الدبلومدنية أسلحة سياسية !
ماء السماء الكندي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ماء السماء الكندي

تتسيد القائمة العراقية بأعضائها طاولة الطعن المستمر والموجه الى مفوضية الانتخابات ، حيث ان كلمة تزوير اصبحت فاتحة السجال الطويل ازدواجي المعنى ، تارة تكون المفوضية عبارة عن بؤرة فساد اداري وتارة اخرى تكون مساندة لجهة معينة ولا تتميز بالحيادية، هذا الطعن المستمر هو نتيجة تراجع مقاعد القائمة العراقية التي يتزعمها اياد علاوي وسبب عدم احرازها نسبة عالية من الاصوات من قبل المواطنين يأتي بناءاً على فكرة قد اتخذها المواطن تجاه العراقية ورسخ مفهوما حول ما هيتها لينظر اين تكمن المصلحة العامة واي من المتخاصمين والفرسان المندرجين على قوائم البشارة الكبرى يستحق ان يقود البلد وارجاعه للطريق الصحيح.
عزفت القائمة العراقية وغيرها من القوائم صاحبة الحظ العاثر في هذه الانتخابات على وتر استقطاب عواطف المدنيين من خلال دفاعهم الوهمي عن حقوق الشعب وهذه اخر الوسائل المشروعة التي انتهزوها ، ان التأثير على المواطن من خلال استخدام اسلوب الطعن بزملائه يعطي صورة واضحة عن مدى مكر وخداع هذه الشخصية، الامر الذي يمنع المواطن من افتعال ما لا ينسجم مع مخيلته ، وبما ان السياسة اصبحت لعبة حظ يتحكم بها نردٌ يحمل ارقام مدنية قابلة للتغيير والزيادة او النقصان فلا يمكن تخمين ناتج العملية الاقتراعية .
لازال العد والفرز الخاص بالاصوات يعاني من عوالق تشبثت بكسائه، الخاسر يطعن بنزاهة الفرز والفائز يمجد شفافيته والمواطن بين الشك واليقين من الفائز وكيف فاز ومن الخاسر وكيف خسر وهذا الاسلوب هو المسؤول الاول عن ادخال المواطن في مضمار الصراع السياسي المبطن وجعله حكماً بلا تأهيل او دراية او اطلاع على قوانين اللعبة السياسية ، الكل يحذر الشعب " لا تجعلوا البعض يبخسوا حقكم" ونحن لا نعرف من هم البعض ولماذ يتم تضليلهم اذا كانوا يهددون البلد وشعبه.
ان التضليل والتستر على الفاسدين والمندسين القائمين على امور الدولة يشكل خطراً ستراتيجي بعيد المدى ويحجم انفتاح الشعب وقوقعته وايقافه على حد علمه وعدم السماح له بالتغلغل بين طيات السياسة ، كما وان استخدام الضغط السياسي (اللوبي) من قبل الجهات المتقاطعة رأياً وفكراً على كتلة معينة يعد قوة تستمد مقوماتها من الخارج لان ثقلها وميزانيتها واسنادها ماديا ومعنويا من شأنه ان يدفعها وبشراسة دون الاكتراث الى الخسائر الناتجة جراء الاحتدام، للوصول الى اهدافها وغاياتها.
يتكون الوضع الناتج حاليا من عدة اسباب يأتي اولها الثقافة السياسية المغيبة سواء عن المواطن او السياسي ، كما وان المواطن بحاجة الى اعادة تأهيل العراق جملة وتفصيلا من امن وعمران وتقدم وانعاش الطبقات وعدم رفع شعار الفقر والحاجة المزرية ، وهذه الازمات المفتعلة لاتستطيع ان تصنع فرصة واحد للمواطن كي يكون على استعداد لتصدي الازمات الجديدة، الحق المسلوب في انعاش المواطن لا زال بلا تفعيل او اهتمام ما جعله يرسم بمخيلته الفشل الذريع الذي الحقه صناع القرار، اما الساسة فهم اعلم بما يحتاجه البلد لكن التناحر الحاصل في النظام البرلماني يتعاكس مع بعض القرارات لان كل سياسي يرى البلد من منظوره الخاص اذا كان عميلا او عراقياً ، لذا يجب على القادة ان يطهروا السلك السياسي من التيارات المتعاكسة التي دمرت البلد ومولت الارهاب وساعدت على خلق جماعات مسلحة وعلمت على صياغة نظام التطبيع الاجباري مع دول سعت لتدمير العراق ، ومتى ما انتهى القادة من اقصاء هذه الشخصيات فإن العراق يتحرك تلقائيا نحو الامام .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat