لاهوت عيسى ع تم إقراره بالقرعة (الشورى أو التصويت ) في مجمع نيقيه 325 م.
عادل عبدالله السعيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كانت حادثة الصلب – بغض النظر عن من هو المصلوب - على يد الحاكم بيلاطس في عهد تيبريوس قيصر (طِيباريوس قيصر) ثاني الأباطرة الرومان بعد أغسطس، ولم تنته الآلام بموت تيبريوس قيصر عام 37م، بل جاء بعده الطاغية كاليغولا الذي قٌتل في عام 41 م ليخلفه رابع الأباطرة الرومان طيبربوس كلوديوس من سنة41- الى54م ليحكم بعده نيرون الذي أحرق روما عام64م، ثم الصق تهمة الحريق بالمسيحيين وتوالت آلام المسيحيين فصلب القديس بطرس (شمعون الصفا وصي عيسى ع) عام 68م وهو أحد التلاميذ الذين حل عليهم الروح القدس في اليوم الخمسين بعد حادثة الصلب.

بقيت المسيحية مضطهدة ومستضعفة تحت طغيان الأباطرة الرومان الذين تعاقبوا عليها إلى عهد الإمبراطور قسطنطين الكبير وهو السابع والثلاثين من الأباطرة الرومان، وأول إمبراطور روماني يموت معمداً وفي عهده دعا إلى عقد مجمع نيقية 325م وتم سن أول إشكال قانون الإيمان المسيحي المتداول حالياً وتم توجيه الاتهام إلى آريوس بالهرطقة؛لأنه قال بأن الابن مخلوق وليس مساوياً للآب وتم اعلان لاهوت المسيح ع من خلال الاقتراع بمعنى الشورى والانتخابات والتصويت كما يحصل اليوم فامتنع عن التصويت بعض الاساقفة واعترض غيرهم وقبل منهم وحصل خلاف كبير في هذا المجمع حتى قام قسطنطين بتهديد من يرفض هذا القانون فرفض اريوس وجماعته فتم نفيهم وسمهم وقتلهم واليوم يتشدق البعض بان قانون الايمان الذي أقر في مجمع نقيه تم بالإجماع ...

ولنسمع مايقوله اعداء اريوس :

يقول الانبا بشوي (أما السبب المباشر لعقد المجمع فقد كان بدعة أريوس، لأن الإمبراطورية كادت تنقسم بسبب تلك البدعة. انعقد المجمع المسكوني بأمر الملك قسطنطين خوفاً من الانقسام الحاد الحادث فيالإمبراطورية بسبب بدعة أريوس. وكان انعقاده سنة 325 م في نيقية بعدد 318 أسقفاً، كما ذكر القديس أثناسيوس (شماس مرافق الى للبابا ألكسندروس) الذي كان شاهد عيان وأحد أعضاء المجمع في خطاب له. في البداية كان 16 أسقفاً مؤيدين لأريوس، و22 أسقفاً مؤيدين للبابا ألكسندروس، والباقي لم يكن موقفهم قد تحدد بعد)(1). 

اذن اين الاجماع الذي يدعونه الحاصل في مجمع نيقيه والانقسام واضح رغم ان ما انقله هو من اعداء اريوس فما بالك لو سمعناها من اريوس وموافقيه ؟؟؟

ثم كيف كادت تنقسم الامبراطورية ان لم يكن لعقيدة اريوس مؤيدين كثيرين ؟؟؟ والعاقل تكفيه الاشارة.

طبعا وبين فترة واخرى تطفح على السطح مسألة عقائدية يتم وئدها في مجمع من المجامع ...

فتوالت المجامع المسكونية الأربعة الأخرى على الأسس العقائدية المسيحية الحالية وثبتتها وهي القسطنطينية (الأولى) 381 م وأفسس (431م) وخلقدنيا (451م)، والقسطنطينية (الثاني) 553م.

واذا عرفنا بان من تراس هذا المجمع – مجمع نيقيه -حسب قولهم هو خصم اريوس وهو مقرب الى قسطنطين فالنتيجة واضحة ولنرى ماذا فعلوا له :

ترأس المجمع البابا الكسندروس بابا الإسكندرية، وعملوا له كرسي عظيم من الذهب ليجلس عليه ولكنه رفضه وجلس في المؤخرة. ولكن عندما أصر الجميع على ذلك جلس عليه، وكان مُقَرَّرًا أن الرئيس هو هوسيوس أسقف قرطبه ولكن الجميع سَلَّموا للبابا الكسندروس أن يتقدمهم في كل الجلسات .

كرسي الذهب ...

الإمبراطور قسطنطين كان وثنيا وكان يجلس على كرسي ذهب وكان له حاشية وخدم وللإبقاء على هذه الرموز الوثنية لابد من وضع خطوات تنفيذية على ارض الواقع من هنا جاء كرسي الذهب الذي جلس عليه البابا الكسندروس، علما بان المسيح ع كان يجلس على الارض وياكل من الارض وينام على الارض 

فصادق الأغلبية على اقتراح أثناسيوس – رغم ان قانون المجمع يمنع الشماس من التحدث الا اننا نجد الشماس اثناسيوس يجادل ويقترح وكان سيد الموقف ــــ واعترض حوالي سبعة عشر صوتًا، ووضع المجمع قانون الإيمان من أول "بالحقيقة نؤمن بإلهٍ واحد".... حتى قوله "ليس لِمُلْكِهِ انقضاء". وَوَقَّع المجمع قرار حرم آريوس وأتباعه وبعد هذا القرار بالحرم، أمر الملك بنفيه وحرق كتبه وإعدام من يتستر عليها (2). 

ولكن مالذي قاله اريوس في ذلك اليوم ؟؟؟

اقتبس هذا القول من الموقع الرسمي للكنيسة الارثذوكسية اس تي تكيلا

عقدت هذه الجلسة وكثر فيها الجدال والغضب لأن الملك قد أعطى الحرية لكل من يتكلم فانفضَّت الجلسة الأولى بدون جدوى. وفي اليوم التالي تقدموا للمناقشة فوقف آريوس وشرح وقال:

"إن الابن ليس مساويًا للآب في الأزلية وليس من جوهره، وأن الآب كان في الأصل وحيدًا فأخرج الابن من العدم بإرادته. وأن الآب لا يُرَى ولا يُكشَف حتى للابن؛ لأن الذي له بداية لا يعرف الأزلي، وأن الابن إله لحصوله على لاهوت مُكْتَسَب" (3).

ومن يريد ان يراجع هذا التاريخ يقرا كتاب مجمع نيقيه للكاتب حسين المنصوري وبالنسبة للمسيحين مؤلفين معروفين كتبوا عن مجمع نيقية ففيه الكثير مثل (روبرت كيل تسلر في كتابه حقيقة الروح القدس) وايضا (روبرت كيل تسلرالمسيحية نشأتها وتطورها: ص182 ) (شفارتز – ما قبل التاريخ: ص238) وان حاولوا اليوم تغطية ماحصل لكن الشمس لايسدها غربال.

 

يقول اريوس أن الابن إله لحصوله على لاهوت مُكْتَسَب"

 ما معنى كلامه ؟؟؟.

إن معنى الرب هو المربي،ومعنى الإله هو الذي يؤله إليه في سد النقص وتحصيل الكمال، وكما إن الرب يمكن أن يصدق على الأب بالنسبة لأبنائه فيقال رب الأسرة إذا كان المنظور من علاقته مع أبنائه هو وما يفيضه عليهم ،كذا يمكن أن تصدق صفة الإله على الأب إذا كان المنظور من علاقة أبنائه به هم وما يطلبونه منه.

من هنا يمكن أن يصدق إطلاق الإله على خاصة من أنبياء الله ورسله الذين كانوا بحق صورة الله سبحانه وتعالى في الخلق

أي إنهم تحلوا بصفات الله، وكل بحسبه.

فالله تعالى فطر الإنسان ليصل إلى هذه المرتبة، أي مرتبة ( الله في الخلق ) فوصلها خاصة من خلق الله سبحانه وتعالى كمحمد(ص) وعيسى(ع).

ولكن إلوهية هؤلاء الخلق إلوهية فقيرة إليه سبحانه وتعالى أي إنهم يؤله إليهم في قضاء الحوائج وسد النقص وتحصيل الكمال وهم يقضون الحوائج ويسدون النقص ويكملون الخلق ولكن بحول وقوة وبإذن الله فلا حول ولا قوة لهم إلا بالله كما إنهم لا يقدرون على تحريك ساكن إلا بإذن الله. فإلوهيتهم ليست من نوع إلوهيته سبحانه. بلى هم صورته سبحانه وأسماؤه الحسنى، وهم وجه الله الذي واجه به خلقه فبصفة اللاهوت التي اتصفوا بها تعرف إلوهية الله الحقيقية سبحانه وتعالى.

