إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث ح11
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم
( إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث )
ردود سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله) على بعض الشبهات حول كفاية القرآن الكريم وعدم الحاجة إلى الرجوع للسنة المطهرة والعترة الشريفة..
' الحلقة : الحادية عشرة '
______________________
31- مراتب نظام الحجية كما مر من ناموس الميزان للمعرفة الحقة فنلاحظ الامثلة القرآنية على ذلك لتقضي منها تعجبا يقظة وتنبها عن الغفلة في الخلط بين مراتب الحجج وكم وقعت انحراف في الامة الاسلامية ونشأت الفرق المنحرفة بسبب التمسك بحجج دانية وترك الحجج العليا والحال كما مر ان الحجة العليا إنارتها بمدى واسع بينما الحجة المتوسطة والحجة الادنى إنارتها وضيائها اقل دائرة واقل مساحة فما وراء ذلك لا نور هداية لها بخلاف الحجة العليا فإن انارتها تغطي ماتقصر عنه الحجج الاقل مرتبة ومن ثم الحجة العليا مهيمنة على الحجج الدنيا والمتوسطة .
فلو عكس متمسك بالحجة الدنيا او المتوسطة وجعلهما مدارا دون العليا سيوقعه ذلك في الخوض في الظلام من دون إنارة ولا ضياء وهذا ماوقع لدى كثير من انحراف الفرق كمن يستضيئ بمصباح متوسط او صغير لاجل فلات وصحراء ذات مساحة مظلمة شاسعة فانه لامحالة سيظل الطريق ويتردى في هاوية سحيقة ولنشرع في الامثلة القرآنية لذلك :
1- ما مر بنا من قوله تعالى : هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله .
فلاحظ القرآن يصف بعض ما انزل من الكتاب ان اتباعه - من دون المحكمات - زيغ وموجب للفتنة فرغم كونه بعض القرآن وبعض ما انزل من رب العالمين لكن فتنة وزيغ لماذا لانه اذا تمسك به في مقابل المحكم يكون بهذه المثابة ولذلك قال امير الموحدين علي ع في صفين لجملة من جنوده عند رفع المصاحف من جيش معاوية لايقاف الحرب بعد مالاح نصر جيش اميرالمرمنين ع وادعاء جيش معاوية إرادة تحكيم القرآن
قال ع انما فتنتم بها اي بالمصاحف
كما هو حاصل يومنا هذا المنادي بإسلام القرآن مقابل إسلام الحديث فانه يريد المروق من سنة المعصومين ع بذريعة المصحف وهو لا يعمل بالمصحف الآمر بالتمسك بالعترة قرينة معية للقرآن .
2- قوله تعالى : وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وماصلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه مالهم به من علم إلا اتباع الظن وماقتلوه ﻻ يقينا .
فإن القرآن يدين اليهود على التعويل على الحس في مقابل برهان المعجزة مع إن التشبيه في الحس يقرر حصوله بأنه شبه لهم في بصرهم اي ألقي شبه عيسى على احد اصحابه الذي خانه ودل الظالمين عليه جزاءا على فعله والآخرين رأوا في حسهم البصري شبه مثل عيسى في ذلك الصحابي لكن رغم كل ذلك يطلق القرآن ان حسهم المشتبه ظن وليس يقينا في مقابل المعجزات التي رأوها من عيسى وكان قد أخبرهم بأنه باق على الحياة الى يوم ظهور المهدي من آل محمد صلوات الله عليهم وسيكون وزيره .
فالوحي الذي اكبر حجية واعظم قناة للعلم يهيمن على الحس ويكون التعويل على الحس في مقابل الوحي تعويل على الظن مقابل اليقين اي قدرة ادراك الحس ناقصة في قبال قدرة الادراك بالوحي لان الظن إنارته ضعيفه بينما اليقين ضياءه وهاج واشعاعه كبير .وقد اشكل معنى الآية على كثير من مفسري العامة كالفخر الرازي انه كيف يبطل القرآن الاعتماد على الحس وهل يثبت التواتر في الديانات وامور الدين إلا بالحس فإذا زعزع كيانه لم يبق شيء من امرو الديانة يثبت .
وتساؤل الفخر الرازي هذا بسبب مبان العامة من الاعتماد على اجماع الامة بدون لزوم وجود المعصوم ع بينهم بينما مبنى ومسلك الامامية ان لاقيمة في اجماع الامة والصحابة بدون وجود الامام المعصوم ع وذلك لان اجماعهم توافق حسي على فرض تحققه بينما الامام المعصوم ع رابط وحياني مع السماء حبل ممدود وسبب متصل بين الارض والسماء قناة وحيانية عبر العلم اللدني فالمدار على الوحي ولذلك حجية القرآن والمصحف وحياني لا مجرد الحس الذي هو معرض للاشتباه فمصدر اليقين بالقرآن وحجيته ليس الحس لدى مذهب اهل البيت بل وجود علي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم بعد رسول الله ص
فلاحظ الفرق بين ان يكون اليقين بالمصحف هو الحس وبين ان يكون الحافظ للمصحف هو الوحي غير النبوي وهو العلم اللدني لدى اهل البيت ع ومن ثم كان اهل البيت ع قرناء القرآن وعدلاؤه وعينه ووجهين لحقيقة واحدة ولا حافظ للمصحف وللقرآن بقية طبقاته إلا اهل البيت ع ولا قدرة لمفسر ولا للعالم ولا لصحابي ولا شحيط ولا لمعيط ولا زيد ولا بكر لكل اولئك على حفظ القرآن إنا وحي السماء انزلنا القرآن الوحياني الملكوتي المهول عظمة وإنا وحي السماء ايضا له حافظون لا البشر الصحابة ولا المسلمين ولا المفسرين ولا المجتهدون ولا ولا لان القرآن وحي وحياني وانى لهؤلاء تناوش الوحي والاحاطة به .
فكيف تمني انسان غير معصوم نفسه ان يكون معلما لكل القرآن وكل شؤونه وكل طبقاته بديلا عن اهل البيت ع وبديلا عن حديث اهل البيت ع .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.بسم الله الرحمن الرحيم
( إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث )
ردود سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله) على بعض الشبهات حول كفاية القرآن الكريم وعدم الحاجة إلى الرجوع للسنة المطهرة والعترة الشريفة..
' الحلقة : الحادية عشرة '
______________________
31- مراتب نظام الحجية كما مر من ناموس الميزان للمعرفة الحقة فنلاحظ الامثلة القرآنية على ذلك لتقضي منها تعجبا يقظة وتنبها عن الغفلة في الخلط بين مراتب الحجج وكم وقعت انحراف في الامة الاسلامية ونشأت الفرق المنحرفة بسبب التمسك بحجج دانية وترك الحجج العليا والحال كما مر ان الحجة العليا إنارتها بمدى واسع بينما الحجة المتوسطة والحجة الادنى إنارتها وضيائها اقل دائرة واقل مساحة فما وراء ذلك لا نور هداية لها بخلاف الحجة العليا فإن انارتها تغطي ماتقصر عنه الحجج الاقل مرتبة ومن ثم الحجة العليا مهيمنة على الحجج الدنيا والمتوسطة .
فلو عكس متمسك بالحجة الدنيا او المتوسطة وجعلهما مدارا دون العليا سيوقعه ذلك في الخوض في الظلام من دون إنارة ولا ضياء وهذا ماوقع لدى كثير من انحراف الفرق كمن يستضيئ بمصباح متوسط او صغير لاجل فلات وصحراء ذات مساحة مظلمة شاسعة فانه لامحالة سيظل الطريق ويتردى في هاوية سحيقة ولنشرع في الامثلة القرآنية لذلك :
1- ما مر بنا من قوله تعالى : هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله .
