعد 2003 حيث بات من المألوف ان تقول استشهد الزميل (س) أو (ص) نتيجة مفخخة ويثير استغرابنا ان نقول مات فلان على فراشه ففي بلدي ينحر الابرياء في كل يوم بالعشرات دون ذنب سوى انهم عراقيون .... وحتما ان مكافئة ذوي الدخل المحدود ستعينهم في الالتزام بعادتهم التي توارثوها عن اسلافهم جيلا بعد جيل ومع ان عيد الاضحى المبارك هو من الاعياد التي ينبغي ان يتراحم فيها ابناء الاسلام لكنها ترهق انفس الغالبية العظمى من ابناء عراقنا الجريح المتلفع بالسواد اؤلئك الذين لا يجدون ما يملكون لشراء ملابس لاطفالهم قبل ارتفاع الاسعار فكيف بعد صعودها الى القمة وزحف طوفان الغلاء حتى يلتهم كل جوانب الحياة بدء من الطعام والشراب والملابس واجرة سيارات النقل وهكذا الى اخره .... وبضعة الاف ستحدث فرقا بشراء بذلة لطفل او شئ اخر نشعر بحاجتنا الماسة اليه فيما لو استلم بعضهم هذه المكافأة ولكن من بحال هولاء ما دام مسؤولهم منعم وراتبه جيد جدا وانه فوق هذا وذاك دائما يحضى بحصة الاسد حاله حال غيره من الموظفين العاملين في الحكومة العراقية فمكافاة الاعياد تعامل الناس بحسب مناصبهم فكلما زاد راتب المسؤول زادت مكافأته وكلما قل راتب الموظف قلة مكافأته.
على النقيض من ذلك ما وقفه احد السادة المسؤولين في وزارة الصناعة الذي منح الموظفين الذين يستلمون رواتب قليلة .... منحهم مكافأة اكبر وعند اعتراض البعض عليه لانه خالف القواعد اجابهم ايها السادة ان رواتبكم كبيرة وتغطي حاجتكم وهولاء لا يكفيهم راتبهم للوصول الى منتصف الشهر لذلك هم احق بالمكافأة العالية التي ستدخل السرور الى قلوب اطفالهم .
انا لا اعيب عليك عزيزي المسؤول عندما تدافع عن مصالحك الشخصية ولكني اعيب عليك عندما تفضل مصلحتك على مصلحة رفاقك في العمل الذين تتعلق امالهم بك لا لشئ سوى انك راع وانك مسؤول عن رعيتك وانك ان لم تفعل ستسقط من اعين الاخرين لانك ستظهر بمظهر الاناني وما اكثرهم فاينما نلتفت نراهم في كل مكان... انهم يصومون ويصلون ولكنهم في نفس الوقت يسرقون وينافقون ويتزلفون ويتملقون ويفعلون كل شي من اجل ديمومة الكرسي الذي من خلاله يسرقون واما الذين نسوا الله كليا فلا علاقة لهم بالله ولا بجنته وناره هولاء ايضا يرون ان الفرص تمر مر السحاب لذلك ينبغي استغلالها .
ايها السادة المسؤولين حيثما كنتم في العراق او في الريفيرا الفرنسية او في الريف الانكليزي او في البندقية ... اتقوا الله في عباد الله في هذا العيد .. تذكروا الفقراء وذوي الدخل المحدود .. كفاكم ما نهبتموه من هذا البلد فملئتم اكراشكم بل سيملئ اكراش احفاد احفادكم ... لماذا لا تاخذون العبر ممن كان قبلكم في سُدة الحكم والى اين قاده الشره والظلم ... ام انكم ايضا في سكرة النعم التي انستكم الفقراء وانستكم السنن الكونية من عدم دوام المال الحرام والسلوك الحرام وكل شي حرام تتهافتون عليه اليوم ليكون وبالا عليكم في غد.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat