صفحة الكاتب : خالد محمد الجنابي

وكل عام حين يعشب الثرى نجوع
خالد محمد الجنابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جوعٌ ، جوعٌ ، جوع 
مامرً عامٌ والعراق ليس فيه جوع
وكل عام حين يعشب الثرى نجوع !
تلك الأبيات من القصيدة الرائعة انشودة المطر للراحل الكبير بدر شاكر السياب ، تلك الابيات أراها الان أصبحت واقع حال ووضع نعيشه في عراق اليوم ، عراق اليوم الذي من المفترض أن يكون غير ذلك ، المتابع لنشرات الاخبار العراقية لابد له وان يستمع الى تلك الارقام الكبيرة التي تخص صادرات العراق النفطية ، أرقام كبيرة ، وخطط من شأنها زيادة صادرات العراق النفطية ، استثمارات كبيرة جدا ، معظم الحقول النفطية تعمل بجاهزية كبيرة ، مبالغ كبيرة جدا تدخل الخزينة العراقية بالعملة الصعبة نتيجة ارتفاع سقف الصادرات النفطية ، حقول الغاز ايضا خضعت للأستثمار ، ارتفاع ملحوظ في اسعار النفط الخام ، كل ذلك يقابله ، ارتفاع غير مسبوق بنسبة البطالة ، تزايد كبير في اعداد العاطلين عن العمل ، هناك حكمة كان يرددها اجدادنا اجدها تنطبق علينا اليوم تمام الانطباق ، تلك الحكمة هي ( البعير يحمل ذهب وياكل عاكول ) ، نعم العراقي صاحب الارض المعطاء التي تدر الخيرات للجميع ويستظل بظلها الغرباء ، العراقي نصيبه من تلك الارض ، الجوع ، الحرمان ، الفاقة ، العوز الشديد ، كل فترة يزداد فيها سقف صادرات النفط فأننا نجوع اكثر ، بسبب تفشي البطالة بشكل اكثر ، علاوة على ظاهرة ألأمية التي بدأت تنتشر بشكل ملحوظ بسبب الاتجاه الى التعليم الاهلي ، دولة بحجم العراق تمتلك من الخيرات مالايحصى لكنها تلجأ الى التعليم الاهلي ، من يستطيع ان يخبرني بالوبال الذي سيحل علينا ؟ بعد ان يتفشى مرض الامية ويغزو البيوت بيتا بيتا ، من يتمكن من احتساب اعداد الخارجين عن القانون ؟ في حال تفشي الأمية ، لماذا كتب الشقاء على العراقي في كل زمان ومكان ؟ بماذا يختلف العراقي عن ابناء الخليج ؟ بماذا تختلف العراقية الفاضلة عن نساء الخليج ؟ بماذا يقل اطفال العراق عن اطفال الخليج ؟ ماذا يدعى عوز شعب مغلوب على امره ؟ ماذا يدعى ان يجوب رب الأسرة الشوارع طوال النهار بحثا عن عمل ؟ ماذا يدعى ان تحتار المرأة العراقية حين تدخل المطبخ بغية اعداد الطعام لأولادها الصغار ؟ لكنها لاتجد شيئا تطبخه !!! هل تطبخ الحجار ؟ مغمسا بدموعها الغزار ؟ ماذا يدعى بكاء طفل كوردة الصباح من اجل لعبة تافهة لايتمكن والده ان يشتريها له لعدم توفر النقود ؟ هل يشعر اصحاب القرار بمرارة ذلك ؟ أم انه حلو المذاق كالشهد المصفى حين يلامس مسامعهم ؟ ماذا يدور في بال القائمين على النفط النقمة ؟ ماذا تدعى النسب الكبيرة للعاطلين عن العمل ؟ ماذا يدعى ان يعيش عدد كبير من العراقيين تحت خط الفقر ؟ ماذا يدعى تسويف البطاقة التموينية شيئا فشيئا من اجل الغائها بالكامل ؟ وان هي الان بحكم الملغية ، البطاقة التموينية كانت تشكل ملاذا آمنا لعدد كبير من العوائل العراقية ؟ ماذا يدعى ان يستدين المرء لغرض العلاج وهو يعيش في بلد فيه من خيرات الله مالايصدق ؟ بماذا نعلل ذلك ؟ بماذا نقنع انفسنا ؟ مامصير هؤلاء الذين لاحول ولاقوة لهم الا بالله العلي العظيم ؟ مامصير اولئك الذين ارغمتهم الظروف على العيش كالمتسكعين خارج العراق في بلدان كان يتمنى ابناؤها ان يكونوا خدما للعراقيين ؟ مامصير اعداد كبيرة من العراقيين خارج العراق وهم يعيشون عيشة أقل مايقال عنها انها بائسة ؟ لسببين ، الاول ، بعدهم عن وطنهم ومايعانوه في بلاد الغربة اللعينة أيا كانت ، الثاني ، عدم حصولهم على اعمال تستد قوتهم اليومي ليس اكثر ، سواءا من هاجر منهم بارادته او من غادر نتيجة التهديدات وغير ذلك ، أسئلة كثيرة تؤرقني ، وانه من غير المنصف ان يكون حال العراقي بهذا الشكل بحيث ان كل زيادة في سقف الصادرات النفطية يقابلها ارتفاع في معدلات البطالة ، أسئلة كثيرة يكتوي بها القلب ، ويندى لها جبين التاريخ ، واخيرا أقول : من يستطيع ان يجيب على تلك الأسئلة فانا ارشحه لنيل جائزة نوبل للجوع والسغبة !!! .
khalidmaaljanabi@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خالد محمد الجنابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/02/21



كتابة تعليق لموضوع : وكل عام حين يعشب الثرى نجوع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net