صفحة الكاتب : علي فاهم

الحلوات في معركة الانتخابات
علي فاهم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 الانتخابات معركة تستخدم فيها كل انواع الاسلحة المحللة منها أو المحرمة دولياً و شرعياً و لكن حسب مبدأ حجي ميكافيل الغاية تبرر الوسيلة و هو مبدأ يشترك فيه الكثير من القوائم التي تسعى الى السلطة بكل قوة , و من هذه الاسلحة الصور و الوجوه لمن يدوًر وجوه ( مو غير شي ) . فبينما تتصفح صور و وجوه المرشحين ربما تقرأ جزء من شخصية هذا المرشح أو ذاك من خلال صورته أو نظرته أو الوقفة التي أختارها أو تعابير الوجه التي أرتسمت على محياه فبعضهم ( و هم القلة ) ترى النور و البهاء و الثقة في وجهه و أخر تراه يتوعدك بالانتقام إن لم تنتخبه و أخر يستجدي صوتك متوسلاً بنظراته المسكينة و أخر لا يستطيع أن ينظر الى الكامرا من كثرة حيائه فتراه ينظر الى السماء عسى أن تعطف عليه ليفوز علينا , 
و لكن ما لفت نظري في هذه الانتخابات هو دخول سلاح جديد و خطير في معركة الانتخابات و كسب الاصوات للقوائم لم نعهده في تجاربنا الانتخابية السابقة الا ما ندر ألا و هو سلاح المرشحات الحلوات ( الصاكات ) حسب تعبير أحد الناخبين الصاكين و المتحمسين , فالملاحظ إن أغلب القوائم و خاصة منها التي لا تحظى بجماهيرية كبيرة تحوي قوائمهم على مرشحات يتسمن بمستوى من الجمال ( بلا حسد ) و قد ملئت صورهن الشوارع و الازقة و طغت على صور الرجال المغلوبين على أمرهم فقد بارت سلعة أغلبهم اما التنافس غير المنصف على الاصوات الغالية و قد تميزت بعض الصور للمرشحات بوقفات مميزة و بعضها مريبة او تعابير ( .........) و انا لا أشكك في قصدهم الشريف و لا نواياهن المستوردة من الخارج و خاصة لمن لا يملكن من المؤهلات الاكاديمية أو العلمية أو الادارية شيء.. و لكنهن يمتلكن مؤهلات من نوع أخر .. فأحدى المرشحات في أحدى المحافظات تجرء مراسل أحدى القنوات الفضائية ليسألها عن ( السر) في وقفتها المميزة في صورتها للدعاية الانتخابية فكان جوابها ان هذه الوقفة تعكس الثقة الكبيرة في نفسها و الثقة في الناخب إنه سينتخبها لأنها جديرة بثقته ... و فعلا سمعت الكثير من الاصوات قالوا أنهم تمنوا أن تكون مثل هذه (المرشحة ) في محافظاتنا البائسة فسينتخبوها بلا تردد و انها ستكتسح القوائم بلا منافس فبرنامجها الانتخابي لا يقاوم و خاصة من قبل الشباب الذين كانوا يطولون النظر أمام صور بعض المرشحات ليستكشفوا شخصية المرشحة من خلال صورها .. أما باقي المرشحات سيئات الحظ ممن لا يملكن مؤهلات الجمال و الفتنة النوعية أو تمنعهن الحشمة و الحياء من الظهور بمظهر معين فحتى لو أمتلكن كل مؤهلات الخبرة و الكفاءة و النزاهة فسلاحهن أضعف من الاخريات و جمهورهن من نوع أخر ..
فتلك التي وضعت أسمها بجانب صورة رمز سياسي و أخرى وضعت صورة أبيها بدلاً من صورتها ! و الاغرب من وضعت عبارة ( زوجة المرحوم .......... ) و ربما لو كانت تملك صورة له من مكانه الان لوضعتها !!!!
إن نظام ما يسمى الكوتة الذي فرض صعود نسبة معينة للمرأة على حساب الاختيار الحقيقي للناخبين و تغاضى عن أستحقاق المرأة الحقيقي في المقاعد بما يتناسب مع ما تحصل عليه من أصوات , و هو لا ينسجم أصلاً مع مبدأ (المساواة) الذي تنادي به المنظمات النسوية ليل نهار هو الذي أطمع الكثير من النسوة اللاتي لا يملكن الكفاءة و لا القدرة ليسبرن غمار الانتخابات و يزيحن الرجال و النساء عن مقاعدهم حتى لو أمتلك الرجل الكفاءة و القدرة و السمعة الجيدة بما يؤهله ليحصل على ثقة الكثير من أصوات الناخبين و لكن يأتي نظام الكوتة ليضع مكانه إمرأة لم تحصل على ربع الاصوات التي حصل عليها و تحتل مكانه باسم الديمقراطية .. و كل انتخاباتو انتم تستكشفون أسلحة جديدة تتطور بتطور الديمقراطية . و دمتم سالمين .
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي فاهم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/12



كتابة تعليق لموضوع : الحلوات في معركة الانتخابات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net