صفحة الكاتب : حميد آل جويبر

صديقي الذي نسي خطبة المتقين
حميد آل جويبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اظن - وليس بالضرورة كل ظن اثما - انني ساكون اول الراسبين في اختبار النزاهة لو ثنيت لي الوسادة والتمعت امامي الصفراء او البيضاء أو كلاهما معا . وهذا الظن لم يأت من فراغ ابدا . انظر الى اصدقاء الامس القريب ممن كنت اقاسمهم احيانا ماعون القيمة او الهريسة في حي السيدة بريف دمشق في شهر محرم فاراهم موزعين بين مسؤول يدير امبراطورية مال و آخر هو امبراطورية مال تسير على قدمين في المنطقة الخضراء . الفرق الوحيد بيني وبينهم انهم اتيحت لهم فرص الثراء "اتمنى ان يكون مشروعا " ، اما انا فرمتني الاقدار الى ابعد نقطة يمكن ان تشم فيها رائحة الذهب العراقي الاسود كحظ شعبه . ولا استحيي بعد مرور عقد ونصف ، ان اعلن على الملأ جهارا نهارا ان الكثير من هؤلاء المسؤولين او اباطرة المال ، مازالت ارنبة اذني حتى ساعتنا هذا تقشعر لوقع نصائحهم التي كانت تنهال علي ليل نهار بالعودة الى صلاة الليل وصيام يومي الاثنين والخميس ففيها وفيه خير الدنيا والاخرة . ولم يفتهم ان يذكروني بما نسب للامام الصادق عليه السلام : "ليس من شيعتنا من لم يصل صلاة الليل" منطلقين من (ان الذكرى تنفع المؤمنين ) . وكانت اعذاري الواهية تتقاصر اقزاما مجهرية امام محفوظاتهم من التراث الشريف الذي يحث على صلاة الليل لانها تحت الذنوب كما تحت ريح الشتاء ورق الشجر . وكنت في داخلي احسدهم على هداهم والوم نفسي حد الايلام على ضلالها المبين مرددا قول البوصيري "ولم اصل سوى فرضي ولم اصم" . قد انسى اسمي ذات يوم وهذا ممكن جدا لان ذاكرتي تتسطح كحدوة حصان يوما بعد يوم ، لكنني لا انسى مقاطع كاملة من خطبة المتقين التي كان يجلدني بها احد فقراء الامس كلما رآني في مجلس شعر او ادب أتراشق فيه مع "ضالين" مثلي اشعار الغزل او التشبيب . وكان المقصود بذلك "منتدى الاربعاء الثقافي" الذي كنت ارتاده مرة في الاسبوع ، و كان من بين حضاره الشاعر العراقي مهند نجل الأديب العربي الكبير المرحوم السيد مصطفى جمال الدين . كان صاحبنا الناصحُ الامين فقيرُ الامس يحفظ خطبتي المتقين والشقشقية ودعاء كميل والصباح والندبة ومقاطع مطولة من ابي حمزة الثمالي عن ظهر قلب كما يحفظ اسماء ابنائه الذين كانوا ينامون على الطوى احيانا من الخصاصة. فيحمد الله على الابتلاء متأسيا بأثرى الفقراء الامام علي "ع" . وكلما كنت اعرب له عن تضامني معه في مأساته ياتني الرد سريعا وجاهزا : ولداي ليسا افضل من الحسنين . فانچبُ واسكتُ ... واذا حدثته عن الشعر رد علي زاجرا متسائلا باستنكار : الا تريد ان تكون ممن عناهم الامام ( ووقفوا اسماعهم على العلم النافع ... فيقرأ خطبة المتقين حتى اخرها بنفس واحد ) فابتلع ريقي واقول له انه الشعر الذي كان الامام علي "ع" يستمع اليه ويستمتع به بدليل انه كان معجبا بنتاج الملك الضليل . فيأتي الرد : حاشا الامام ، بل هو لغو الحديث ولهوه الذي حذرنا منه القرآن بصريح القول . بصراحة كان صاحبي المتقي "غوغل" زمانه على الاقل بالنسبة لي . لا يتاخر عن ردٍ طرفة عين وجميع استشهاداته كانت من القران الكريم والحديث الشريف ونهج البلاغة ولا يقرب للشعر لانه لغو نهى عنه القرآن الكريم . بعد سقوط نيرون بغداد قبل عشرة اعوام تلقيت من العراق رسالة خطية من صديق قديم كنت اعتقد ان الامام علي "ع" القى خطبة المتقين الشهيرة من وحي زهده وتقواه وورعه ، يعلمني فيها ان ولديه اللذين كان يجرعهما الجوع والفقر بلا ذنب ، يواصلان الان الدراسة العليا على نفقته الخاصة في جامعة اسبانية ، يعني تحت ظلال قصر الحمراء في غرناطة وقريبا جدا من لمسات مسي الساحرة و ترقيصات رونالدو الماكرة . اما كيف ومتى واين أمّنَ متقينا تلك النفقات "الخاصة جدا" فالحديث يطول ويطول . هي الكف مض تركها بعد دائها ... وان قطعت شانت ذراعا ومعصما . رحم الله الرضي . والسلام  على المتقين .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد آل جويبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/24



كتابة تعليق لموضوع : صديقي الذي نسي خطبة المتقين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net