صفحة الكاتب : السيد يوسف البيومي

الرموز ومعناها: الرمز دولة إسرائيل أنموذج
السيد يوسف البيومي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الرموز تنطوي تحت نوع من أنواع العلوم وهو علم الدلالة والعلامات، ولكي نتكلم عن الرموز وماذا تعني لا بد ومن التعريف بهذا العلم..
الدلالة في اللغة: هو إبانة الشيء بأمارة تتعلمها، والدليل: الأمارة في الشيء.
أما اصطلاحاً: الدلالة هي كون الشيء بحالة يلزم من العلم به العلم بشيء آخر، والعلامة: هي الشيء الدال على شيء آخر.
والأمارة والعلامة: هي أحد العلوم اليونانية وهو يهتم بدراسة أنواع العلامات والإشارات وتصنيفها بما في ذلك العلامات اللغوية.
أنواع العلامات ثلاثة:
العلامة الأيقونية: العلامة التي تبين  مدلولها غن طريق المحاكاة، مثل صور الأشياء، والرسوم البيانية، والخرائط، والنماذج،  والمجسمات.
العلامة الإشارية: العلامة التي تشير إلى مدلول لعلاقة تلازمية، مثل الدخان في دلالته على وجود النار الخ..
العلامة الرمزية: العلامة التي تفيد مدلولها بناء على اصطلاح بين جماعة من الناس، ومثاله العلم الوطني والذي يرمز إلى تاريخ بلد ما في هذه الكرة الأرضية..
وما يعنينا نحن هو النوع الثالث من علم العلامات والأمارات، وما يسمى بالرمز.
والرمز بكلمات أخرى  يعني الرسم الذي يعبر عن شيء معين وعموماً، فأن هذا الرسم هو علامة ينبغي أن تنقل رسالتها بنظرة واحدة دون الحاجة لأية كلمات لتفهم معناها.
ومن المعلوم أن الأمم الغابرة قد استعملت الرموز لتدل على أمور معينة، ومن هذه الأمم قدماء المصريين الفراعنة والأغريق الذين أستخدموا العلامات، ولكن أكثر من استخدم العلامات هم الرومان فقت اكتشفت أعداد كبيرة من العلامات بين أطلال مدن رومانية قديمة..
إلا أن الرموز تركت تأثيرها الكبير على الطقوس الدينية، وطريقة تعامل الناس مع هذا الرمز سواء  كان دينياً أو ثقافياً.
ومن المعلوم أن اليهود هم من الأقوام الذين عاشوا في كنف حضارات لها تاريخها الديني الوثني، من هذه الأمم: الفراعنة في بلاد النيل، وفي مرحلة السبي في بلاد ما بين النهرين..
وقد أثبتت الوقائع في الكتب السماوية والتاريخية من أن الديانات الوثنية استطاعت من أن تأثر على اليهود وعلى سلوكهم الديني، مما دفعهم إلى عبادة العجل بعد عبروهم البحر مع نبي الله موسى (عليه السلام)..
وبعد هذه المقدمة أخترت لكم رمز دولة إسرائيل كمثال لكي نطبق عليه، والذي يندرج تحت عنوان: الرموز ودلالتها.
الرمز الإسرائيلي ـ الشمعدان ـ (المينوراه) 
وهو يتكون من ثلاثة أجزاء:
الجزء الأول: الشمعدان.
الجزء الثاني: هو البياض السائد في معظم المساحة الخلفية للرمز.
الجزء الثالث: غصني الزيتون، وسوف نأتي إلى تبيان كل أنواع الخدع خلال هذه المقالة..
وبعد عرض هذه الأجزاء الثلاثة سوف نأتي إلى تفصيلها كل جزء على حدى وماذا يعني وعلى ماذا يدل؟!
الشمعدان (المينواره): أنقل لكم التعريف حسب الموقع الرسمي لدولة الكيان الصهيوني حيث قالوا التالي: " المينوراه تمثّل رمز دولة إسرائيل الرسمي ويقال إنّ شكله مأخوذ عن نبات (المورياه) ذات السيقان السبعة وهو نوع من النباتات المعروفة منذ القدم". 
نأتي على الكذب المتبع من هؤلاء الذين يدعون أن هذا الرمز مأخوذ عن نبات (المورياه) وادعوا أن هذا النوع من النباتات معروف منذ القدم، ولكنهم لم يقولوا لنا أي شعب من الشعوب هو الذي كان بالنسبة لهم رمز وذلك قبل نشوء الكيان الغاصب بمئات السنين..
فإن أول من استعمل هذا الرمز هم الرومان، وقد نقشوا هذا الشكل للشمعدان السباعي أو التاسوعي على أقواس النصر خاصتهم، إضافة إلى ذلك فإن هذا الرمز لم يتخذه اليهود رمزاً لهم إلا في عهد الإمبراطور تيتوس بعد سنة 70 ميلادية.
إلا أن التلفيق والكذب وصل بهم ليقولوا عنه إنه يمثل أحد النباتات المعروفة وقد أنكروا أنهم يعتقدون وفي كتبهم منها التوارة والتلمود أنه من أقدس الرموز الدينية عندهم حيث يزعم هؤلاء أن أول ظهور لشكل الشمعدان: "كان مع نبي الله موسى (عليه السلام) في صحراء سيناء عندما كان في  الوادي المقدس طوى"، وزعموا أيضاً أنه (عليه السلام):"قابل الله عز وجل وقد نزل الرب ـ والعياذ بالله ـ على الجبل بالنار وقد اتخذ صورة الشمعدان"، وكما أنهم يزعمون: "بأن الله أمر شعب اسرائيل عبر موسى تحضير الشمع".
إلا أن وكما يقولون في الأمثال: "حبل الكذب قصير". حيث أن نبي الله موسى (عليه السلام) لم يرى تلك النار أو النور إلا وهو خارج مع زوجته وأهله من قرية مدين إلى أرض مصر، وليس كما زعم هؤلاء أنه رأى النار وهو خارج من أرض مصر ومعه بني اسرائيل، وقد وصف القرآن الكريم هذه الحادثة في سورة طه فقد قال تعالى: { وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى}.
وفي موضع آخر من القرآن الكريم في سورة النمل واصفاً هذه الحادثة أيضاً، فقد قال تعالى:{إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا سَآَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آَتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيم}.
والأهل هنا أي الزوجة والأولاد، وكلمة تصطلون: أي تضيئون في الظلمة.
إذن فإن بني أسرائيل لم يكن لهم وجود في هذه الحادثة إذ كانوا تحت نير العبودية تحت حكم الفرعون في أرض مصر، فكيف لله عز وجل أن يأمر نبيه (عليه السلام) أن يحضروا الشمع وهم لم يكونوا حاضرين في هذه الحادثة؟! وهل أخذ نبي الله موسى (عليه السلام) الشمعدان معه؟! يعني هل أنزل الله ـ والعياذ بالله ـ الذي تشكل على شاكلة شمعدان معه وأخذه لبني إسرائيل ليضعوا الشمع فيه وهم أصلاً غير موجودين كما بينا؟!
إنه والله لهو العجب العجاب؟!!!.
ولماذا اختار الله عز وجل وتعالى عما يصفون أن يظهر بشكل شمعدان هل ليرضي بني أسرائيل، أم ليرضي قوم الأوثان والأصنام أي الرومان؟!
وقد علمنا أن هذا الرمز لم يكن يوماً لليهود ولا يمت لهم بأدنى اتصال، فما مالكم كيف تكذبون أيها الصهاينة؟!
وكعادتهم فقد استخدم الصهاينة هذا الرمز لتزوير تاريخ الشعوب، حيث قاموا بحفر هذا شكل هذا (الشمعدان) على هضبة شهيرة في منطقة سيناء والتي كانت محتلة من قبلهم، وهذه الهضبة تسمى (هضبة حجاج)، وتقع على طريق المؤدي إلى مدينة القدس وكان الحجاج المسيحيين يسلكوها وهم في طريقهم إلى بيت المقدس. وكل هذا كي يثبتوا أن هذا الطريق طريق هو لليهود،  وقد تم كشف هذا التزوير والتلفيق من خلال إثبات أن هذا الطريق كان خاصاً بالحجاج المسيحيين دون غيرهم، وظلوا يحاولون ربط أي اكتشاف فيه هذا الشمعدان لكي يثبتوا الوجود المزعوم لما أسموه بـ (هيكل سليمان) وهذه حلقة من حلقات التزوير التاريخي، وقد ثبت أن الهيكل نفسه لا وجود له إلا في مخيلة هؤلاء الغاصبين، وليس هناك أي دليل ديني، أثري، أو حتى تاريخي لهذا الهيكل الخيالي..
 
المساحة البيضاء: هذه المساحة والتي تعني عالم خالي كله من البشر إلا منهم هم فقط، وذلك يعود إلى اعتقادهم أنهم صفوة المخلوقات وزبدتها، وأما باقي المخلوقات فإنهم بهائم من فئة "السائمة والجوييم" الذين لا حق لهم بالحياة ما عدا خدمة بني صهيون الذين يعتقدون أنهم "شعب الله المختار"..
غصنا الزيتون: ونعود إلى التعريف لهذا الرمز وأيضاً حسب الموقع الرسمي للكيان الصهيوني الغاصب حيث يزعمون بأن:" كل غصن من غصني الزيتون على جانبي الشمعدان يمثل توق إسرائيل للسلام".
وهذا كذب أشر، فأي سلام مزعوم هذا، فإن الوقائع تبين وتظهر وليس هذا بحاجة إلى إثبات أن دولة الكيان الغاصب ومنذ نشأته وهو يخوض حرباً ويخطط لآخرى فأي سلام هذا..
ولكن بما أننا نناقش الرموز وما تعني، فإننا نأتي على حقيقة الرمز وهو غصنا الزيتون اللتان حول الشمعدان، فقد جاء في كتاب التلمود ما هو آتي:"يرمز كل غصن من أغصان الزيتون على جانبي الشمعدان إلى قيادات الشعب الاسرائيلي قديماً: الكاهن الأعلى من عائلة أهارون والعائلة الثانية هي العائلة الملك من بيت داوود، حيث كان يتم مسحهم بزيت الزيتون في مراسم تتويجهم".
إذاً لا علاقة لسلم ولا السلام كما يزعمون، وأن دولة الكيان العبري تواقاة له، كل ما في الأمر أنهم يريدون أن يتملكوا رقاب العباد وأن يغصبوا البلاد وكل هذا تحت مسميات كاذبة وتاريخ فاسد ملفق ومزور..
وبعد هذه التطبيقات يتبين لنا وبوضوح تام ما هي أهداف العدو الصهيوني، القابع في الأراضي العربية منذ عشرات السنين، والذي أغفل الكثيرون عن أهدافه العدوانية التي قد تطال معظم الأراضي العربية لا فلسطين والجولان وجنوب لبنان فقط، فإن دولة اسرائيل بأساس نشأتها دولة عدوة لجميع الأمم دون استثناء، وأدل دليل على هذا ما يمثله ويدل عليه في عصرنا الحالي: رمز دولة إسرائيل.
18/4/2013

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد يوسف البيومي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/18



كتابة تعليق لموضوع : الرموز ومعناها: الرمز دولة إسرائيل أنموذج
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net