هل الامور تسير نحو عرقنة المنطقة ؟؟؟
مالك كريم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مالك كريم

حتى وقت قصير من هذه السنة كان عندما نأتي بالحديث عن التجربة العراقية فأن الكثير يصفها بتجربة غير ناجحة اذ يعتمد البعض من المتشائمين على منطق تدخل الخارج ف عملية التغيير التي حصلت بالعراق وكان على العراقيين ان يغيروا بأنفسهم النظام المفروض عليهم وهذا وفق المعايير العراقية ليس صعبا فحسب بل يكاد كون مستحيلا اذا استثنينا ارادة الله عز وجل , كثير من قادة الدول العربية لم يكن متفائلا التجربة العراقية وقد يعود الامر الى علاقاتهم السابقة مع النظام البعثي او لطبيعة الاشخاص الذين استلموا الحكم خلفا له ولهذا فهم اطلقوا كثير من الشعارات والتحليلات عن فشل التجربة العراقية وان العراق سائرا نحو التقسيم وان يصبح العراق مثل لبنان وكان الحديث عن لبننة العراق جدا ومتداولا .على الرغم من مرارة ما يحدث في العراق نتيجة ان الذي حدث بفعل تدخل خارجي ورافق ذلك عدم الاستقرار الامني وعلى الرغم من ان التجربة العراقية ما زالت فتية وفي بدايات تكونها الا اننا شهدنا عملية تبادل سلمي للسلطة بين قوى سياسية مختلفة اختلافا جذريا فمنها ما هو علماني حد العظم ومنها ما هو ليبرالي ومنها ما هو اسلامي . هذا النجاح الذي اصبح عنوان العملية السياسية العراقية الحديثة وسير العراق نحو الاستقرار وجلاء القوات الاجنبية وحكم البلد بيد ابن البلد ومساهمة الجميع في الحكم والمشاركة الوطنية الواسعة , اصبح الحديث عن انموذج العراق وتصدير هذا الانموذج نحو البلدان العربية التي تعاني من الترهل وتجدد نفس الوجوه المعتادة على كرسي الحكم وبلدان الحزب الواحد هذه تحتاج ان تتعرف كثيرا على التجربة العراقية وتطبيقها في بلدانها . ان الذي يحدث في العراق هو عدم وجود التمثيل العربي الدبلوماسي وعدم تعامل اغلب البلدان العربية مع العملية السياسية الجديدة ورغم هذا رأينا النجاحات التي نأمل ان تكون للاشقاء العرب نصيب منها وان نرى مصر متعدد ديمقراطي وتونس ويمن كذلك ودعاؤنا لباقي البلدان بالحذو نحو الخلاص من الدكتاتوريات التي تحكم باسم الشعب .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat