صفحة الكاتب : ماء السماء الكندي

مستشفى الجوادر : تم القضاء على صحة المواطن
ماء السماء الكندي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يأسرُك صرحٌ مدجج بالاناقة والحداثة بناءٌ شامخ وألوان تسحر من ينظر إليها تحتوي على جملة من الأفكار والأحاديث التي تجول في رأس المريض او المتوعك جزئياً او السليم كليا ، وتلك الأفكار ترسم لك أملٌ صلد يؤكد شفاؤك من جميع الأمراض إلا ما قدر الله من أمر شاء أن يشفيك منه او لا .
وأنت تسير صوب تلك الإيقونة الزاهية ،يصدمك باطن مخيف تتراجع عدة خطوات في ذهنك المشتت أما في واقعك المادي المتمثل بساقيك فإنك مساق إلى احد تلك الحاضنات التي ستؤبدك بداخلها رغماً عنك ، ملايين تعيش في مدينة الصدر ويتبين من هذا الرقم ان على المستشفى ان تضاعف كادرها البشري من أطباء وعمال خدمات ..الخ.. يـُجلسك الواقع على كرسي الانتظار، هناك طبيبان ملازمان في المستشفى تحت مسمى ( طبيب الخفر) وهذا الطبيب المنهمك فكريا وجسديا بسبب وابل الأسئلة التي تطرح عليه من قبل المريض او المرافق له يرد عليك بابتسامة مستطيلة ليُسكِنْ نور الراحة داخل صدرك المتفجر باليأس والخيبات والأفكار السوداء.
لا يحتوى المستشفى على أطباء دوريين في قسم النساء أو الرجال في شعبة الطوارئ، لذلك يتوجب عليك اصطحاب مريضك المنكفئ على وجهه المً وجره صوب الطيب الخفر ليسأله بماذا يشعر بعد سلسلة الحقن التي احتلت عضلاته النحيلة وثبتت أوتادها على يده ، فتكون الإجابة ليس هنالك أي تغيير.
 لا يبارح عقل الطبيب سوى أطروحة إعادة صرف العلاج بنفس الكمية للوقوف على أسباب الألم ، وأنت تسوق مريضك الى دهليز الحق وقد غادره الم وخزة الحقنة وغاب الحياء معها نتيجة الصراع الدموي الذي يطحن صقعه اعصار لولبي قد تجاهل مركز ألمه . 
ترى لافتات حيوية تتماشى مع واقعك المأساوي مثل ( ساعدنا على قمع الرشوة ، او التلكؤ في انجاز العمل الطبي، او صرف العلاج بصورة غير صحيحة ) والسؤال هنا نراجع من وماذا سيفعل لو تمت مراجعته ، ترى نفسك في نهاية الامر تبحث عن صاحب الهواتف المسجلة في لوحة التحذير وليس الأطباء لأنك وحيد عالق في غابة اللامبالاة وتعتلي سرير ( سدية) جلدي بعضه ممزق وآخر عليه آثار دماء وسائل ملتصق يرفض فكرة الجلاء او احتلال البدائل له ، يتفنن كادر هذه المستشفى ولربما المستشفيات الاخرى، بلمسة هندسية تسمى ديكور الردهة حيث ترى الستارة اكتست لون الصفرة نتيجة مسكها من قبل المرضى والمرافقين وقد اوشم عليها التراب قبائله ومسيرته الحافلة التي تتغلغل من نوافذ الردهة وقد غاب على وجود هذه الستار سنين طوال بلا تنظيف او استبدال ، وحتى لا يبقى فراغ يودي بك الى السكون والصفاء وان تسرح في الوان العالم الخارجي فقد تم وضع حاويات النفايات داخل الردهة كي لا يبقى لديك متسع كافٍ للغوص في التفكير بمصيرك المجهول ، ولم تخرج من معتقل العلاج الا وقد سالت نفسك آلاف المرات حول كل شيء اترع به هذه الردهة، وقد احتفظت انا  بتذكار بسيط لينمي في داخلي فكرة رفض المرض بكل الطرق كي لا أعود الى المعتقل الطبي مرة اخرى .
 لا اطلب من أي جهة ان تسعف هذه الحالات اطلاقا بل سأترك التعليق لمن له دور في اعادة تأهيل هكذا خراب والذي من شأنه ان يطحن ما تبقى من ترف في صدورنا . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماء السماء الكندي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/22



كتابة تعليق لموضوع : مستشفى الجوادر : تم القضاء على صحة المواطن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net