شيوخ التصنيع العسكري والدعوة السعودية .
علي حسين الدهلكي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي حسين الدهلكي

في عهد النظام السابق المقبور صدام اراد راس النظام ان يقوم بعملية شيطانية لخلط الاوراق على شيوخ العشائر العراقية بعد ان شعر ان الاغلبية منهم يؤيده مجبرا لا مخيرا وهو ما يعني انه سيخسر قاعدة شعبية كبيرة بالإضافة الى انهم سيشكلون مصدر خطر على النظام في المستقبل .
لذلك عمد النظام الى ابتكار طريقة جديدة تم خلالها صناعة شيوخ من اللقطاء والمنحرفين وأصحاب السوابق لضرب عصفورين بحجر وهو ان يوجه اهانة ما بعدها اهانة لمكانة الشيوخ في محيطهم العشائري والخارجي والثانية اتى بشيوخ لا يعملون اي شيء سوى كلمة (نعم ) ، اي انهم بهائم يتم سوقها حسب رغبة القائد المعجزة .
فشاهدنا وقتها كل من هب ودب يعتمر الكوفية والعقال والعباءة ويمشي في الارض مرحا غير مصدقا بما آل اليه حاله بعد ان كان نكرة لا يساوي درهما ليصبح متفاخرا بانه الشيخ الفلاني .
ولكثرة ما كانت افعال وأقوال هؤلاء الشيوخ تثير السخرية والتندر اطلق عليهم( شيوخ التصنيع العسكري) نسبة الى حسين كامل صهر صدام الذي تولى عملية تجنيد هؤلاء الرعاع .
فهؤلاء الشيوخ الفلتة كانوا يروجون ويزمرون لقائدهم بمناسبة او بدونها ويفعلون اي شيء يرضي سيدهم وهم محقين بفعلتهم تلك لأنهم اصبحوا بين ليلة وضحاها اسياد القوم بعد ان كانوا اراذلها ، وهذا هو ما كان يبغيه النظام من خلال اعطائهم هذا الشرف الذي لا يستحقونه وهو اول العالمين بذلك .
واليوم نجد ان شيوخ التصنيع العسكري ما زالوا موجودين ولكن بوجوه اخرى وبتصرفات اقبح من نظرائهم في عهد الطاغية لان شيوخ التصنيع السابقين اكانوا عملاء لصدام فقط وهم اشرف الف مرة من شيوخ التصنيع الحاليين الذين هم عملاء وعبيد لكل من يدفع لهم من فتات موائده من امراء ومشايخ الجرب الخليجي .
وعلينا ان نوجه الشكر لملك السعودية الذي وجه الدعوة لهؤلاء الشيوخ بدل ان نلومه لانه ساعدنا كثيرا بكشف العملاء والخونة ممن اسموا انفسهم شيوخا وهم ابعد من ان ينالوا هذا الشرف الرفيع الذي لا يليق الا بالمعروف اصولهم ومنابعهم .
وعلينا ان لا نعتب على هؤلاء الامعات لأنهم لو كانوا فعلا كما يدعون شيوخا لأبوا ان ينساقوا كالإبل امام دعوات مشبوهة ومعروفة المقاصد والاتجاهات والأهداف ، ولكنهم للأسف اغواهم الشيطان واتبعوا نزواتهم وأصبحوا مطية بيد الحاقدين والطائفيين والقتلة من حكام السعودية .
وعلينا ايضا ان لا نستغرب تسارعهم ولهفتهم لتلبية هذه الدعوة المشبوهة لان شبيه الشيء منجذب اليه ، وعلينا ان لا نصدق من يدعي منهم انه لا يعرف الغرض من الدعوة السعودية له والادعاء بأنها دعوة حج لبيت الله الحرام.
إن شيوخنا الشرفاء الكرام اسمى من ان تنطلي عليهم هكذا دعوات مشبوهة وهم يميزون بذكائهم الخيط الابيض من الاسود ولم ولن يسمحوا للمتاجرين بهم ان يتصرفوا بهذه الوقاحة والعمالة لان التاريخ لا يرحم الخونة والعملاء.
وعلى من اعتقد بان تلبية هذه الدعوة ستمر مرور الكرام فهو اما واهم او مغفل لان شعبنا لا يمكن ان يرحم العملاء والساعين وراء المال الحرام والتبرك عند القتلة حتى لو اتخذوا من الحج غطاء لهم .
ثم عن اي حج يتكلمون انهم يعلمون ان حجيجهم هذا هو عند ملك جائر وحكومة فاسدة قاتلة وهو حج ليس مبرورا وذنوب غير مغفورة لانهم سيكونون شركاء بالقتل والإرهاب .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat