صفحة الكاتب : راسم قاسم

متى يشرعن الاهتمام بالطفل العراقي..
راسم قاسم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تربية الأطفال بحاجة إلى الكثير من الهدوء والصبر على كيفية تعليم هذه الفئة وتدريبها ومصاحبتها بطرق وأساليب تجعلنا نضع سنين عمرنا  في أيدي أطفالنا الذين سيكونون قادة المستقبل ومنهم من يكون رئيسا للدولة ورئيسا للوزراء والى آخره من مواقع المسؤولية. أطفال اليوم يستمعون ويتداولون الكثير من مايحدث من جرائم بشعة بحق أقرانهم وتقع بحق أطفال يعانون من أفعال الكبار الذين يستخدمون هذه الفئة من أجل الكسب الغير مشروع وفي أحيان كثيرة يخسر هؤلاء الأطفال حياتهم نتيجة لاستهتار من يستهدفهم بغير حق. إن يصبح الأطفال ضحية مايدور في المجتمع وتعرضهم لشتى أنواع الجرائم والاعتداءات والقتل والاختفاء لهو أعتى وأتعس وأقسى مايهدد هذه الشريحة البريئة وبالتالي يهدد العراق ومستقبله خصوصا أنهم يتعرضون لشتى أنواع الخوف والرعب  تصوروا أطفالا يتحدثون عن اختفاء زملائهم من المدرسة وآخرون يتحدثون عن طفلا تم قتله بغير ذنب والبعض يتحدث عن سقوط قذيفة على عائلة وحادث إطلاق نار أدى إلى إصابة مجموعة أطفال وفي أحيانا كثيرة يتعرض الأطفال لجرائم ليس لهم ذنب فيها بسبب تسويات أبطالها الكبار. كيف يمكن لأطفال ينشأون في هكذا مجتمع وفي هكذا ظروف مستقبلا من قيادة أمة والوصول إلى مركز القرار وتحمل مسؤوليات وهم يترعرعون في بيئة يسودها الرعب والفزع والخوف وشتى أنواع الجريمة وماهي الأساسيات التي سيعتنون بها من أجل أن يلبوا حاجة المجتمع، هذا إذا ماوصل أحدهم إلى ذلك الحين ولم تطال منه يد الجريمة العمياء. إن شعبنا العراقي بكافة شرائحه وبكافة سلطاته ودوائره التنفيذية والتشريعية مطالب بأن يقف وقفة شجاعة ضد الاستهتار بأرواح الأطفال إسوة بالكبار طبعا وتجنيبهم معاناة الخوف والفزع وحمايتهم من الجريمة من خلال التشديد الأمني حول هذه الفئة والتعميم التربوي في المدارس والتعاون مع أولياء الأمور وعلى حماة القانون أن يوفروا ألأمان التام حول المدارس وفي المحلات والأزقة والشوارع وعلى أفراد المجتمع برمته أن يكونوا حياديين إزاء هذه الفئة التي هي لاحول ولاقوه لها ، كما إنها تمثل ألأمل والوطن وبهجة الحاضر وأمل المستقبل إن الطفل العراقي قد نال القسط الأكبر من القسوة والعنف والتشرد ونظرة بسيطة إلى الشارع العراقي وهو يعج بالمئات من المشردين الذين أجبرتهم ظروف قاهرة إلى احتراف بعض الأعمال التي لا تليق بأعمارهم وقدسية طفولتهم تجعلنا نبكي د ما لهذه الطفولة المعذبة دون ذنب اقترفته وإلا مانقول لبلد يطفو على بحر من الذهب وأطفاله يبيعون المناديل الورقية وقناني الماء ويلقون بأنفسهم أمام مقدمات السيارات من اجل لقمة العيش في أجواء مناخية  قاهرة ،، نحن ندعو المؤسسات التربوية والإنسانية إلى النهوض بمسؤولياتها لمد يد العون لكل الأطفال المحرومين من الرعاية وتوفير المناخ التربوي والإنساني لاحتواء هؤلاء المحرومين وإنقاذهم من التشرد والضياع لان الطفل العراقي أولى من غيره بالرعاية وهو صاحب حق وحقوق في وطنه وثروته وتترك الاحداث بكل مجرياتها الايجابية منها والسلبية اثرها على الفرد وخاصة في مراحل نموه الاولى وعندما يمر بلد ما بأزمات و تدهور اقتصادي و امني، تترك عند الطفل بصمات في نشأته و غالبا ما تكون سلبية ، مما ينتج عنها جيلا لا يتمتع بفكر سليم نستطيع الاعتماد عليه مستقبلا، و خصوصا اذا ما ترك يصارع تلك الصعاب وحيدا دون تقويم لسلوكه وفق الأسس التربوية  السليمة ، لأنه عندما ينشا في بيئة تهان فيها الانسانية وابسط حقوقها ا بشكل مقرف للإنسانية و تعتبر أكثر حقوقه كمواطن مجرد أحلام لا يمكن تحقيقها تحت أي ظرف، فمن الطبيعي ان يتجه الفرد بسلوكه الى تحقيق احلامه باي وسيلة  في سبيل تحقيق تلك الأحلام حتى و ان كانت على حساب الآخرين او على حساب المالوف  فلدينا جيل عاصر حياتين ان صح التعبير بين خمسينات و ستينات القرن الماضي و حياة القرن الحالي و نراه بسبب الحرمان قد جرب  كل  شئ في سبيل تحقيق غاياته الفردية، فهي ثقافة من الصعب تغييرها. فواقع اليوم الذي نعيشه مع هذه ألازمات السياسية التي تدفع عجلة البلد نحو المجهول، و الكيفية في الصراع الدائر بين الكتل السياسية من اجل مصالحها الفئوية دون الاكتراث الى شعب يتضور جوعا بالرغم من تلك الثروة التي تجري تحت اقدامهم، يحق لنا الجزم ان اغلب الساسة اليوم لم يتمتعوا بحياة طبيعية في طفولتهم و خاصة أولئك الذين أصبحوا مصدر قلق لعراق خرج توا من مرحلة  تاريخية على يد اعتى طاغية عرف في تاريخنا الحديث. لذا من الصعب ان تتحول عجلة الحياة  باتجاه الخير  مادام لدينا هذه النخبة السياسية التي برزت خلال السنين التسع الماضية، لان غالبيتهم يحتاجون الى تصحيح مسار نهجهم المكتسب من ظروف لم تكن طيعية مروا بها و إذا ما أصروا على التمسك بتلك المفاهيم لا يمكن ان يقودوا صفا دراسيا  فما بالك بدولة كالعراق. ولان أفكارهم تفرضها عليهم تربيتهم  أي إنهم جبلوا على الخطأ و لم تغرس فيهم مفاهيم يتحلى بها أصحاب العقل السليم من هنا لابد من الاهتمام بالطقولة العراقة ومحاولة انقاذها من واقع مريض تربى عليه اباؤهم واجدادهم واختيار انجع الطرق لانتشال هؤلاء الاطفال من تربية مبنية على الخوف والرعب والعنف وبذل جهود قصوى لانقاذ ملايين الاطفال من واقعقهم البائس ومن الاستغلال من قبل الكبار ان نظرة بسيطة على الشارع العراقي لترى معاناة الاطفال وهم يساقون للتسول والاشتغال بمهن لا تتناسب مع اعمارهم ولابد من تشريعات قانونية تضمن للطفولة العراقية حقوقها ومستقبلها في عراق غني وديمقراطي ..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


راسم قاسم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/01



كتابة تعليق لموضوع : متى يشرعن الاهتمام بالطفل العراقي..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net