اين السياسة ومن هم الساسة؟
ماء السماء الكندي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السياسة وحسب ما عرفها الشيوعيون من انها بحث مطول حول العلاقات بين الطبقات، واشار لها الواقعيون من انها فن الممكن أي دراسة الواقع السياسي موضوعيا وتغييره وليس التمعن بالأخطاء الناتجة جراء الخلافات التي تعطل البلد وتشل القوانين الأخرى كما وان فن الممكن يعتمد على الخضوع للواقع السياسي وعدم التلاعب به بناء على حسابات القوة والمصلحة والنفوذ.
يعتمد نظام جمهورية العراق على سياسة التكتل التي يندرج في جدول عملها إنشاء تحالفات واندماج سياسي بين مجاميع أو أشخاص لتكوين قوة متماسكة الرأي تتصدى لأي هجوم سياسي ،يختلف لسان الهجوم من حال إلى حال ولكل دولة شخصياتها السياسية ولان هذا النظام المتراص المبني على التكنوقراطية والحنكة والنباهة لا ينتهجه ساسة العراق بل الدول المتقدمة لان في العراق موضوع الفساد ينخر بمؤسسات الدولة وهناك شخصيات مرموقة قد وشم عليها شعار الفساد لكن التستر عليها هو ما يجعل البلد يغط في بحر مظلمٍ دامس، البحث عن شخصيات سياسية نزيهة في أي صقع من أصقاع العراق يعد أمرا لان ظاهرة قد تفشت في جميع مفاصل الدولة وهذا الامر الميئوس منه يثير الشجون ويوثق فكرة ألا هروب من ارض الواقع ولأن قلة قليلة تتمتع بروح المواطنة والحرص الموثق على مصلحة البلد إلا أن حيتان الفساد لن تسمح بظهورها حفاظاً على المصلحة الخاصة والحيلولة دون سقوط صرح مستقبلها المبني على أموال الشعب المنهوبة.
حين يغادر معنى السياسة جملة من الساسة ،يتحتم النظر ملياً الى ما سينتهج جوقة من المنافقين السياسيين من افعال تسعى من خلالها على استعادة ماء وجهها، ولأن النقيض لا يتولد في شخصية معينة بل النزاهة اوفر حظاً في المكوث داخل جسد الساسة، حيث عجز المسؤولون عن احتواء مد التظاهرات المدنية بل وصل الحال إلى أن خرج بعضهم عن مسار القانون وانتهزت القاعدة والمتكالبين على العراق هذه الجوقة من الشباب المنفلتين وعملت على تسليحهم وتوظيفهم جيداً ووضع أهداف يسيرون عليها، ولاشك من مناصرة المسلحين بعضاً من رجال السياسة وليثبتوا ولائهم لهؤلاء الخارجين عن القانون عمدوا إلى استخدام اسلوب الطعن والانقلاب الفكري ضد الحكومة واستخدموا ألفاظا طائفيا ومهينة بحق الشعب ، هذا التحول المفاجئ في سلمية التظاهرات وانقلاب بعض المتظاهرين لتحويل ساحة الاعتصام إلى معسكر بجيش مسلح خارج عن القانون لا يستغرب حدوثه إطلاقا ، لان الإرهاب الممول موجود في أروقة مبنى البرلمان والوزراء والجمهورية ، وإلا لما كان الهاشمي الداعم الأول للإرهاب في العراق ولا أن يخرج العلواني بلباسه الحقيقي الذي كشف مدى حقده وامتعاضه من البلد، ولحقه بعض النواب ليسيروا على نهجه ، هذا التصرف يدل على العقلية السياسية الفاشلة التي لا تعي معنى السياسة فكيف لها ان تمثل الشعب ؟.
إن سقوط الدولة برمتها لا يأتي من خلال انشقاق بداخلها في بعض الأحيان لان الطرق المتخذة لإخماد أي تهديد متوفرة ومتعددة، إلا إن اللوجستية خطرها اكبر وأعظم لأنها لا تريد بث روح التهدئة أو الطلب المستمر في تنفيذ مطالبها بل تعتمد على حساب طائفي أو سياسي أو مناطقي تعمل على تأجيجه جزئياً لدراسة نقاط التحرك العسكري أو السياسي والوقوف على مكامن الضعف والخلل الإداري مكتنزة فرصة زرع نماذجٍ جاسوسية تمدها بما يتماشى مع مخططها، وهذا الحدث لا يختلف عن معركة الإغريق ضد الطرواديون حين قام احد جواسيس الإغريق المتعايش مع الطرواديون من إيهامهم بهدية الحصان وانه رمز انتصارهم على الإغريق إلا أن الحصان كان متخم بالعسكر ما جعل طروادة تسقط تحت أقدام الإغريق بسرعة كبيرة بعد أن انتظروا مدة عشرة أعوام وعجزوا على اقتحام المدينة.
هذه الطريقة التي تعتمد على زرع جواسيس داخل البلاد أو تجنيد شخصيات مرموقة لها ثقلها ومكانتها في بلدها من شأنها أن تحدث تغييرا جذريا في سجية أي دولة ويتم من خلالها استخدام الأهداف الحيوية لتسليط الضوء على المستجدات الناتجة وكل المستجدات عبارة عن عنف ودمار وليس تقدم .
إن قضية إنعاش البلد محصورة بين الكتل المتصارعة على عرش الحكم، وما يظهر على الشارع ما هو الا إفرازات لآرائهم المتضاربة وبما ان الصراع سياسي نابع من أصحاب القرار فان العراق لن يستطع الوقوف على قدماه طالما يوخزهما الخاسرون ليجثو البلد على ركبتيه عاجزاً عن الحراك .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
ماء السماء الكندي

السياسة وحسب ما عرفها الشيوعيون من انها بحث مطول حول العلاقات بين الطبقات، واشار لها الواقعيون من انها فن الممكن أي دراسة الواقع السياسي موضوعيا وتغييره وليس التمعن بالأخطاء الناتجة جراء الخلافات التي تعطل البلد وتشل القوانين الأخرى كما وان فن الممكن يعتمد على الخضوع للواقع السياسي وعدم التلاعب به بناء على حسابات القوة والمصلحة والنفوذ.
يعتمد نظام جمهورية العراق على سياسة التكتل التي يندرج في جدول عملها إنشاء تحالفات واندماج سياسي بين مجاميع أو أشخاص لتكوين قوة متماسكة الرأي تتصدى لأي هجوم سياسي ،يختلف لسان الهجوم من حال إلى حال ولكل دولة شخصياتها السياسية ولان هذا النظام المتراص المبني على التكنوقراطية والحنكة والنباهة لا ينتهجه ساسة العراق بل الدول المتقدمة لان في العراق موضوع الفساد ينخر بمؤسسات الدولة وهناك شخصيات مرموقة قد وشم عليها شعار الفساد لكن التستر عليها هو ما يجعل البلد يغط في بحر مظلمٍ دامس، البحث عن شخصيات سياسية نزيهة في أي صقع من أصقاع العراق يعد أمرا لان ظاهرة قد تفشت في جميع مفاصل الدولة وهذا الامر الميئوس منه يثير الشجون ويوثق فكرة ألا هروب من ارض الواقع ولأن قلة قليلة تتمتع بروح المواطنة والحرص الموثق على مصلحة البلد إلا أن حيتان الفساد لن تسمح بظهورها حفاظاً على المصلحة الخاصة والحيلولة دون سقوط صرح مستقبلها المبني على أموال الشعب المنهوبة.
حين يغادر معنى السياسة جملة من الساسة ،يتحتم النظر ملياً الى ما سينتهج جوقة من المنافقين السياسيين من افعال تسعى من خلالها على استعادة ماء وجهها، ولأن النقيض لا يتولد في شخصية معينة بل النزاهة اوفر حظاً في المكوث داخل جسد الساسة، حيث عجز المسؤولون عن احتواء مد التظاهرات المدنية بل وصل الحال إلى أن خرج بعضهم عن مسار القانون وانتهزت القاعدة والمتكالبين على العراق هذه الجوقة من الشباب المنفلتين وعملت على تسليحهم وتوظيفهم جيداً ووضع أهداف يسيرون عليها، ولاشك من مناصرة المسلحين بعضاً من رجال السياسة وليثبتوا ولائهم لهؤلاء الخارجين عن القانون عمدوا إلى استخدام اسلوب الطعن والانقلاب الفكري ضد الحكومة واستخدموا ألفاظا طائفيا ومهينة بحق الشعب ، هذا التحول المفاجئ في سلمية التظاهرات وانقلاب بعض المتظاهرين لتحويل ساحة الاعتصام إلى معسكر بجيش مسلح خارج عن القانون لا يستغرب حدوثه إطلاقا ، لان الإرهاب الممول موجود في أروقة مبنى البرلمان والوزراء والجمهورية ، وإلا لما كان الهاشمي الداعم الأول للإرهاب في العراق ولا أن يخرج العلواني بلباسه الحقيقي الذي كشف مدى حقده وامتعاضه من البلد، ولحقه بعض النواب ليسيروا على نهجه ، هذا التصرف يدل على العقلية السياسية الفاشلة التي لا تعي معنى السياسة فكيف لها ان تمثل الشعب ؟.
إن سقوط الدولة برمتها لا يأتي من خلال انشقاق بداخلها في بعض الأحيان لان الطرق المتخذة لإخماد أي تهديد متوفرة ومتعددة، إلا إن اللوجستية خطرها اكبر وأعظم لأنها لا تريد بث روح التهدئة أو الطلب المستمر في تنفيذ مطالبها بل تعتمد على حساب طائفي أو سياسي أو مناطقي تعمل على تأجيجه جزئياً لدراسة نقاط التحرك العسكري أو السياسي والوقوف على مكامن الضعف والخلل الإداري مكتنزة فرصة زرع نماذجٍ جاسوسية تمدها بما يتماشى مع مخططها، وهذا الحدث لا يختلف عن معركة الإغريق ضد الطرواديون حين قام احد جواسيس الإغريق المتعايش مع الطرواديون من إيهامهم بهدية الحصان وانه رمز انتصارهم على الإغريق إلا أن الحصان كان متخم بالعسكر ما جعل طروادة تسقط تحت أقدام الإغريق بسرعة كبيرة بعد أن انتظروا مدة عشرة أعوام وعجزوا على اقتحام المدينة.
هذه الطريقة التي تعتمد على زرع جواسيس داخل البلاد أو تجنيد شخصيات مرموقة لها ثقلها ومكانتها في بلدها من شأنها أن تحدث تغييرا جذريا في سجية أي دولة ويتم من خلالها استخدام الأهداف الحيوية لتسليط الضوء على المستجدات الناتجة وكل المستجدات عبارة عن عنف ودمار وليس تقدم .
إن قضية إنعاش البلد محصورة بين الكتل المتصارعة على عرش الحكم، وما يظهر على الشارع ما هو الا إفرازات لآرائهم المتضاربة وبما ان الصراع سياسي نابع من أصحاب القرار فان العراق لن يستطع الوقوف على قدماه طالما يوخزهما الخاسرون ليجثو البلد على ركبتيه عاجزاً عن الحراك .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat