صفحة الكاتب : راسم قاسم

فقراء وأغنياء .. مـــنْ صنع مــنْ ؟؟
راسم قاسم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   لقد اصيب العراقيون بالدهشة والاسى من تصرف السياسيين الذين رفعتهم ارادة هذا الشعب الى مواقع القرار ، فلقد وضع الشعب ثقته بهولاء المنتخبين علهم يشمرون عن سواعدهم ويقدمون عملا يزيح عن كواهلهم المثقلة بالمتاعب والتراكمات الكثيرة ، الا ان الذي حصل كان غير ما تشتهي السفن وسارت الرياح الى جانب النواب  واصحاب الكتل السياسية الذين تركوا الشعب يعاني مايعاني وغرقوا في العسل ، بل انهم اثبتوا للشعب العراقي وللعالم بعدهم التام عن الشعور بالمسؤلية وتحملها  ،  لان الذي يحصل اليوم من انتهاكات وحشية لارادة هذا الشعب وسفك دمائه بهذا الكم  الهائل الذي اثار العالم اجمع ، ويتحمل  مسؤلية هذه الاعمال السياسيون اجمع لانهم وضعوا مصالحهم الفئوية والحزبية والقومية فوق مصلحة الشعب وغلبوا مصالحهم الدنيوية الزائلة  على مصلحة الوطن ، والا فما هو التفسير المنطقي للتلكوء الطويل الذي لامبرر قانوني او دستوري له في تشكيل حكومة تقوم بمسؤلياتها على الوجه الامثل ، ( لقد بلغ السيل الزبى ) ونفذ الصبر وخوفي من العواقب .
  فالكل يعلم ان نواب البرلمان هم الاشخاص الذين يمثلون الشعب تحت قبة البرلمان، وهم الذين يشرعون القوانين والقرارات   لعموم شرائح المجتمع، وهم المراقبون لأعمال السلطة التنفيذية خوفا من الزلل والتجاوز على أموال وحقوق المواطنين.
هذا هو التعريف المبسّط للنائب البرلماني، وهذه هي مسؤولية نواب البرلمان العراقي الذين وصلوا الى مقاعدهم بعد أن تحرك الشعب في 7 آذار من العام الجاري ورفعهم من قاع الأرض الى عرش الكرسي النيابي، بمعنى أن الناخب أوفى بدوره والتزاماته تجاه ممثليه، فهل أوفى المنتخَبون بالتزاماتهم السياسية والاخلاقية تجاه الناخبين؟.
واقع الحال يشير الى عكس ذلك! فالحكومة لم تتشكل على الرغم من مرور شهور متتالية على انتهاء دورة الانتخاب الاخيرة لنواب الشعب، ولازال العراق خال من حكومة جديدة، الامر الذي جعل شعبه عرضة للإرهاب والقتل والفساد المالي والاداري ونقص هائل في الخدمات، ولم يتوقف الحال عند هذا الحد ،فقد طالعتنا بعض وسائل الاعلام بتحذير وزارة التخطيط من البطالة المتزايدة في العراق على نحو مخيف، وظهر بموازاة هذا الخبر خبر آخر يقول أن رواتب ومخصصات اعضاء مجلس النواب العراقي بلغت في الشهور الخمسة الماضية (81) مليار دينار وأكثر، علما أن هذه الرواتب حصل عليها النواب مقابل جلسة واحدة لم تتجاوز (17) دقيقة، أي أنهم استلموا هذه المبالغ الطائلة من دون أن يؤدوا عملهم وواجباتهم التي تشرّع لهم استلام هذه الاموال  . المرجعية بدورها انتقدت تصاعد مخصصات ورواتب النواب العراقيين، وكان احد المراجع قبل عدة شهور قد أكد عدم أحقية استلام هذه الرواتب من لدن النواب وألزمهم  بالعمل مقابل الاجر، أو عدم استلام هذه الرواتب والمخصصات التي لم تعرف مثلها برلمانات العالم المتقدمة والنامية والمتخلفة ايضا ، ولا ندري ماهو المبرر القانوني والاخلاقي لمنح مثل هذه الرواتب التي كانت السبب المباشر وراء التسابق والتقاتل لنيل عضوية البرلمان ، والتي ادت الى تسلل الكثيرين من النفعيين والمصلحيين الى هذه المراكز وفي  هذه الاثناء أعلنت الحكومة  حصول العراق على قرض قيمته (3) مليار دولار من صندوق النقد الدولي، والمعروف أن هذ ا الصندوق يفرض شروطا محددة  ومذلة على الدول التي يتم إقراضها ومنها رفع الدعم المالي عن بعض السلع التي يحتاجها غالبية الناس كالبنزين وغيره، وقد تداول الشارع نوايا الجهات الحكومية المعنية بزيادة سعر البنزين في العراق التزاما بالتعهدات التي قُطعت لصندوق النقد الدولي.
 
