شكل تراجع مؤسسة الشهداء (التي تعني بأحوال الشهداء ومنحهم كافة حقوقهم التي يستحقونها وفق القوانين المرعية ) عن قرارها السابق المرقم (3/450 ) والصادر في 12/7/2010 والمتضمن أعتبارالزعيم عبد الكريم قاسم (شهيد)0 (عبد الكريم قاسم هو مؤسس الجمهورية العراقية حكم العراق من 14/ تموز 1958 الى 8شباط عام 1963 ) بأصدارها قرار جديد حمل الرقم (539 / ط ) في 27 /8 /2013 ألغت فيه أعتبار الزعيم عبد الكريم قاسم كونه (شهيد)!!!، تراجعها هذا شكل مفاجأة غريبة وكبيرة لدى غالبية العراقيين الذين لا زال عبد الكريم قاسم يمثل لهم رمزا للوطنية الحقيقية الصادقة، وبالوقت نفسه وضعت مؤسسة الشهداء نفسها في حرج كبير! وأمام تساؤلات كانت في غنى عنها وعن الأسباب التي دفعت هذه المؤسسة التي يفترض بها أن تكون عنوانا للنزاهة والحق والعدل والشفافية في أصدارقراراتها أن تتراجع عن قرار أصدرته قبل (3) سنوات؟ وبحق من؟ بحق الزعيم عبد الكريم قاسم، بحق الرجل الذي شهد له أعدائه بالبطولة والذي لا تليق كلمة الشهادة ألا له! ولأنه مات (أعدام) وهو يدافع عن الوطن والشعب وعن جمهوريته الفتية!في ملحمة وزارة الدفاع البطولية ولولا خديعة المتآمرين بأدخالهم دبابات الى داخل وزارة الدفاع وهي تحمل صور الزعيم الشهيد البطل لقبرة تلك المؤامرة ( الأمريكية البعثية )! وقضي عليها ولكن البعثيين المعروفين بمكرهم وخداعهم وعدم أمانتهم ونكثهم لكل العهود أيا كانت ومع من كانت هي التي دفعت الزعيم الشهيد ان يتفاوض معهم وأنتهى التفاوض الى خديعة ( مقر الأذاعة والتلفزيون) حيث تم أعدامه رميا بالرصاص وهو صائم مع ثلة من صحبه الأبرار. هذه القصة كتبها ونقلها وصرح بها حتى البعثيين أنفسهم وأعترف قسم منهم في صحوة ضمير! وكتبها كمذكرات وهم على مشارف الموت !!، فيا مؤسسة الشهداء كيف تكون الشهادة بغير هذه الصورة المشرفة ،دفاع وصمود وصوم وعدم تنازل ثم أعدام رميا بالرصاص؟! عجيب أمركم وأمر قراراتكم؟!.. وأسأل هنا سؤالا بتجرد، لا أبغي من وراءه شيئا سوى أحقاق للحق: ألم تعتبروا السيد محمد باقر الصدر( رحمه الله) شهيدا وتم تسميته الشهيد الأول، وهل يختلف احد على ذلك؟ لماذا؟ لأنه أستشهد وهويدافع عن العراق وشعبه ووقف صامدا أبيا ضد طغيان صدام وجبروته ، وأبت روحه الطاهرة ان يتنازل عن مبادئه ومواقفه الثابته رغم قسوة التعذيب، ألم يقتله البعثيين أم غيرهم؟ونفس الشيء نقوله عن الشهيد الثاني( رحمه الله) محمد صادق الصدرالذي ضحى بنفسه وولديه في سبيل الوطن والشعب ولم يأبه لتهديدات صدام وأجهزته القمعية بل وقف صامدا ثابتا على المبادىء، ألم يقتله البعثيين أم غيرهم؟. السؤال: مالفرق بينهم وبين الزعيم عبد الكريم قاسم؟ ألم يدافع عن العراق وشعبه، ألم يقاتل ليومين وهو صامد صائم في مقر وزارة الدفاع؟ ألم تقتله نفس الأيادي البعثية اللئيمة الخبيثة التي قتلت الشهيدين محمد باقر الصدر ومحمد صادق الصدر(قدس سرهما)؟ فعلى أي قياس تقيسون وعلى أي أعتبار تعتبرون الشهادة يا مؤسسة الشهداء؟!!. لا أريد أن أسأل من وقف وراء عدم أعتبار الزعيم قاسم (شهيدا)، لأنه وحسب قراركم اللئيم صدر بالأجماع حسب منطوق القرار؟!! بئس أجماعكم الباطل هذا؟!، ولكني أرى أن الأمر خطير وأبعد من موضوع الألغاء ويحمل أبعادا سياسية وأنسانية وأجتماعية؟ وألا بماذا نفسر ان تقوم هذه المؤسسة وتترك كل قضايا الشهداء الذين يتساقطون بالمئات يوميا وتعيد النظر بقرار سبق ان أصدرته قبل (3) سنوات؟!. سألني أحد الأصدقاء مرة وقبل الأنتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في (2010 )، هل سيفوز الشيوعيون بمقاعد في البرلمان؟ قلت له لا! قال لماذا؟ قلت له:( بغض النظر عن تغيرظروف الشارع العراقي وأفكار الناس ، عليك ان تعرف حقيقة ثابته وهي أن الأمريكان لايحبون الشيوعيين ولا يسمحون لهم بالفوز ولو بمقعد واحد حتى لو أكتسحوا كل صناديق الأقتراع!!، وأضفت قائلا، كما انهم يكرهون سيرة عبد الكريم قاسم لأنه ألحق الضرر بمصالحهم القومية العليا ، ولأنهم هم من قتلوه بالتآمر مع البعثيين.). والشيء الذي اعرفه ان الأمريكان لازالوا أصحاب الحل والعقد في العراق!!!. لقد شكل الزعيم الشهيد البطل عبد الكريم قاسم ولا زال(عقدة) في نفوس كل من حكموا العراق بعده لأنه ضرب اروع الأمثلة في النزاهة والشرف وعزة النفس وطهارة القلب والشجاعة وعفت اليد واللسان والعفو والكرم والأهم انه لم يكن طائفيا ولا حزبيا فقد كان بحق فوق مستوى الشبهات. عيب كبيرعليك يا مؤسسة الشهداء سواء تراجعتي عن قرارك أم لم تتراجعي؟ أن مجرد خلقك أشكالية مع الزعيم قاسم جعل العراقيين يلقون باللائمة عليك ويضعون عليك اكثر من علامة أستفهام، كما انك خسرت ثقة العراقيين وذوي الشهداء تحديدا بك!!. ومن يدري أن كانت قراراتكم بهذه الصورة وبهذه الطريقة ؟ فقد لا نفاجأ أن تتخذوا في المستقبل قرارا تعتبرون فيه (صدام حسين ) شهيدا! فنحن في عراق العجائب والغرائب الذي صار وضعه بعد الأحتلال الأمريكي كالمثلث المقلوب قاعدته الى الأعلى ورأسه الى الأسفل؟!. وأخيرا نقول لمؤسسة الشهداء لسنا بحاجة لتقييمك لشخص الزعيم وعليك أن تعرفي أن الزعيم عبد الكريم قاسم هو عنوان الشرف والبطولة والدفاع عن تربة هذا الوطن وأنه رمز الحب والوفاء والشرف في قلوب وعيون غالبية العراقيين الذين سيظلون يغنون له ( عبد الكريم كل القلوب تهواك، عبد الكريم رب العباد يرعاك).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat