هل أصاب كاظم حبيب الحقيقة بهجومه على المالكي ؟ الجزء الثاني
اياد السماوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اياد السماوي

في هذا الجزء أريد أن أتوقف مع السيد كاظم حبيب بادعائه بأنه ( مخطئ جدا من يعتقد أن الرصاص الذي أنطلق من بندقية هذا الشرطي أو ذاك بقرار من هذا الشرطي أو ذاك , بل كان القرار قد صدر عن رئيس الوزراء نوري المالكي ولا يمكن أن يصدر عن غيره حتى وزير الداخلية , إنه نوري المالكي من أصدر تلك القرارات في البصرة والحمزة وهو نفسه الذي أصدر القرار بالهجوم على نادي آشور بانيبال الثقافي ) .
قبل كل شيء كل هذه الحوادث المؤسفة التي وقعت قد أدانها الجميع بما فيها الحكومة والبرلمان ونوري المالكي تحديدا , ولو كان المالكي هو من أصدر تلك الأوامر بإطلاق النار على المتظاهرين , لما أحيل المتهمون بإطلاق النار للتحقيق والقضاء , ولأدعو أنهم ينفذون الأوامر العليا الصادرة إليهم .
ولا أدري كيف توصل السيد حبيب إلى هذا القطع والجزم بأن المالكي هو من أعطى الأوامر بإطلاق النار دون غيره ؟ وبكل تأكيد فإن شخصا معروفا مثل كاظم حبيب مطالب بتقديم الدليل الملموس عندما يسوق مثل هذه الاتهامات الخطيرة وتحديدا لشخص رئيس الحكومة , ماذا يا سيد حبيب لو أن المالكي قد أقام عليك دعوة قضائية يتهمك فيها بالتشهير ؟ هل تستطيع أن تقدم الدليل وتدافع عن نفسك أم إنك ستختبئ تحت عنوان حرية الرأي وتطالب الكتاب الشجعان أن يتضامنوا معك كما فعل الكلوجي الزاملي ؟ هذا من جانب ومن جانب آخر هل يمكن لسياسي منصف أن يتهم الشرطة العراقية بأنها أداة للقمع ولقتل الناس ؟ كيف يكون هذا ؟ وهل نسي السيد حبيب إن رجال الشرطة مستهدفون بحياتهم من قبل الإرهاب والبعث والعصابات المجرمة ؟ وهل يوجد من هو مستهدف بحياته أكثر من رجال الشرطة ؟ وهل من الإنصاف أن ننعت من يتصدى للإرهاب والخارجين عن القانون والعصابات المنظمة بأنهم أداة للقمع والقتل ؟ هل جننت يا رجل ؟ .
يا سيد حبيب أنت رجل سياسي وكاتب معروف وكل كلمة تقولها تحسب عليك سواء كانت بالسلب أو بالإيجاب , والكلمة مسؤولية , ومن يعمل في هذا المجال عليه أن لا ينساق وراء العواطف والإشاعات والأكاذيب , حتى لا يعرض نفسه للمسائلة القانونية أولا وأن لا يوضع في خانة المهرجين ثانيا .
أما نوري السعيد الذي تصف نهجه بالقمعي والدموي ف والله إن دموية هذا الرجل لا تعادل واحد من مليون من دموية كل القادة الشيوعيين الذين قدستهم يا سيد حبيب طيلة حياتك , والذين حكموا في الإتحاد السوفيتي وأوربا الشرقية والصين وكوريا الشمالية وكوبا وكمبوديا , وارتكبوا المذابح والمجازر بحق شعوبهم تلك المجازر التي لا ينساها ضمير الإنسانية .
وإذا كنت وفيا يا سيد حبيب لتاريخك فالأولى بك أن تطالب بالقصاص من قتلة رفاقك الشيوعيين في بشتا شان عام 1983 , ولا أعتقد أنك تملك مثل هذا الوفاء لأنه يكلفك التضحية بالزلفى والجاه عند من ارتكبوا هذه الجريمة المروعة .
ولو كان المالكي سيئا كما تدعي يا سيد حبيب لما التف حوله أبناء شعبه وأحبوه , وما تدعيه من تجويع وفقر وقمع وحشي وقتل الناس بالرصاص , هو كلام فارغ ولا يرتقي حتى لمقام التهريج المنظم .
في الختام أقول لك يا سيد حبيب كن معارضا نزيها وصادقا وتعلم من المالكي كيف تكون مقنعا وكيف تحاكي مشاعر الناس وتدخل إلى قلوبهم .
العراق
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat