صفحة الكاتب : محمد احمد عزوز

فوضى انتشار السلاح
محمد احمد عزوز

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 طبيعي أن كل ثورة، تعقبها حالة انفلات أمني، وفي بعض الأحيان، انفلات أخلاقي، خاصة إذا كان المواطنون جديدي عهد بالديمقراطية، ولم يتعودوا عليها، لأنهم عاشوا طويلاً في ظل حكم نظام استبدادي، استخدم معهم العصا الأمنية، حتى إنه حوّل حياتهم إلى جحيم، وجعل وطنهم كالسجن الكبير، لكن ليس من الطبيعي أن يستمر هذا الانفلات طويلاً، لكي لا يتعودوا عليه، وينسوا أن هناك قوانين تحكمهم، ولابد من تفعيلها.

منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير، التي أطلقت عليها أميركا وحلفاؤها أنها من «ثورات الربيع العربي»، استبشر المصريون خيراً، وظنوا أن الدنيا ستضحك لهم، وأن المحروسة ستتحول إلى جنة خضراء، وستفتح الورود في جناينها، لكنهم أخطؤوا الهدف، لأنهم لم يفطنوا أن أميركا هي من أشعلت الثورات العربية، وهي التي مولتها، من أجل تنفيذ مخططات بني صهيون، التي صرف عليها بالمليارات، والرامية إلى تقسيم الدول العربية إلى دويلات صغيرة، لكي يسهل السيطرة عليها.
صحيح أن الذي ساعد في إشعال الثورات فساد الأنظمة، لأنها لم تتق الله في مواطنيها، وكانت تعاملهم كقطيعٍ من الأغنام، أو ناقصي أهلية، لذا فإنها لم تمنحهم حقوقهم المشروعة، وكانت تستخف بعقولهم، ولا تأبه لمطالبهم، وفي كثيرٍ من الأحيان كانت تضرب بها عرض الحائط، ظناً منها بأن استخدامها للعصا الأمنية سيحميها من بطشهم.
الأسلحة النارية، التي انتشرت بصورة غير طبيعية بين المواطنين، نذير شؤوم، ويحث على الخوف والهلع، لأنها استخدمت في كثيرٍ من المشاجرات، خاصة في القرى والنجوع، مما يبشر بوقوع حرب أهلية بين المواطنين، بعدما كانوا يخافون من حملها ولا يجرؤون على إشهارها، خوفاً من بطش رجال الأمن، أصبحوا يحملونها عياناً بياناً، وكثيراً ما يتباهون بامتلاكها، ويستخدمونها في الأفراح والعراك مع الجيران لأتفه الأسباب، دون خوف من المساءلة القانونية، لأنهم يعلمون أن رجال الأمن لا يعملون بكامل طاقمهم، ويخشون التلاحم مع المواطنين، ومقسمين إلى فريقين أحدهما لمحاربة الإرهاب المتأسلم على الحدود في سيناء، والآخر لمحاربة الإخوان في الداخل، وابتعدوا عن حفظ الأمن، مما شجع الخارجين على القانون بالتمادي في غيهم.
انتشار السلاح بهذه الصورة الخطيرة بأيدي المواطنين، يحتاج إلى حملة توعية مكثفة من أجهزة الإعلام الحكومية والخاصة، ووقفة جادة وحاسمة من رجال الأمن، وحبذا لو أعلنت وزارة الداخلية أن كل من لديه قطعة سلاح، وقام بتسليمها، يحصل على مكافأة مالية، وذلك لتشجيع المواطنين على تسليم ما لديهم إلى الجهات المعنية، أما مصادرته دون مقابل، كما كان متبعاً، فإنها تشجعهم على إخفائه، لأن رخص ثمنه وسهولة الحصول عليه، أضرا بأمن الوطن واستقراره، وشجعا بعض المواطنين على استخدامه بصورة عشوائية، وقد حدثت عدة إصابات واستشهاد أبرياء نتيجة استخدام الأسلحة غير المرخصة في المناسبات والمعارك غير ذلك الكثير ...
الله أسأل أن يحفظ مصرنا، ويرعى شعبها، ويبارك في جيشها وشرطتها... إنه ولي ذلك والقادر عليه.
 
كاتب مصري

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد احمد عزوز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/15



كتابة تعليق لموضوع : فوضى انتشار السلاح
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net