صفحة الكاتب : حمدالله الركابي

الحرب المعلنة على التيار الصدري
حمدالله الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 
في ظل المتغيرات السياسية الكثيرة والمتسارعة التي تعصف بالواقع العراقي، وبعد النجاح الكبير الذي حققهُ التيار الصدري في الميدان السياسي من خلال نتائج الانتخابات التي جعلتهُ الرقم المهم في المعادلة السياسية بدأت تظهر بعض الاصوات التي تحاول خلط الاوراق واثارة الشُبهات حول تحالفات التيار الصدري ومواقفه بشأن طبيعة التركيبة السياسية لمجالس المحافظات، هذه الحملة يقودها الطرف الخاسر في هذه المرحلة والذي كان مهيمناً على مصادر القرار في أغلب مجالس المحافظات لكنهُ فشل فشلاً ذريعاً في اقناع الجماهير وبذلك خسر كل اوراقه الانتخابية وبدأ العد التنازلي لأنهيار تأثيره السياسي بعد بروز كتلتي الاحرار والمواطن وتحالفهما الذي قلب الطاولة على المنافسين السياسيين. مواقف العداء والتسقيط السياسي للتيار الصدري تكشف لنا بعض الحقائق، منها النفاق السياسي والشعارات الوطنية الفارغة التي يرفعها من يتهجم على مواقف التيار الصدري الوطنية، فقد اتهمت هذه الاطراف التيار الصدري بأنه سلم بغداد الى الطرف الآخر بعد حصول كتلة متحدون التي يرئسها السيد اسامة النجيفي على رئاسة مجلس محافظة بغداد، وهم انفسهم بالامس كانوا يطبلون لمهرجان القُبل الذي تصالح فيه السيد رئيس الوزراء والسيد النجيفي رئيس البرلمان، ولا أعلم هل اشراك الاخوة من الطيف الآخر في حكم العراق يعتبر خللاً في السلوك الوطني للتيار الصدري؟؟ اذن لماذا تُرفع شعارات الوحدة والشراكة الوطنية هل من اجل الاعلام ام هو النفاق السياسي الذي اصبح لصيق بأغلب سلوكيات وممارسات المنافسين السياسية. التيار الصدري واضح في مواقفه، ولايهادن على حساب الحق ولا يرفع الشعارات للتسويق الاعلامي بل هو تيار وطني واجبه الشرعي والاخلاقي والوطني يحتم عليه الانفتاح على جميع الشركاء في الوطن من اجل عبور هذه الفترة المهمة والحرجة من تاريخ العراق والتي تحتاج الى سلوك وطني حقيقي بعيد كل البعد عن المناورة واللعب على حبال الطائفية وتسويق الشعارات التحريضية، ثم اذا كان منصب رئيس مجلس المحافظة بهذه الاهمية لماذا هذه الضجة في محافظة ديالى رغم حصول التيار الصدري على رئاسة المجلس فيها ولماذا تعتبرون ماحدث في حكومتها المحلية ضياع لحقوق الشيعة ؟؟ أليس رئاسة المجلس للشيعة ؟؟ لماذا لانحاول ان نجرب المشروع الوطني في محافظة ديالى التي عانت كثيراً من الارهاب، ولا اعلم متى نصل لمرحلة البناء الوطني الحقيقي لكل مفاصل الدولة العراقية، متى نشترك جميعاً في تعزيز روح المواطنة ومغادرة خانة التخوين والتسقيط والتهجم على الشركاء. يبدو ان الحملة التسقيطية ضد التيار الصدري ستبقى مستمرة مادام التيار مستمر في بناء مشروعه الوطني الوحدوي الذي ينطلق من دائرة الخطاب إلى ساحة الفعل الحقيقي في جميع الممارسات التي تقع ضمن النطاق الديني والاجتماعي والسياسي من اجل تفويت الفرصة ولجم كل الألسن التي تحاول النيل من شرعية النظام السياسي الجديد بأعذار تندرج ضمن المشروع الطائفي الذي يسعى لتمزيق وحدة هذا البلد. المتخوفون على مستقبل الشيعة عليهم ان يدركوا جيداً إن تحركات التيار الصدري هي رؤية مستقبلية لحفظ حقوق جميع المكونات بما فيها المكون الشيعي الذي لايمكن لأحد أن يهادن او يساوم على حقوقه ولكن هناك اختلاف كبير بين رؤيتهم لطريقة حفظ هذه الحقوق ورؤية التيار الصدري لها لذلك لابد من التأني في اطلاق الأحكام عليه وليس من الحكمة ان يتهم حراكه الوطني بأنه سيضيع حقوق الشيعة فهو التيار الوطني الذي ولد من رحم التشيع وهو الضامن الحقيقي لحقوق الشيعة وحقوق الآخرين بنفس الوقت.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حمدالله الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/26



كتابة تعليق لموضوع : الحرب المعلنة على التيار الصدري
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : زمن سعيد الباوي ، في 2013/11/24 .

تقول : ولد من رحم التشيع وهو الضامن الحقيقي لحقوق الشيعة وحقوق الآخرين بنفس الوقت.
اذا كان كذلك عليه ان يرجع اسم مدينة الصدر الى اسمها الحقيقي مدينة الثوره لا هو ولا ابوه وضعوا احجارة فيها اليس هذا عيب عليه وعلى عائلته




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net