صفحة الكاتب : خالد محمد الجنابي

وَطَنْ تَرْسُمُ خارِطَتَهُ الدُموعْ
خالد محمد الجنابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عاصمة الوطن ئتن وتشتكي سوء الخدمات ، مثلها يئنُ الجنوب ، ومن هناك راح الفرات ألأوسط يعلو ألأنين ، كذلك الغرب والشمال ، حالات وحالات تقشعرٌ لها ألابدان ، وتشمئز منها النفوس ، مدارس الاطفال اغلبها تخلو من زجاج النوافذ ، دورات مياه قذرة في تلك المدارس تأبى حتى الحيوانات ان تدخلها ! الصفوف الدراسية تكتظ باعداد كبيرة من الطلبة بحيث يصل العدد الى 75 طالب في الصف الواحد في بعض المدارس ! كيف يتمكن المعلم أو المدرس من ايصال المعلومة للطالب ؟ وكيف يتمكن الطالب من استيعابها بشكل صحيح إن وصلت ؟ هذا حال المؤسسات التعليمية في بلد يصدٍر يومياً اكثر من مليونين برميل من النفط حسب ماتذكره الوزارة المعنية ، كُتل كونكريتية كبيرة تحيط بجميع المناطق ، أسلاك شائكة هنا وهناك ، جذوع النخيل صارت تستخدم بدلا من العوارض النظامية في اغلب المناطق ، ونحن لانزال نعاني من انفجار السيارات المفخخة والعبوات الناسفة التي تزرع في اماكن متفرقة من البلاد ، كتل كونكريتيكة احالت وجه بغداد ذو الألق المتوهج الى وجه عجائزي كئيب ، هرج ومرج في اعلى مستوياته في شوارع الوطن ، لا وجود لشيء اسمه الرصيف ، الرصيف بات ملكا للباعة المتجولين ، يعبثون به كما يشاؤون ، ويرمون مخلفات مبيعاتهم في كل مكان يرغبون ، دون وازعٍ من ضمير ، أو أدنى خوف من العقاب ، لا وجود لشيء اسمه احترام القانون ، فذا يبني ويترك الانقاض في مكانها وذاك يهدم وايضا يترك ماتم هدمهُ في وسط الشارع بحيث أغلقت الكثير من الطرقات جراء تلك التصرفات غير المسؤولة ، اعداد غفيرة من المتسولين تجوب الشوارع وتفترش الارصفة وتمتلىء بهم التقاطعات الرئيسية وما هُم بمحتاجين ، التسول صار مهنة مريحة لدى ضعاف النفوس في بلد لن يتعامل بحزم معهم ، بحيرات من الماء ألآسن استحدتث حاليا في مناطق عديدة من مدن العراق ، بحيرات تضم كافة انواع الطحالب ولكافة الالوان ، روائح كريهة تنبعث طول الوقت من تلك البحيرات لكن لايوجد من يأبه لتلك الحالة المزرية التي بدأت تنتشر بسرعة وتتخذ مساحات اكبر نتيجة الاهمال وعدم الجدية في متابعة هكذا حالة من قبل الجهات المعنية ، كلاب سائبة تصول وتجول بعد ان أمنت عين الرقيب حيث أن فترات مكافحتها متباعدة جدا ، وحتى حين تتم مكافحتها نبقى نعاني وقتا من الزمن ليس بالقصير لحين ان يتم رفعها من الاماكن التي تمت مكافحتها فيه بعد ان تتفسخ وتصبح جيَف منتشرة في الطرقات تبعث بروائحها النتنة على عباد الله الفقراء ، دور سكنية عديدة تُستأجر كمخازن في المناطق ألآهلة بالسكان ، لا أحد يعلم ماذا يوضع فيها ، سيارات كبيرة تفرغ حمولتها واخرى تنقل الحمولة ، دون أدنى مشقًة تذكر ، إذا كان صاحب الدار لا يأبه لسلامة المواطنين ويؤجر داره كمخزن من اجل الحصول على بدل إيجار كبير فماذا تقول الجهات المعنية بالأمر أزاء هكذا حالة ؟ قد تتسبب ذات يوم بما لايحمد عقباه ، معظم المقاهي الشعبية اصبحت اماكن تمارس فيها لعبة القمار في وضح النهار ، دون أن يكون للرقابة دورا يذكر تجاه من يمارس لعبة القمار التي حرًمها القرآن الكريم وينبذها كل إنسان سوي وقويم ، ومن الجدير بالذكر ان أغلب رواد المقاهي الشعبية هم من الصبية والشباب الذين من المفترض ان يكونوا في مقاعد الدراسة في هكذا سن من العمر ، حالات حين تذكر تجعل العين تذرف الدمع ، والقلب يسارعها في البكاء ، ونحن نعيش في وطن ترسمُ خارطته الدموع .
khalidmaaljanabi@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خالد محمد الجنابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/02/22



كتابة تعليق لموضوع : وَطَنْ تَرْسُمُ خارِطَتَهُ الدُموعْ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net