بسم الله الرحمن الرحيم
ردود سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله) على بعض الشبهات حول كفاية القرآن الكريم وعدم الحاجة إلى الرجوع للسنة المطهرة والعترة الشريفة..
______________________
22- الملاحظ في توصيف القرآن الكريم لنفسه بأوصاف لا محدودة ككتاب لا متناهي، مثل قوله: ﴿ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ﴾ . وكذا آية : ﴿ ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ﴾، ومثل أوصاف الكتاب المبين انه مستطر فيه كل غائبة في السماء والأرض : ما من غائبة في السماء والارض الا في كتاب مبين
ومثل قوله تعالى: ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ ، وقوله تعالى : ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾، أي كل القضاء والقدر في أم الكتاب، بل لوح المحو والإثبات الأوسع من القضاء والقدر في أم الكتاب.. وغيرها من الأوصاف الهائلة العظايم للقرآن والكتاب، فهل يتمكن مفسر بكتابة تفسير أن يحيط بقطرة من هذا البحر الطمطام المحيط بكل الغيب؟! ومن ثم لا يتمكن من ذلك إلا من لديه -انترنيت- إلهي وهم المطهرون الذين شهد لهم القرآن بانهم يمسونه أهل البيت (عليهم السلام). فأي له مسكة وذرة عقل يدعي التفرد بالمصحف لينال طبقات الغيبية في الكتاب؟!
23- ومن ثم أوضح القرآن نسب النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام) النسب الروحي لهم وهي سورة القدر، أي ارتباطهم بالسماء وما عند الله تعالى بتوسط نزول الروح الأمري الذي يتنزل ليلة القدر، بل كل جمعة بل كل يوم بل كل لحظة عليهم بحسب اختلاف مراتب التنزل، قال تعالى في النحل: ﴿ يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ﴾، وهو هوية القرآن التي ذكرت في سورة الشورى: ﴿ وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ﴾، وههنا اللفظ أيضاً (من نشاء من عبادنا) وليس من الأنبياء بل عباد بعد سيد الأنبياء يورثهم الروح الامري الذي هو حقيقة القرآن المهولة الغيبية، وفيه كل شيء وخط وسبب متصل من الأرض إلى السماء إلى عند الله مقام العندية والقرب لله تعالى، وهم بعد سيد الأنبياء، أي الذين صرح القرآن الذين شهد بأنهم يمسون القرآن الكريم في الكتاب المكنون، الذين شهد بطهارتهم بإرادة إلهية، وهو مفاد سورة فاطر : ﴿ وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ . ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ﴾، فهناك عباد مصطفون بعد سيد الأنبياء مطهرون أهل البيت (عليهم السلام) أورثهم الكتاب الذي هو روح من أمرنا أمري من عالم الأمر عالم الإبداع كن فيكون هذا الروح يستطر فيه كل غيب من العرش إلى الفرش غرز في نفس وذات النبي (عليهم السلام) ثم غرز في روح وذات أهل البيت (عليهم السلام)، فأي مفسر بشر ينازعهم تفسير وتبيان وتأويل الكتاب؟! هيهات هيهات تمنيهم أنفسهم محالا خبالاً.
والحمد لله رب العالمين،،
يتبع إن شاء الله..