المفارقة هنا واضحة، إنها مؤلمة وقاسية في آن، النواب تتضاعف مخصصاتهم من دون عمل يقومون به، أي أنهم يحصلون على أموال طائلة بقوة القانون والشرعية من دون مقابل، في وقت يفقد الفقراء والضعفاء من الشعب فرص العمل وتتزايد البطالة وتصبح لقمة الخبز كأمنية بعيدة المنال، ووسط هذا المشهد تستدين الحكومة  ثلاثة مليارات دولار من صندوق النقد الدولي لكي تكبل نفسها بقرارات تؤذي الفقراء قبل غيرهم، ومع ان الفقير في الغالب لا يملك سيارة، لكن زيادة وقود السيارات ستنعكس على اسعار عموم السلع لاسيما الغذائية والخضر بسبب زيادة اسعار النقل مع العلم ان العراق يمتلك احتياطي نقدي يقدر باربعين مليار دولار امريكي  وباعتراف الحكومة نفسها  فاي تناقض هذا واي سياسة مرتبكة ابتلى بها شعبنا الصابر .
المطلوب مراجعة مخلصة لما يحدث ولابد أن يتنّبه القادة لما يدور في ساحة الاقتصاد مثلما هم مهتمون بالسياسة، فالمركب لا تقوده السياسة وحدها، هناك ملايين الافواه والبطون التي تحتاج الى الطعام، والاخير لا يأتي من دون توفير فرص العمل، وهذه لا تتحقق في الرواتب المليارية للنواب وغيرهم من قادة الدولة .
على جميع المسؤولين أن يتفهموا بعمق وضمير ما يدور في الساحة جهارا نهارا، المركب ينحدر الى الاعماق وقد يغرق ويُغرق معه الجميع، لذا مطلوب حلول سريعة بل فورية ولكن ليست عشوائية بل مخطط لها، انقذوا الفقراء من فقرهم وجوعهم الذي نشاهده يوميا في تقاطع الطرقات والشوارع والساحات العامة، بل امتد الامر ليصل الى ابواب البيوت، نعم عدد ملحوظ من المحتاجين باتوا يطرقون الابواب على اهلها ليحصلوا على ما يسد رمقهم. فهل يقدّر قادة البلد هذا الحال وهل هناك من معالجات تلوح في الافق القريب؟ ام ان سياسيونا منشغلون بعد ارصدتهم في الخارج وعل ماسيحصلون عليه في الدورة القادمة  ، لابد من وقفة شجاعة ومصيرية تقوم بها القوى المخلصة التي قدمت التضحيات الجسام في العهود المظلمة الديكتاتورية  لتثبت استمراريتها الجهادية والتزامها جانب المستضعفين والمحرومين   .. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


راسم قاسم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/26



كتابة تعليق لموضوع : فقراء وأغنياء .. مـــنْ صنع مــنْ ؟؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net