ماذا بعد الانتخابات؟
ماء السماء الكندي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ماء السماء الكندي

يشابه الحكم الديمقراطي تحول الكرة الارضية فهناك جبالٌ تتلاشى وبحيرات تندمج واخرى تنفصل وتجف بعضها ويفيض الاخر ، وهو حال واقعي يعيشه المجتمع العراقي ، لمسنا وعود كثيرة ودندنت على مسامعنا الحان الترف والرقيّ التي ألفها صناع القرار .
بعد تعاظم جحافل المواطنين في مراكز الاقتراع والكل يستنشق امل من الشخصية التي وضع عليها علامة احلامه من النهوض بواقعه، نرى الآن ردود افعال مختلفة من قبل صناع القرار المتمثلين بالمرشحين ورؤساء الكتل ، الخاسر يطعن في نزاهة الانتخابات والفائز يؤكد شفافيتها ، بيد ان النقض والرفض والتأييد ارتبط بصورة مباشرة بامريكا ؟ ، اذا كيف يتم انعاش شخصية هجينة ووضعها على عرش الحكم اذا كانت لا تنتمي ولا تتماشى مع سجية الشعب ، ان التكنوقراطية ليست اجتهادا او فطرة يجدها الفرد في صندوق القدر ، بل هي ممارسة وتخصص خاضع لكل اساليب التطبيق ، ولا يمكن الجزم بان السياسة في العراق بأنها نابعة من شخصيات ذات ابعاد ستراتيجية ، اطلاقا بل هي اسماء ولدت من رحم الفراغ الذي خلفه سقوط الصنم الغجري في 2003 ، بديهي ان تنمو في الخراب براعم تحمل صفات البراءة والطيبة واخرى تحمل صفات مغايرة مبنية على نسيم البارود وحرارة النار وصلابة الحجر ، ليعمل كلٌ منها حسب نهجه .
في معركة الخير والشر نسجت قصصاً تؤكد انتصار الخير بعد عناء لان الشر اكثر صلابة واندفاع ولا يضع نصب اعينه الحاق الضرر بالمحيط لكن الهجمات المفتعلة تتوعد بارجاع الخير الى الوراء نتيجة لما يحمل من صفات تجعله يرسم افقاً واسعا في فناء التفكير الملي بالمصلحة العامة واتخاذ سبل الحوار للوقوف على خط الهدنة ، اما في واقع لا يعي معنى الخير والشر نرى ان الفطرة والبراءة تشق طريقا مغايرا لكليهما يجعل من المتنافسين يطأطؤن برؤوسهم صوب الارض معلنين عن خيبتهم ، فتراهم في النهاية يتساؤلون عما يدور من حولهم .
ان النفوذ المتجذر في ارض العراق من قبل الدول المحيطة قد فضح امره تلقائيا دون ضغط او افصاح عن مكامنه بل العملية السياسية هي اوضح من شعاع الشمس ولا يمكن قيادتها الا عن خبرة او تطبيق حي من شأنه ان يصحح الاخطاء ان وجدت في الحقب العابرة ، وتلك الحقب ما ان وضعت عرشها على جسد العراق طيلة عشر سنوات نراها متهالكة هشة لا يسعها ارضاء حراسها بغض النظر عن شعبها ، وان لعنة التسلط والتسيد هي آفة قد تأبدت في جسد الحاكمين والشفاء منها يعد انتحاراً ، فهل يحب المرء ان يطرد من الجنة ؟ ، كلا فالجنة بمعناها الحديث هي بلاء الحكم والسلطة وان يعيش الحاكم خالدا ويسعى لأن يرتشف من ينبوع الخلود الذي جاب الارض بحثاً عنه ذي القرنين ولم يجده ليؤبد حاكما في الارض .
تشكلت تحالفات جديدة بعد الانتخابات التي جرت حيث خسر البعض وفاز البعض الاخر ، وشهد العراق تصعيدات اعلامية تثير الشجون تهيكلت على شكل طعن بنزاهة الانتخابات وادخال اطراف لا تمت بصلة لرقعة العراق وكل هذا هو مصلحة شخصية واجندات سياسية حسب تصريحات السياسيين ، ياترى من له مصلحة في تنفيذ تلك الاجندات وما هي المصالح السياسية ، وهل سينعم الشعب بعد هذه الجولة الحافلة بالتعب والخطر وان يترع صدره ممثليه بنسائم النعيم ، وتنفيذ الوعود التي وعد بها القادة هذا الشعب المنسي والمنفي ؟هذا ما سيشهده المواطن بعد اعلان قائد سفينة العراق الراسية في بحر الظلمات .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat