صفحة الكاتب : مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)

إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث ح9
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم
 
" حب عليٌ حسنة لا تضر معها سيئة "
 
ردود سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله) على بعض الشبهات حول كفاية القرآن الكريم وعدم الحاجة إلى الرجوع للسنة المطهرة والعترة الشريفة.. 
 
' الحلقة : التاسعة '
 
______________________
 
27- قيل ان قوله تعالى: ﴿من يعمل سوءا يجز به﴾ يعارض الحديث (حب علي حسنة لا يضر معها سيئة)، والقايل لم يبصر عشرات اﻵيات اﻵخرى.. 
 
الأولى: قوله تعالى: ﴿وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى﴾ فلو لم نقف على مخصص من اﻵيات القرآنية للعموم القراني نظير: ﴿من يعمل سوءا يجز به﴾ إلا الحديث النبوي فما المانع من تخصيص العموم الوحياني القرآني أو تفسيره بالوحي النبوي أو العلوي بمقتضى آية التطهير و آية الواقعة: ﴿لايمسه الا المطهرون﴾ وآية العنكبوت: ﴿بل هو -أي القرآن كله- آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم﴾ فليس فيه عندهم متشابه، بخلاف عند غيرهم كما هو الحال في العموم، فإن دلالته متشابه نسبي بالإضافة وبالقياس إلى الخاص، وغيرها من اﻵيات الدالة على وحيانية العلم اللدني عند آل محمد (عليهم السلام) فأي مرخص لطرح هذه اﻵيات كلها للزم اتباع النبي(صلى الله عليه وآله) واتباع آله(عليهم السلام) لعموم آية أخرى.
أنؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض؟! أم نجعل القرآن عضين؟! أم القرآن منظومة واحدة يشهد بعضه لبعض.. فمع حجية تخصيص وتفسير الكتاب بالسنة فأي مسوغ لإنكار ذلك والكفر به؟! أولم يأمرنا وينادينا القرآن بأن من آياته متشابهات لايعلم تأويلها إلا الله والراسخون في العلم؟! فلماذا نعصي القرآن باسم التمسك بالقرآن! أوليس العموم القرآني دلالته وسريانه إلى كل أفراده ليس بالنص والصراحة كما حرر في علم البلاغة وعلم الأصول؟! فأين الأصول العلمية في البحث ولا غرابة إذا تاه المرء عن اتباع المطهرين فسيتبع الهوى والجهالة.
 
الثانية : إن حجية ذات النبي (صلى الله عليه وآله) أصل لحجية القرآن كما ينص القرآن على ذلك في مواطن عديدة من السور، نشير إلى نبذة منها وعلى ضوء ذلك فكيف لا يخصص ولايفسر الحديث النبوي اﻵي القراني؟! أما كون حجيته (صلى الله عليه وآله) أصلاً لحجية القرآن فلاحظ قوله تعالى في جملة من مطلع السور حيث يقدم الباري تعالى اسمَه على اسم القرآن نظير ﴿يس والقرآن الحكيم﴾ وفي جل السور التي تبدأ بالحروف المقطعة ثم تعطف اسم الكتاب أو القرآن عليه في اﻵية الثانية، ولا يخفى ان الترتيب الذكري ليس عبطاً ولا صدفة في كلام خالق الكلام، بل إشارة إلى المراتب في المقامات، ونظير ذلك ﴿طه . ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى﴾ وفي سورة يس يبتدأ الباري باسم النبي (صلى الله عليه وآله) يس ثم يعطف عليه القسم بالقرآن، فإن ذلك في كل هذه السور تبيان من القرآن لرفعة مكانة ذات النبي (صلى الله عليه وآله) على مقام القرآن.
وكذلك قوله تعالى احتجاجاً لحجية القرآن على الكافرين بمكانة ومقام النبي (صلى الله عليه وآله) وصفاته المكرمة: ﴿أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون . أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون﴾، ومن ثم نرى في حديث الثقلين المتواتر بين الفريقين قوله (صلى الله عليه وآله):"إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ... ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض"، فبين (صلى الله عليه وآله) ان الثقلين انطلقا منه (صلى الله عليه وآله) عن الله تعالى، وإليه (صلى الله عليه وآله) يردا، مما يدلل على هيمنته (صلى الله عليه وآله) على الكتاب وعلى العترة، وأنه (صلى الله عليه وآله) الخاتم الفاتح.
 
الثالثة : الطائفة الواعدة بتكفير الذنوب الصغائر أو مطلقاً مع توفر شرائط معينة:
1- كقوله تعالى: ﴿ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة﴾ فوعد تعالى بعدم الجزاء على اللمم الصغائر مع اجتناب الكبائر والفواحش. 
 
2- قوله تعالى: ﴿إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما﴾، فوعد تعالى بتكفير السيئة وعدم الجزاء بها في هذا الحال، وأي تناقض بين الإطلاق والتخصيص؟! فالقائل أبجديات علم الأصول لا يتذكرها بسبب الهيجان العاطفي.
 
3- قوله تعالى: ﴿والذين ءامنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون﴾، فهنا لم يقيد التكفير بالصغائر بل شامل للكبائر مع الإيمان وتعقب العمل الصالح، وقد قرر بأدلة قرآنية وروائية متواترة وعقلية ركنية حب علي (عليه السلام) وولايته في الإيمان، فتطابق هذا الحديث المروي عند الفريقين مع نص الآية والقائل حمله التعصب بعيداً عن التوازن في البحث والمنطق ونستجير بالله من سوء الخطل.
 
الرابعة : مادل من اﻵيات على تبديل السيئات حسنات وذلك انه يوفقه الله تعالى للتوبة بسبب الإيمان، فالايمان لا يضر معه شيء لأنه يوفق بسبب الولاية للتوبة، فمن ثم حب علي (عليه السلام) وولايته حسنة لا يضر معها شيء. 
كما في قوله تعالى: ﴿إلا من تاب وءامن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما﴾، 
وكقوله تعالى: ﴿وإني لغفار لمن تاب وءامن وعمل صالحا ثم اهتدى﴾، فبين تعالى ان الايمان والهداية تعقب الانسان والشخص توبة واقداما على العمل الصالح.
فالمؤمن ليس لا تضره السيئة فقط بنص الآيات بل تبدل سيئاته إلى حسنات، وذلك لأن الإيمان بالولاية وحب علي (عليه السلام) يقوده ويدفع به إلى التوبة وإلى العمل الصالح في عاقبة الأمور.
 
الخامسة : ما دل من اﻵيات على العكس في الطرف المقابل، أي إن كراهة آل البيت تحبط الأعمال، كقوله تعالى: ﴿ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم﴾ ومن أعظم ما أنزل الله على نبيه مودة قربى النبي (صلى الله عليه وآله): ﴿قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى﴾، فبغض علي (عليه السلام) سيئة لا ينفع معها شيئ. 
فهذا القرآن الذي يعظم من أصول الدين وإن العمل في الفروع إنما يأخذ قيمةً ونفعاً تبعاً للأصول، لا أن الأصول تبعٌ للفروع، وإلا لما كان الأصل أصلاً ولا الفرع فرعاً، بل العكس ذلك لمن كان سوي البصر والبصيرة.
 
والحمد لله رب العالمين..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/22



كتابة تعليق لموضوع : إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث ح9
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net