فلاحظ القرآن يصف بعض ما انزل من الكتاب ان اتباعه - من دون المحكمات - زيغ وموجب للفتنة فرغم كونه بعض القرآن وبعض ما انزل من رب العالمين لكن فتنة وزيغ لماذا لانه اذا تمسك به في مقابل المحكم يكون بهذه المثابة ولذلك قال امير الموحدين علي ع في صفين لجملة من جنوده عند رفع المصاحف من جيش معاوية لايقاف الحرب بعد مالاح نصر جيش اميرالمرمنين ع وادعاء جيش معاوية إرادة تحكيم القرآن
قال ع انما فتنتم بها اي بالمصاحف
كما هو حاصل يومنا هذا المنادي بإسلام القرآن مقابل إسلام الحديث فانه يريد المروق من سنة المعصومين ع بذريعة المصحف وهو لا يعمل بالمصحف الآمر بالتمسك بالعترة قرينة معية للقرآن .
2- قوله تعالى : وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وماصلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه مالهم به من علم إلا اتباع الظن وماقتلوه ﻻ يقينا .
فإن القرآن يدين اليهود على التعويل على الحس في مقابل برهان المعجزة مع إن التشبيه في الحس يقرر حصوله بأنه شبه لهم في بصرهم اي ألقي شبه عيسى على احد اصحابه الذي خانه ودل الظالمين عليه جزاءا على فعله والآخرين رأوا في حسهم البصري شبه مثل عيسى في ذلك الصحابي لكن رغم كل ذلك يطلق القرآن ان حسهم المشتبه ظن وليس يقينا في مقابل المعجزات التي رأوها من عيسى وكان قد أخبرهم بأنه باق على الحياة الى يوم ظهور المهدي من آل محمد صلوات الله عليهم وسيكون وزيره .
فالوحي الذي اكبر حجية واعظم قناة للعلم يهيمن على الحس ويكون التعويل على الحس في مقابل الوحي تعويل على الظن مقابل اليقين اي قدرة ادراك الحس ناقصة في قبال قدرة الادراك بالوحي لان الظن إنارته ضعيفه بينما اليقين ضياءه وهاج واشعاعه كبير .وقد اشكل معنى الآية على كثير من مفسري العامة كالفخر الرازي انه كيف يبطل القرآن الاعتماد على الحس وهل يثبت التواتر في الديانات وامور الدين إلا بالحس فإذا زعزع كيانه لم يبق شيء من امرو الديانة يثبت .
وتساؤل الفخر الرازي هذا بسبب مبان العامة من الاعتماد على اجماع الامة بدون لزوم وجود المعصوم ع بينهم بينما مبنى ومسلك الامامية ان لاقيمة في اجماع الامة والصحابة بدون وجود الامام المعصوم ع وذلك لان اجماعهم توافق حسي على فرض تحققه بينما الامام المعصوم ع رابط وحياني مع السماء حبل ممدود وسبب متصل بين الارض والسماء قناة وحيانية عبر العلم اللدني فالمدار على الوحي ولذلك حجية القرآن والمصحف وحياني لا مجرد الحس الذي هو معرض للاشتباه فمصدر اليقين بالقرآن وحجيته ليس الحس لدى مذهب اهل البيت بل وجود علي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم بعد رسول الله ص
فلاحظ الفرق بين ان يكون اليقين بالمصحف هو الحس وبين ان يكون الحافظ للمصحف هو الوحي غير النبوي وهو العلم اللدني لدى اهل البيت ع ومن ثم كان اهل البيت ع قرناء القرآن وعدلاؤه وعينه ووجهين لحقيقة واحدة ولا حافظ للمصحف وللقرآن بقية طبقاته إلا اهل البيت ع ولا قدرة لمفسر ولا للعالم ولا لصحابي ولا شحيط ولا لمعيط ولا زيد ولا بكر لكل اولئك على حفظ القرآن إنا وحي السماء انزلنا القرآن الوحياني الملكوتي المهول عظمة وإنا وحي السماء ايضا له حافظون لا البشر الصحابة ولا المسلمين ولا المفسرين ولا المجتهدون ولا ولا لان القرآن وحي وحياني وانى لهؤلاء تناوش الوحي والاحاطة به .
فكيف تمني انسان غير معصوم نفسه ان يكون معلما لكل القرآن وكل شؤونه وكل طبقاته بديلا عن اهل البيت ع وبديلا عن حديث اهل البيت ع .
الموضوع السابققناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat
.jpg)