وأيضا هم ليسوا آلهة تُعبد من دونه ولا آلهة تعبد معه سبحانه كما تبين بل هم عباد مخلوقون يسدون النقص ويهبون الكمال بالله وبإذن الله سبحانه وهذا معنى اتصافهم بصفة الإلوهية، فهم ليسوا شيئاً من دون الله، بل خلق من خلقه قائمون به سبحانه فليس لهم مرتبة الإلوهية الحقيقية، وإنما هم تجلي الإلوهية الحقيقية في الخلق، أي إن إلوهيتهم في مرتبة الخلق، وهذا هو معنى إلوهيتهم وهو معنى إنهم الله في الخلق ومعنى إنهم صورة الله ومعنى إنهم وجه الله وأسماؤه الحسنى وأيضا معنى إن الله معنا.فمن عرفهم إذن يكون قد عرف الله، ومن جهلهم جهل الله لان الله سبحانه واجه سواهم من الخلق بهم(ع) ولأنهم الصورة التي تحاكي اللاهوت الحقيقي.

إن عطاء الله سبحانه وتعالى يصل مع عبده المخلص إلى درجة أن يعطيه كله فيخاطب عبده: ( أنا حي لا أموت وقد جعلتك حياً لا تموت، أنا أقول للشيء كن فيكون وقد جعلتك تقول للشيء كن فيكون ) وهذا هو الاتصاف بصفة الإلوهية في الخلق. فالعبد يوصف ببعض أوصاف الإلوهية، ولكن مع ملاحظة فقره، فهذا العبد حي لا يموت ويقول للشيء كن فيكون وهي صفات الإلوهية، ولكن الذي جعله هكذا هو الله سبحانه وتعالى وهو يحتاج ويفتقر إلى الله ليبقى هكذا، أما الله سبحانه وتعالى فقد كان ولا يزال وسيبقى حياً لا يموت ويقول للشيء كن فيكون دون أن يحتاج أو يفتقر إلى أحد، وهذا يميز بوضوح الفرق بين الإلوهية في الخلق ( أو وجه الله أو يد الله أو طلعة الله في ساعير أو ظهور الله في فاران التي مثلها خاصة اوليائه كمحمد ص وعيسى ع وبين الالوهيه الحقيقيه المحصوره بالله سبحانه وتعالى. 

وقد صرح العهد القديم في اكثر من موقف:

ففي سفر العدد 23 عدد19أن الله ليس إنسان ولا إبن إنسان)

 فبأي دليل يستدلون على الوهية عيسى ع ؟؟ نريد ان نسمع منهم ؟؟؟

عدد 23 عدد19: (ليس الله إنساناً فيكذب. ولا ابن إنسان فيندم. هل يقول ولا يفعل أو يتكلم ولا يفي).

النتيجة بان قانون الايمان بشكله الحالي للكنائس التي تقبل لاهوت المسيح ع قد تم اقراره من خلال التصويت والاقتراع ولم ينص عليه الكتاب المقدس، ومن لديه دليل من الكتاب المقدس نكون بخدمته ونتحاور بكل ادب واحترام ودون سب وشتم فالشتامون لايرثون ملكوت السموات.

عادل عبدالله السعيدي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسيةالمجامع المسكونية والهرطقات - الأنبا بيشوي4- مجمع نيقية: 1) ظروف انعقاده

2. تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسيةالمجامع المسكونية المقدسة5- المجامع المسكونية المقدسة:1) مجمع نيقية 325 م... هذا البحث أعده القمص ميخائيل جريس ميخائيل هو جزء من الكتب المقررة على طلبة الكليات الإكليريكية القبطيةhttp://st-takla.org/Coptic-History/CopticHistory_02-History-of-the-Coptic-Church-Councils-n-Christian-Heresies/Encyclopedia-Coptica-History__005-Magma3-Nekia-325.html

3. http://st-takla.org/Coptic-History/CopticHistory_02-History-of-the-Coptic-Church-Councils-n-Christian-Heresies/Encyclopedia-Coptica-History__005-Magma3-Nekia-325.html

الموضوع السابق ((النفيليم)) .قبيلة ابادون الملائكية تُنتج جيلا من الأشرار.معلومة قد تفيدك .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat