صفحة الكاتب : محمد ناظم الغانمي

ألمواطن بين ألحاكم والخادم...!
محمد ناظم الغانمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

عاش ألمواطن ألعراقي فترات زمنية مظلمة لا يحمد عقباها , أبان حكم ألنظام المقبور ألهدام , وقد عانى ما عانى من ظلم وقتل وتشريد وإبادة جماعية , وأستعمل حتى المواد النووية المحرمة ضد العراقيين في شمال ألعراق , ومورس بحق ألمواطن كل أنواع ألظلم و ألتعسف و ألاستبداد , وبعد سقوط ألصنم في بغداد , ودخول ألأمريكان بالرغم من أنه أصبح محتل , إلا إن ألآمال كانت كبيرة بتحول العراق إلى أفضل بلد في الشرق ألأوسط , وكان ألمواطن ألعراقي متحمسا" جدا" ليرى ما سيفعله أبناء هذا ألوطن لوطنهم ألمظلوم لمدة 35 سنة , وبدأ مفهوم ألديمقراطية يتغلغل إلى روح ألمواطن ألعراقي , بما انه تخلص من ألدكتاتورية ألتي كانت تحكمه طوال عقود من الزمن.
وبدأ الحكم في ألعراق على مبدأ الديمقراطية , و ألشراكة الوطنية , وبالرغم من التغييرات ألتي حصلت في ألعراق منذ سقوط ألنظام إلى ألآن , وتعاقب دورات ألحكم فيه إلا إن ألعراق لم يتغير فيه شيء إلا ألشخوص! , ألقتل موجود , ألفقر موجود , ألبطالة موجودة , ألأرامل في تزايد بسبب ألقتل ألعشوائي في ألشوارع بالمفخخات و ألكاتم وغيرها , الخدمات في تردي إلى الأسوأ , ألبنى ألتحتية في تدهور ملحوظ , وخصوصا ألكهرباء ألتي أصبحت كالمصاب (بسرطان ألتدهور) , وبشكل عام ألواقع ألخدمي متدهور جدا" , أما عن سياسة ألحكومات فهي أيضا سياسة غير ناجحة من خلال تخبطها ألواضح جدا" في خلق ألأزمات ألتي تزيد على ألمواطن همومه , وتعيق تقدم ألبلد , و ألأدلة على تخبط ألحكومة وسياستها كثيرة جدا" , أهمها أزمة كركوك , وإلغاء ألبطاقة التموينية , ومظاهرات ألأنبار ألتي استغلها البعث و ألإرهاب ليتغلغل داخلها ويدعمها , وتفجيرات بغداد ألأخيرة وعدم اتخاذ ألإجراءات أللازمة بحق ألمقصرين , دخول مشعان ألجبوري  إلى ألعراق بمساعدة نواب عراقيين وهو مطلوب للعدالة !!.
 إهمال ألدستور ألعراقي بشكل ملحوظ جدا" , وعدم ألجوء إلى طاولة  ألحوار و ألتهدئة , بالرغم من إن هناك عدة رجالات وأطراف يدعون للتهدئة والحوار دائما , ولكن بدون جدوى , وإتباع التصعيد دائما من قبل ألحكومة العراقية ألحاكمة , وغيرها الكثير من ألتخبطات , أما ألمواطن العراقي أصبح موقفه أيضا لا يحسد عليه لأنه خرج من ظلم صدام , ولكنه لم يتخلص من الظلم أبدا , فهو إلى  ألآن يعاني من ألظلم والتهميش والفقر الحاد حتى وصل به الحال تحت خط الفقر.
 بعد كل هذا هناك سؤال يطرح نفسه , ماذا يريد ألمواطن ؟ ألجواب واضح جدا وهو : إن ألمواطن يريد خادم يخدمه لا يريد حاكما" يحكمه , هل هذا كثير على هذا ألمواطن ؟ لا أعتقد ذلك , ألمواطن ألآن اكتفى من الذين يحكموه , ألمواطن ألآن يبحث عن ألخدمة , يبحث عن من يسأل عنه , يبحث عن من يحتضنه ويقول له ماذا تريد , و ألمواطن يريد إنسان من رحم هذه ألأمة , يعيش معه ويتعايش , لا يريد إنسان متسلط  حاكم , وإنما يريد ألخادم, وعلى ألمواطن أن يمعن ألنظر جيدا بمجريات ألأمور في الواقع العراقي , ولكي تتضح أمامه ألصورة , ويعرف من هو هذا الخادم !! وعليه أن يسعى إلى أن يضع ثقته بهذا الخادم لكي يوصله إلى بر ألأمان , عليه أن يفتش عن هذا ألشخص ألذي يسعى بكل جدٍ واجتهاد لخدمة ألمواطن قبل كل شيء , عليه أن يذهب بفكره وتفكيره إلى شخص لا يملك منصبا" حكوميا" ولكنه يبادر بتقديم ألخدمات للمواطن , شخص لا يملك ألسلطة ولكنه يطالب السلطة بخدمة المواطن , لأنه ألإنسان الوحيد الذي عرف ماذا يريد ألمواطن , و ألمواطن يريد ألخدمة لا غيرها , لكي ينعم كبقية ألدول ألأخرى بخيرات هذا الوطن ألغني , هذا الوطن المظلوم من قبل حكامه , هذا الوطن ألذي يمتلك من الخيرات والطاقات ألكثير.
 يجب أن نسعى إلى وضع ألرجل ألمناسب في ألمكان ألمناسب في ألأيام ألقادمة , لأنها مسؤوليتنا جميعا (كلكم راعي وكلكم مسؤول عن رعيته) يجب أن يفهم ألمواطن هذا ألحديث الشريف , يجب أن يفهم ألمواطن قوله تعالى ( قفوهم إنهم مسؤولون ) , يجب أن يقول ألمواطن ( كلا للحاكم نعم للخادم ).
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد ناظم الغانمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/12



كتابة تعليق لموضوع : ألمواطن بين ألحاكم والخادم...!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net