احتساء كأس الوعود اتخم الأفواه!
ماء السماء الكندي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ماء السماء الكندي

يرى ائتلاف دولة القانون إن سبب مقاطعته جلسات البرلمان هو عدم إدراج قانون تجريم البعث في جدول أعماله ، حيث عقدت جلسات عديدة خلت مقاعدها من أعضاء دولة القانون بسبب عدم إدراج هذا القانون في جدول أعمال المجلس.
قانون تجريم البعث هو استحقاق دستوري وفق المادة 75 وقد اخذ هذا القانون حيزاً كبيراً وجدلاً على الصعيدين السياسي والمدني ، إلا أن تعليقه لإشعار أخر هو ما يثير حفيظة الكتل السياسية وفضول المواطن.
ان سبب تعليق هذا القانون هو نتيجة اختلاف الكتل السياسية رأياً وانسجاماً وعدم التزام الكتل بمنطق الرأي المتحد او الشراكة السياسية فيما بينهم ، يرى البعض إن التصريحات تشير إلى أن دولة القانون اتخذت من تجريم البعث حججاً واهية للتمسك برفضها من حضور جلسات البرلمان او دمج قانون المساءلة والعدالة بقانون تجريم البعث، لتكون حجة قوية من إبقاء الوضع المتشنج كما هو عليه وهذه إفادة حيدر الملا ، كما يرى آخرون ان للتحالف الكردستاني آراء يتحفظ عليها تجاه هذا القانون سواء كان رافضاً لتشريعه او مخالفاً له، وقد بادر الكردستاني أيضا بمقاطعة الجلسات وكذلك بعض مكونات التحالف الوطني، والقائمة العراقية بسبب اختلافهم على بعض القوانين.
يعتبر قانون تجريم البعث من القوانين المختلف عليها كــ المحكمة الاتحادية، العفو العام، الأحزاب، والنفط والغاز والمعلوماتية، والاتصالات وهذه القوانين لا تزال معلقة في سماء البرلمان بلا مناظرة سياسية لتشريعها او حجبها ، وهذا التأخير الحاصل في العملية السياسية من شأنه أن يخلق أزمات تـُعكس بالدرجة الأولى على المواطن، وما يشهده العراق اليوم هو نتاج التناحر السياسي واختلاف وجهات النظر حول القوانين المعلقة.
لاشك من أن الشراكة الوطنية بحاجة الى تقديم تنازلات في سبيل إنعاش المجتمع ولا ضير من وضع يد بيد للمضي قدما نحو مستقبلٍ يلوح في أفق سماء العراق بألوان فيروزية وشروق شمس يملأ دفئها صدر العراق.
إذا ما تضافرت جهود الساسة في ارتقاء المجتمع فسينتج ذلك التباطؤ نتاجاً لا يرغب به المواطن رغم إقحامه في لعبة الدمار النفسي وجعله لاعباً أساسيا ، وان مطالبة الساسة للمواطنين بضبط النفس يعد محط سخرية واستهزاء بالمخيلة الشاحبة التي يتمتع بها الساسة ، لان المواطن لديه طاقة من الصبر بلغت ذروتها وان التكاتف موجود ولولا تكاتف الشعب فيما بينهم لما حظي أي سياسي بالوصول الى عرش الحكم والتحكم بمصائر الشعب ، بل يتوجب على الساسة أن يضبطوا أنفسهم وان يتكاتفوا بجميع أطيافهم احتراماً لأفكار وعقائد وانتماءات الشعب ، ونحن نعلم ان الطائفية ولدت من رحم السياسة فلم يجرأ الشيعي على قتل السني أو العكس .. بل إلى الآن الطرفان يمتدح احدهما الآخر وهذه سمات الشعب المسامح الصبور الغيور ، لكن الساسة يختلفون مع المواطن حيث إنهم لا يزالون في صراع دموي ويطعن احدهم الآخر ويدبر المكائد بعضهم لبعض في سبيل هز عروش منافسيهم وتشتيت حاشيتهم، تلك صفات الاستعماريين وأصحاب العقول القبلية المبنية على القتل والدمار في سبيل تنفيذ مطالبهم.
الوضع في المناطق الغربية لن يهدأ طالما سيبقى البرلمان مصاباً بمرض عضال، كذلك التظاهرات التي شابتها الأجندات واللوجستية أصبحت شاحبة الرؤيا لا يميز بين الصالح والطالح وهذا ما يخشاه الجميع من ان يذهب الابرياء ضحايا وقرابين لمؤسسي فكرة التجهيز العسكري لشخصيات تعتبر خارجة عن شرعية القانون او ان تتبنى القاعدة هذه المجاميع وانتهازها كفرصة ذهبية لتنفيذ اهدافها او يستخدمها السياسيون كدعايات انتخابية ليكون المواطنين خمار لهم للتستر على بشاعة أفعالهم .
بديهي ان ينتهز قادة فكرة تدمير العراق موضوعة اثارة مشاعر المواطنين لان مرض اختلاف العقائد في العراق هو الوتر الوحيد الذي يعزف عليه كل طامع ومهجن في سبيل ضرب المنطقة مدنياً وليس سياسياً واقصد حقبة 2006 حين ملئت الارض بدماء الأبرياء، وتلك المأساة كان سببها السلك السياسي والتصعيد الحاصل في بينهم واخذ كل رعي يحفز رعيته على قرينه لإبقاء البلد حائلاً دون الخروج من خندق الاحتقان الطائفي.
هل سيعدل السياسيون عن رفضهم لفكرة الشراكة الوطنية واعادة تأهيل صرح الصوت الواحد الذي تهاوى تحت أقدامهم ، وهل سينتفع الشعب بممتلكاته المسلوبة من أمن وأموال وكرامة وحصانة تنذر الطارئ من استباحة دم العراق؟ ، نأمل ان يخرج البلد من النزاعات الفكرية وان يعود النفس الى جسد العراق ، كي لانندم على ما صنعناه يوم لونت أصابعنا برحيق الأمل الأزرق.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat