هاهو الفصل الذي قبل الأخيرِ
من فصول الموت في هذا الجهاد المسرحيّ...
سوريا قد باعها الأعرابُ
في هذا المزاد العلنيّ...
واشترت منهُـمُ أمريكا
تضاريس دمشقٍ
والوجوهَ السمر والبيضَ
وأحلام الصبايا
والجمالَ الأنثويّ...
وبقايا المجد والتاريخِ
والجرحَ القديم العربيّ...
هكذا الأعراب باعوا شامَهُـمْ
فـقـدوا الحسّ
أضاعوا شرف الأصلِ
وخانوا سُـوَرَ القرآنِ
والعهد الوثيق النبويّ...
هاهُمُ الآن يقومون بتزيين الشبابيكِ
يعيدون طلاءَ البيتِ
لاستقبال شاري البيتِ
يَـعـنـَــون بترتيب الغرفْ
والأثاث المنزليّ...
وسيرمون بشعب الشام في البحرِ
لتأتي زمَـر الإجرامِ
من واشنطن الحمراء ونيويوركَ
كي تسكن في حمصٍ أو الرقة
أو وسط دمشقٍ
ويقيمون بها حفل شواءٍ
وسباقات خيولٍ
مهرجاناتِ تعـرٍّ
في الهواء الطلق والجو النقيّ...
يا لهذا العصر من عصرٍ
ردئٍ فوضويّ...
سوريا واقفةٌ بين سكاكين العروبه
ترفض البيعَ
بإصرار عميقٍ
وثبات عـفـويّ...
ترفض الخذلانَ
والتسليمَ
والصمتَ
إزاء الإغتصاب الهمجيّ...
سوريا لابسةٌ أخضرها الزاهي
وأشجاراً وأنهاراً
وعطراً وحـُـليّ...
سوريا واقفةٌ
فوق خط النارِ
في هذا القتال الملحميّ...
سوريا حاملةٌ
سيفها والدرع والرمح الأبيّ...
تتلقى طعنات العـُـربِ
والنزف شديدٌ
سال منها وهْـوَ أيضا سال منهمْ
دون أن يستشعروا
ما الذي يحدث فيهمْ
من ضياع أبديّ...
آه يا أغبى شعوب الأرض يا شعب العروبه
سوريا لو سقطت ويلٌ لكمْ
أيها العـُميانُ
هذي لعبة مكشوفة جداً
كما جسمُ البغيّ...
كيف لم تكتشفوا الشيطانَ
في هذا النزاع المـرِّ
في هذا الحراك الأمَـمـِي...
ومتى كانت بلاد الغربِ
تهتم لمظلوم هنا في الشرقِ
أو شعب سبي...
ومتى كانت بلاد الغربِ
تهتم لأحوال فقير في بلاد الشرقِ
أو شيخ كبير أو صبي...
هرمجدون أرادوها علينا
والذي لا يسمع الآن طبول الحربِ
معتوه أصمٌ
والذي لا يفهم الأمر بليدٌ وغبيّ...
بغداد – 29 آب 2013
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat