صفحة الكاتب : جواد كاظم الخالصي

غوغاء الطائفية يستعر عربيا
جواد كاظم الخالصي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ما أن تتفرغ لمشاهدة اخبار العالم إلا وترى نفسك تصطدم بقضايا خارج نطاق العقل الانساني ولا يمكن تحملها او استساغتها من خلال ما تعرضه نشرات الاخبار العالمية والعربية على وجه التحديد خصوصا بعد الطوفان العربي المتطرف الذي استحوذ على كل الثورات العربية في الدول التي حصلت فيها التغييرات الجذرية وقلب انظمة الحكم المخضرمة التي تسمّرت على كراسي الحكم فنقلت بعضهم الى قبورهم ومن ثم نقلت بلدانهم من ظلمة حاكمي الجور الى ظلمة الفكر المتشدد الباعث على الرعب والخوف من المستقبل .
الشباب العربي جازف بكل ما يملك من اجل الوصول الى غاياته في الحرية وان يتنفس هواءها النقي البعيد عن غبار تلك التصورات والعقول المحجّمة القادمة اليهم من كهوف تورا بورا فصادرت منهم كل تلك الامنيات وابعدت عنهم الحلم الذي تغنوا فيه وهم يهتفون بصوتهم الاجش الذي اخترق كل قصور المترفين الذين كانوا كابوسا على صدروهم عقودا من الزمن ،، ولكن البديل يبدو مخيفا جدا لهم وهم يشاهدون هذه الموجه من دعاة الطائفية والتفريق في حمى غوغائية لم يسبق لها مثيلا على مر العقود تنذر بحالة من تفكك المجتمعات وتقسيمها الى كانتينات مجتمعية معزولة عن بعضها البعض وفقا لمفاهيمهم الواهنة وهذا ما نلاحظه بشكل جلي في الدولة العربية الاولى في سقوط نظامها الفرعوني تحت وطأة صيحات الجيل الشاب الذي هرع الى الشارع بثورة عارمة لتزيحه عن صدر مصر الحرة التي تلبس اليوم ثوب التشدد الديني وهي تُبرز الينا تلك الوجوه الداعية الى الايغال في الصوت الغوغائي معلنة النَفَس الطائفي البغيض في المنطقة من خلال تحركاتهم على ما يسمونه الوقوف بوجه المد الشيعي في المنطقة وهذا الامر لم يقتصر على الساحة المصرية بل توسع اكثر من ذلك ممتدا الى تونس وليبيا والجزائر والسعودية والبحرين وآخرها اليوم ما يحصل في سوريا التي تعتبر امرا مريبا لتغيير واقع المنطقة الى احتراب وتقاتل يمس البناء المجتمعي وفقا لنظريات المتصدين لتنظيم القاعدة واذنابها في المنطقة العربية ويبدو ان الامر واضح جدا وهو ايصال النار الى العراق تحديدا لتكون وجها لوجه مع الدولة الايرانية التي يعتبرونها في نظرياتهم العمياء انها اداة التمدد الشيعي في المنطقة في حين ان هؤلاء البلهاء وقاصري الفهم لا يعرفون ان التشيّع حقيقة هو نابع من ارض السواد في بلاد الرافدين ولذلك نقول ان تلك الغوغائية اذا أمعنت باتجاه ان تكون التقسيمات المجتمعية وفقا لمفاهيمهم الخرقاء فسيكون التصدي لها في العراق أقوى مما يتوقعونه من مواجهات حتمية وهذا بالطبع سيجر المنطقة الى ما لا يحمد عقباه وسيكون جميع الابرياء بوجه المدفع وأمام فوهة النار المحرقة وهذا ما يريده هؤلاء الذين يصطادون في برك دماء الاخرين ويتقافزون على جراح الناس وقد حصل مثل ذلك الكثير في العديد من الدول فماذا جنوا منها غير ان الكروش والجيوب التي امتلأت بالمال الحرام هي اصوات قبيحة قذرة لاولئك الغوغاء الطائفيين عربيا.    

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد كاظم الخالصي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/14



كتابة تعليق لموضوع : غوغاء الطائفية يستعر عربيا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net