خيانة المعارضة في اليمن لن تحبط الإرادة الشعبية في التغيير بقلم صالح العجمي
صالح العجمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم يتوقع الشارع اليمني أن ترتكب رموز المعارضة الخطيئة الكبرى في التوقيت المهم للتحرك الشعبي تزامنا مع الثورات العربية في تونس والجزائر وعدولها للحوار الكفيف الذي تعثر أكثر من ثلاث سنوات لكونه يفتقد المصداقية والشفافية و الوضوح في الإصلاحات السياسية ومعرفتهم التامة عن النتيجة التي تفضي إليها المحادثات المرجوة التي تكفل البقاء الدائم لتلك الرموز وتمنحهم شرعية مطلقة في السلطة والتسلط على الشعب.
وكانت بهذه الخطوة ارتكبت حماقة العميل المدلل والخانع الذي لا يثق في نفسه وفي ما يتبناه من مسؤولية تجاه مواقفه ووطنه وأمته لم نتوقع الجماهير أن تجتمع كل هذه الأطراف على ظلاله وتغادر ساحات الاحتجاج السلمي على نهج الأمة العربية في تونس ومصر الشقيقتين وبسرعة غير معتادة في وقت كانت تماطل عن الحوار فترة تجاوزت عدة سنوات. وبهذه الخطوة المنكوبة كشفت القيادات في المعارضة أنهم الوجه الثاني للظلم والاستعباد وأنهم لن يكونوا في المستوى الذي يتوقعه الجماهير منهم عندما يحمي الوطيس والمثل يقول اضرب الحديد حامي وهذا شأن الوقت للقيام بالثورة السلمية للتغيير في اليمن والتفاعل مع الجماهير .
والحوار المتوقع من المعارضة أن يكون مع القيادات في الجيش لدفع مخاطر المواجهات بناء على موقف الجيش المصري العظيم الذي وقف مع الشعب المصري واثبت وطنيته ولم يدافع عن الشخصيات ولم يقدس أفراد وزعامات وكان الأولى بهم فتح قنوات اتصال بين الجيش اليمني والشعب حتى لا يقع في خطاء جسيم في مواجهة الشعب والأجواء الايجابية التي تعيشها الأمة في تساقط الأصنام كفيلة بسقوط كل الأصنام بعد سقوط فرعون مصر الثاني .
ولكن المعارضة في اليمن أخفقت و خرجت عن نطاق المعارضة في الشارع العربي وتوجهت نحو حفنة من المال تم تدبيرها في ليلة وضحاها وباعت كل الجهود التي قدمها الشباب من أجل التغيير ويمن جديد وتبنوا طاولة حوار وهمية يلتف حولها المشايخ والعساكر الذين نهبوا خيرات البلد ونصبت المعارضة من نفسها حاجز لتمييع الاحتجاجات تشتيت الجهود في كل ربوع الوطن.
ولكن الاستطلاعات في الميدان تقول غير ذلك فالشعب لن يغفر لهم الخطايا ولن يكون في صفهم ولن تكون حواراتهم العقيمة حاجز بين الشعب والمطالبة بالتغيير سلميا والنخب المثقفة سوف تخطوا خطى الأحرار في مصر وتونس و تقزم المؤامرات والدسائس التي يخطط لها الفجار لإفشال مشروع الإصلاح في اليمن و الجميع يعلم أن السلطات القمعية لن تقدر على قتل الشعب ولن ترتكب حماقات كما ارتكبت في الماضي فنحن في أجواء تحت المجهر والعالم يراقب ما يجري في الساحة العربية عامة والساحة اليمنية خاصة كونها الساحة المتوقعة للإطاحة بالنظام بعد مصر العربية.
. وكما هددت أمريكا مصر بوقف المساعدات التي تقدمها لهم نظرا لتعامل السلطات هناك مع المتظاهرين بعنف ومصادرة حقوق الإنسان أكثر من ذلك سوف يكون مع اليمن ولن يكون تهديد بل إيقاف المساعدات فورا والتدخل المباشر في إسقاط النظام الذي لعب على كل الأطراف الداخلية والخارجية لفترات طويلة وفشل في تحقيق طموحات الشعب. ولهذا فإن المواقف الهزيلة التي تتبناها المعارضة والمتخبطة والغير منظمة لن تحبط الشارع اليمني فلديه من الوعي ما يكفي للتغير وأصبح واعيا ويدرك أهمية الإصلاح السياسي من جذوره ومحاسبة الرموز التي نهبت أموال الوطن كما حدث مع ابن على وحسني مبارك وإرجاع الأموال لخزينة الدولة وعزل كل المسئولين الذين طال عهدهم في التنقل بين الوزارات وتبادل المسؤوليات المزيفة التي لم تثمر ولم تنفذ على ارض الواقع وما يجني الشعب من جهودهم الا تدهور الأوضاع في البلد على كافة الأصعدة و انقسامات حادة بين أبناء الجلدة الواحدة في هذا البلد والشعب يتحدث عن التغيير في كل مكان وأصبح واعيا لماهية التغيير فلن يشهر السلاح ولن ينقاد للعنف ومن ينذر بذلك فله مصلحه وهو من يعد عدته للعدوان على من ينادي بالإصلاح وأوراقه مكشوفة ومفضوحة محليا ودوليا .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
صالح العجمي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat